العاملون في الرعاية الصحية في معركة مزدوجة – كوفيد- 19 في منطقة صراع مسلح

العاملون في الرعاية الصحية في معركة مزدوجة – كوفيد- 19 في منطقة صراع مسلح

2 تموز/يولْيو 2020 - دكتور سامي الحاج- طبيب شاب يعمل في مستشفى العلوم والتكنولوجيا بمدينة صنعاء. يعيش مع زوجته الحامل. عملة يعرضه للخطر كل يوم.

لقد وضع كوفيد- 19 اليمن والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية تحت ضغط شديد. "نعرض حياتنا للخطر من أجل إنقاذ أرواح أبناء شعبنا. مرض الكثير من الأطباء ورأيتهم تحت أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة المراقبة وبعضهم توفاه الموت. كان هذا أصعب شيء شهدته." يقول الدكتور سامي.

ولكن هذا لا يعني الاستسلام. " الوضع الصحي الكارثي جعلنا مدركين أكثر لحجم الاحتياجات في اليمن ودورنا بالغ الأهمية كعمال في مجال الرعاية الصحية."

نخوض جميعاً هذا التحدي

العاملون في الرعاية الصحية في معركة مزدوجة – كوفيد- 19 في منطقة صراع مسلح

مع ظهور جائحة كوفيد- 19 في اليمن، تلقى الدكتور سامي مكالمات ورسائل من الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي معبرين عن قلقهم بشأن الفيروس وما يعنيه لهم ولعائلاتهم. هذا جعله يفكر في الأشخاص الذين يعملون في الشوارع ممن لا يملكون هواتف ذكية أو إنترنت وهم بحاجة أحياناً إلى إرشادات طبية.

كان هذا حافزاً له لبدء مبادرة فريدة من نوعها. فقد قام بطباعة ملصق ووضعه في الجزء الخلفي من سيارته يعرض على الناس أن يوقفوه لاستشارة مجانية إذا احتاجوا إلى ذلك.

"الناس خائفون. كثيرون غير قادرين على الالتزام بالحجر الصحي بسبب وضعهم الاقتصادي. يضطرون الى الذهاب إلى العمل معرضين نفسهم لخطر الإصابة بالعدوى. أردت أن أكون أقرب منهم لتسهيل الوصول- إذا لزم الأمر- لمناقشة أي تساؤلات طبية " يضيف دكتور سامي.

"أسعدني تفاعل الناس مع الملصق. في المناطق البسيطة بالذات، كان يوقفني 30 شخصًا في اليوم تقريباً." يضيف الدكتور سامي. "بالطبع أنا لا أقدم أي خدمات طبية، كل ما أفعله هو تقديم خدمات الاستشارات الطبية والإحالة إلى المرافق الطبية حيث يمكنهم الوصول إلى الرعاية."

هذه المبادرة أكدت للدكتور سامي أهمية الدور الذي يلعبه العاملون في مجال الرعاية الصحية في المجتمع خاصة خلال الأوبئة. "الخوف عند العاملين الصحيين مبرر نظرا لتدهور الوضع الصحي. لكن الناس بحاجة إلينا والى خبراتنا. إنني أحث نفسي وزملائي الأطباء على العمل معاً ودعم بعضنا البعض خلال هذه الفترة الحرجة من أجل النجاة من الوباء."

المخاطر التي يشكلها كوفيد- 19في اليمن لا مثيل لها

منذ انتشار كوفيد- 19في ديسمبر 2019، كان للوباء وقعاً غير مسبوق على النظم الصحية في جميع أنحاء العالم واستمر تصاعد معدلات الانتقال العالمي وانتشار الحالات بشكل مقلق. في حين أن الخطر الذي تشكله على الصحة العامة في اليمن لا مثيل له.

تسبب الصراع الدائر لأكثر من خمس سنوات في اليمن بتدهور الوضع الصحي والضغط على نقاط الضعف القائمة قبل الحرب والتي أدت الى أضرار جسيمة للبنية التحتية وتركت النظام الصحي في اليمن غير قادر على تحمل أعبائه.

نصف المرافق الصحية في اليمن فقط تعمل بكامل طاقتها، وتلك التي تعمل تعاني من نقص حاد في المعدات الأساسية والإمدادات والطاقم الطبي. تستمر حالات تفشي الأمراض المعدية المتتالية مثل الكوليرا والدفتيريا في تدمير البلاد ودفع المزيد من الناس إلى الضعف. ارتفاع معدلات سوء التغذية بين البالغين يعد مؤشراً آخر ينذر بالخطر بسبب ضعف المناعة معرضاً السكان للأمراض المعدية. إضافة الى ضعف النازحون داخلياً واللاجئون بسبب انعدام خدمات الصرف الصحي وغياب الممارسات الصحية الآمنة.

عمال الرعاية الصحية بحاجة إلينا الآن أكثر من أي وقت مضى

العاملون في الرعاية الصحية في معركة مزدوجة – كوفيد- 19 في منطقة صراع مسلح

كما يتضح من هذا الوباء، فإن القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية هي العمود الفقري لأي نظام صحي- هؤلاء هم الأبطال المجهولين.

يعاني اليمن من نقص حاد في عدد العاملين الصحيين، بينما يعاني الكادر المتوفر من الضعف. لا يوجد أطباء في 18٪ من المناطق في جميع أنحاء البلاد، ومعظم العاملين الصحيين لم يتقاضوا أجورهم منذ عامين على الأقل. هذا بالإضافة إلى قصور في أعداد الممرضات والقابلات وضعف التعليم الصحي الطبي وغياب القدرة على سد العجز في الموارد البشرية للصحة، بالإضافة إلى "هجرة العقول" حيث غادر المهنيين الصحيين الأكثر مهارة للحصول على فرص أفضل خارج البلاد. استنادا إلى هيكل القوى العاملة للرعاية الصحية، يفتقر الموظفون الطبيون والمسعفون إلى التدريب على إدارة الحالات والوقاية من العدوى ومكافحتها واستخدام معدات الحماية الشخصية لمواجهة.

أدت الفجوة المالية غير المسبوقة التي تواجهها خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن إلى هاوية مالية ستعطل دفع أجور أكثر من 10 آلاف عامل صحي في المستشفيات والمرافق الصحية العاملة في اليمن.

د. سامي دليل على أن شخص واحد يمكن أن يحدث فرقاً. هذا العمل التضامني يؤكد رسالة منظمة الصحة العالمية، الا وهي أن الطريقة الوحيدة التي يمكننا التغلب بها على كوفيد- 19في اليمن هي إذا قمنا بذلك معاً.

تستمر منظمة الصحة العالمية ووكالات المساعدة الإنسانية بتكثيف جهود الاستجابة لـ كوفيد- 19للوصول إلى أكثر من 16 مليون شخص من خلال أنشطة التوعية، ودعم العاملين الصحيين في جميع أنحاء اليمن بأكثر من 227,500 وحدة من معدات الحماية الشخصية بما في ذلك القفازات والمآزر والدروع الواقية والأقنعة. بالإضافة إلى ذلك، توفر الأمم المتحدة حوافز مالية لـ 9,000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والذين لن يتمكنوا لولا ذلك من إعالة أسرهم بسبب النزاع المستمر.