أدت الحرب والصراع الدائر في اليمن إلى تبعات وصدمات نفسية لم يسبق لها مثيل. وقع مئات الآلاف من الناس بما فيهم الأطفال ضحية ضغوطات وخسائر وصدمات خطيرة، سواء نتيجة انعدام الأمن واسع النطاق أو التشرد أو انعدام الأمن الغذائي.
أدى الانهيار في النسيج الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي الى نقص في الأمن المدني والخدمات العامة الأساسية بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية وزادت من شقاء المجتمعات الأكثر ضعفاً ممن يعانون من اختلالات عقلية واضطرابات نفسية واجتماعية.
في حين تواجه المجتمعات شديدة الضعف تفشي كوفيد-19, تقل فرص الوصول الى الخدمات الصحية مما يهدد بتقويض الصمود خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية بالفعل.
في بلد لا تعمل فيه سوى نصف المرافق الصحية، يعاني نظام رعاية الصحة النفسية من نقص في التمويل وإهمال بالغ من السلطات وندرة المهنيين المختصين. يعمل حالياً 45 طبيباً نفسياً في البلاد، منهم 36 في العاصمة صنعاء (ما يعادل طبيب نفسي واحد لكل 700,000 شخص). ويتفاقم الوضع بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بأمراض الصحة العقلية.
مستشفى الأمل الحكومي للأمراض النفسية والعصبية في حي الصافية بصنعاء من مرافق الصحة النفسية القليلة التي لا تزال تستقبل المرضى. حيث يعمل 172 عاملاً صحياً وثمانية متطوعين وتستقبل ما يقرب من 100 مريض يوميًا.
"لا يزال المستشفى يعمل، ولكنه بحاجة ماسة إلى إعادة التأهيل. لم يتم تأهيل المستشفى منذ فترة طويلة " يقول المهندس عبد الملك مفضل، منسق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية بمنظمة الصحة العالمية الذي يشرف على أعمال إعادة التأهيل.
"الظروف التشغيلية في المستشفى خطرة. يجب إصلاح غرف المرضى والحمامات ونظام توصيل المياه وحتى الجدران والأبواب والنوافذ." يضيف المهندس عبد الملك.
بفضل الدعم المتواصل من حكومة اليابان، ستقوم منظمة الصحة العالمية بإعادة تأهيل المرفق الصحي مما يضمن استقبال المرضى بكرامة وإنسانية.
"الأولويات هنا تتلخص في توفير ظروف معيشية أفضل وأكثر كرامة للمرضى الذين يعانون من حالات الصحة العقلية وتوفير بيئة أكثر ودية في المستشفى ورفع مستوى الوعي حول وصمة العار التي لا يزال مرضى الصحة العقلية يعانون منها في الوقت الحاضر". يقول الدكتور فيليب سميث، نائب الممثل في مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن.
دعمت حكومة اليابان استجابة منظمة الصحة العالمية حول اليمن بأكثر من 11.5 مليون دولار أمريكي بين عامي 2015 و2020، بما في ذلك مساهمة جديدة بقيمة 3 ملايين دولار أمريكي لمرافق الصحة العقلية. بالإضافة إلى إعادة تأهيل مرافق الصحة النفسية. سيضمن هذا الدعم بناء القدرات وتعزيز إدارة الصحة النفسية وتنمية الموارد البشرية.
في 2019، تمكنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من تقديم أكثر من 90,000 جلسة دعم نفسي واجتماعي وأكثر من 14,000 استشارة للصحة النفسية. بالإضافة إلى دعم 176 مرفق صحي يقدم الدعم النفسي وخدمات الصحة النفسية لمن هم بحاجة لها، بما في ذلك 47 مستشفى و63 مركزًا صحيًا و60 وحدة صحية.