عمّال الرعاية الصحية في اليمن— يصارعون نظام صحي هش، وشبح تفش كارثي لوباء كوفيد-19 يهدد الملايين

الدكتور علي عبدالله ، أخصائي المختبرات ومدير الصحة في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة في صنعاء

27 أيار/مايو 2020 - "لا أستطيع أن أقضي أكثر من نصف ساعة في اليوم مع أطفالي السبعة قبل أن أغادر للعمل كل صباح. يبدأ عملي من الصباح الباكر وحتى الساعة 3 صباحاً" يقول د. علي عبد الله مدير إدارة الصحة وخبير في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة بصنعاء. منذ بداية الوباء في اليمن والدكتور علي يعمل دون كلل في المختبر على الرغم من أنه لم يتقاضى أجره منذ شهور.

10 ابريل 2020- أعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل أول حالة مؤكدة مختبرياً لفيروس كورونا المُستجدّ (كوفيد-19) في محافظة حضرموت في اليمن. حتى الآن سجلت السلطات الصحية 126 حالة مؤكدة مختبرياً من كوفيد-19 و19 حالة وفاة مرتبطة بالفيروس من عدة محافظات حول اليمن.

"لا يسعنا إلا أن نأمل ألا يتم نسيان العاملين الصحيين في المختبرات في جميع أنحاء البلاد الذين يعملون على فحص العينات لـ كوفيد-19 ". يتوجب على الجميع دعم العمال في مجال الصحة. فكما يحتاج النظام الصحي لدعم عمال الصحة فأن أسرهم التي يعولونها بحاجة الى دعمهم أيضاً" يضيف الدكتور علي.

يؤثر انخفاض القدرة التشغيلية والتي تمثل 50٪ من المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في اليمن على إنتاجية العاملين الصحيين وينهك قواهم. ناهيك أن العدد المحدود المتوفر من القوى العاملة في قطاع الخدمات الصحية الماهرة والمدربة معرضة للخطر. لا يوجد أطباء في 18% من المناطق في جميع أنحاء البلاد ومعظم العاملين الصحيين لم يتقاضوا أجورهم منذ أكثر من عامين. مما يجعل النظام الصحي في اليمن غير قادر على سد العجز في الموارد البشرية للصحة. إضافة إلى ذلك فإن ظاهرة هجرة العقول والكفاءات من العمال الصحيين الذين اضطروا إلى الرحيل لأسباب تتعلق بالأمن والسلامة أدت إلى فقدان الموارد الانسانية في اليمن.

القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية - هؤلاء الرجال والنساء هم الأبطال الحقيقيون في اليمن

الدكتور علي عبد الله يقوم بتدريب COVID-19 لـ RRTs في المركز الوطني لمختبرات الصحة العامة في صنعاء

منذ أسابيع وفرق عمل الأمم المتحدة تعمل من أجل ضمان قدرات التأهب والاستجابة لكوفيد-19 ويتم تسخير قدرات فرق الأمم المتحدة القُطري بأكمله في اليمن من أجل تعزيز قدرة اليمن على مكافحة الفيروس. ومع ذلك، فإن الفجوة المالية غير المسبوقة التي تواجهها منظمة الصحة العالمية بموجب خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لا تسمح لنا بالاستمرار بدفع الحوافز بعد شهر مارس 2020. على الرغم من أن اليمن يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم، إلا أن توافر الدعم اللازم ما يزال مصدر قلق- في حين أن خطة الاستجابة الإنسانية لا تزال تعاني من نقص شديد في التمويل.

"بينما تواجه اليمن خطر إضافي يهدد الصحة العامة، الآن أكثر من أي وقت مضى يجب حماية منظمة الصحة العالمية لتتمكّن من توجيه جهودها إلى أحوج الأماكن إليها. ندعو جميع الأطراف وجميع الشركاء والسلطات الصحية إلى حماية العمل الحيوي لمنظمة الصحة العالمية ومنظومة الأمم المتحدة في اليمن. لن نتمكن من إنقاذ حياة ملايين الأبرياء في اليمن من هذه الكارثة المحتملة إلا بالتضامن والعمل معاً." يقول الطاف موساني، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن.