نحو التعافي بعد الانفجار: مستشفى راهبات الوردية ببيروت

نحو التعافي بعد الانفجار: مستشفى راهبات الوردية ببيروت

16 آب / أغسطس 2020 - بعد عشرة أيام من انفجار بيروت الذي أسفر عن مقتل المئات وإصابة الآلاف وتدمير منازل وشركات وغيرها من البنى التحتية، تجلس الأخت نيقولا عقيقي، المديرة العامة، في مكتبها بالطابق الأرضي لمستشفى راهبات الوردية المُدمَّر. ويقع هذا المستشفى الخاص غير الربحي في شارع الوردية، على بُعد بضع مئات من الأمتار من موقع الانفجار.

تقول الأخت نيقولا: "كان الأمر مُفجعاً. لن ننسى تلك الليلة أبداً. كنت في الطابق التاسع حينما وقع الانفجار، وحُبست بين جدارين وسمعت الممرضات يبكين. فبعضهن كُسرت عظامهن والبعض الآخر كُنْ ينزفن. وتمكنت من التحرك، ونزلنا على الدرج لمساعدة الموجودين في الطوابق الأخرى. وفي الطابق السابع، وجدنا مزيداً من الممرضات والمرضى المصابين. وفي وحدة الرعاية المركزة، كان السقف قد انهار وتعرضت إحدى الممرضات لإصابة خطيرة في الرأس. ووجدتُ ممرضةً ميتةً على الأرض، ولم أستطع مساعدتها".

وتسبب هذا الانفجار في وفاة ممرضة وإصابة ثمانية آخرين بجروح خطيرة. وأُصيب آخرون بإصابات طفيفة. وذكرت الأخت نيقولا: "بدأنا على الفور في تنفيذ خطة هروب لإجلاء 300 مريض كانوا داخل المستشفى. وفي الوقت نفسه، كان يَفِد إلى المستشفى مئات الأشخاص لالتماس العلاج، ولم يكونوا يعلمون أن المستشفى قد دُمِّر. لم يكن لدينا مستشفى! فنقلنا مستلزماتنا إلى الشارع لكي نتمكن من علاج المصابين وإرسالهم إلى مستشفيات أخرى". وقالت وهي تجهش بالبكاء: "لقد كانت نهاية العالم".

وكان مستشفى راهبات الوردية قبل الانفجار يقدم خدمات مختبرية وطبية، فضلاً عن خدمات متخصصة في طب العيون وسرطان الثدي والأورام وأمراض النساء والتوليد. وكانت بالمستشفى أيضاً وحدة رعاية مركزة لحديثي الولادة، وهي من الوحدات القليلة في البلد، ولكنها الآن مُدمَّرة. ودُمِّر أيضاً مختبر جديد لإجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل للمشتبه في إصابتهم بكوفيد-19، وكان هذا المختبر قد أُنشئ قبل أسبوع واحد فقط من الانفجار، وكان يخدم أكثر من 1000 شخص في اليوم.

نحو التعافي بعد الانفجار: مستشفى راهبات الوردية ببيروت

وبعد أقل من أسبوع من الانفجار، قدمت منظمة الصحة العالمية الدعم لإجراء تقييم هيكلي سريع للمستشفى، وكشف التقييم عن إصابة 80% من المستشفى بأضرار بالغة. وتُقدَّر تكلفة إعادة بناء المستشفى بنحو 6 ملايين دولار أمريكي، دون حساب تكلفة المعدات الطبية التي لا تزال يلزم اختبارها وقد يلزم استبدالها.

وتوجد خطط مبدئية لإصلاح طابق أو طابقين خلال الأسابيع والأشهر المقبلة لكي يتمكن المستشفى من استئناف العمل جزئياً، بما في ذلك وحدة الطوارئ ووحدات المختبرات والمسح الشعاعي وعدد من الأقسام السريرية.

تقول الأخت نيقولا: "مجهود ١٥ سنة من العمل تهدَّم في ليلة واحدة. وأنا قلقة بشأن العاملين، كيف سأحافظ على سُبُل رزقهم الآن بعد توقف المستشفى عن العمل! فلدينا 150 عاملاً صحياً هنا، ولا أقبل برحيل أي منهم".

وأضافت: "لقد عشنا هذه المأساة مع سائر المجتمع، وواجهنا أحلك الساعات. ولكن قلبي مليء بالإيمان والأمل والثقة في بلدي. وسنقف على أقدامنا مرة أخرى لكي نتمكن من خدمة شعبنا الذي لم نتخلَّ عنه".