منظمة الصحة العالمية تدعم المرضى في اليمن بتقديم خدمات غسيل الكلى المنقذة للحياة

قصة غسيل الكلى

3 آذار/مارس 2020 - بعد أن قضت رضية خمسة أعوام في رعاية المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي، وجدت نفسها تعاني من ذات المرض. فمنذ تشخيصها بمرض الفشل الكلوي قبل ثلاث سنوات، اضطرت لترك عملها كممرضة، لكنها ما زالت تتردد إلى المستشفى لا لتقديم الرعاية للمرضى كما جرت العادة سابقاً، بل لتتلقى علاجاً لمرضها، فهي تخضع لجلسات غسيل الكلى مرتين في الأسبوع.

تقول رضية: "لقد فقدت ثلاثة من أصدقائي بسبب مرض الفشل الكلوي وأتمنى ألا أموت بسبب هذا المرض. أدرك الآن انني قد أفقد حياتي ولهذا دائماً ما يراودني شعور بالقلق والخوف من احتمالية توقف أجهزة غسيل الكلى عن العمل أثناء جلسة الغسيل. إذا حدث ذلك، فسيتعين عليهم إدخال قسطرة من خلال أوردة الرقبة، ويعد هذا اجراء خطير ومؤلم للغاية".

أحد أعباء الفشل الكلوي يكمن في الألم المصاحب له، اضافة الى أن مريض الفشل الكلوي قاب قوسين أو أدنى من الموت المحقق. يقول تامر: "هل تدرك ماذا يعني أن تكون مريضاً بالفشل الكلوي؟ يعني أن تفقد وظيفتك لأن جسدك لم يعد يمتلك القوة الكافية لتحمل جهد العمل، وأن تشعر بالألم الشديد وتصاب بالاكتئاب". ويضيف تامر: " عندما تم تشخيصي بالفشل الكلوي، شعرت كأن حياتي سُلبت مني. لكن جلسات غسيل الكلى أعطتني الأمل".

يعمل تامر البالغ من العمر 37 عاماً كصيدلي، واعتاد أن يعمل ليل نهار مع العديد من الشركات الخاصة، ولكن عندما تم تشخيص حالته بالفشل الكلوي، اضطر إلى التوقف عن العمل وأصبح جسمه ضعيفاً للغاية ولم يعد يستطيع تحمل جهد العمل.

يجدر بالأشخاص الذين يخضعون لجلسات الغسيل الكلوي الالتزام بنمط غذائي محدد. حيث تتمحور حياة مريض الفشل الكلوي حول جلسات غسيل الكلى التي يتلقاها مرتين أسبوعياً، وبدونها قد يفقد المرضى حياتهم.

تم تشخيص حسن بالفشل الكلوي قبل ثلاث سنوات، فقد على إثره مصدر رزقه. يصف حسن معاناته: "كنت أدير عملي الخاص ولكني اضطررت للانقطاع عن العمل بسبب جلسات غسيل الكلى الأسبوعية. أصبحت أعتمد على هذه الجلسات لتبقيني على قيد الحياة".

بعد أن فقد حسن عمله، اضطر إلى نقل أولاده السبعة إلى محافظة ريمة للعيش مع أقاربهم بسبب عجزه عن تحمل تكلفة المعيشة المرتفعة في صنعاء. يضيف حسن: " أعتمد على التبرعات من أسرتي واصدقائي لإعانتي لأني لا أملك خياراً آخر".

قد يواجه الآلاف من مرضى الفشل الكلوي في اليمن الموت الحتمي إذا لم يتم تأمين العلاج لهم. حيث تعتمد حياتهم على استمرارية توفر العلاج والجلسات اللازمة دون انقطاع.

"أشعر بالامتنان لتوفر هذه الجلسات مجاناً كوني لا أستطيع تحمل تكاليفها"، يختتم تامر.

خلال عام 2019، وفرت منظمة الصحة العالمية وبدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية ودولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت بعض إمدادات غسيل الكلى لدعم 600,000 جلسة غسيل الكلى لـ 21 في 13 محافظة يمنية (صنعاء، عدن، تعز، محافظة صنعاء، صعدة، مأرب، شبوة، حضرموت، ذمار، البيضاء، إب، الحديدة، المهرة) هذه الكمية كافية لتغطية الاحتياجات الضرورية لأكثر من 3500 مريضا بحاجة ماسة إلى جلسات غسيل الكلى المنقذة للحياة ولضمان استمرارية تلقي العلاج والرعاية الطبية اللازمة.