تحتفل الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها بالذكرى العشرين لتأسيسها هذا العام في 28 نيسان/أبريل 2020. ومن خلال العمل الوثيق مع منظمة الصحة العالمية وشركاء الأمم المتحدة، تكرّس الشبكة جهودها من أجل إنقاذ الأرواح والوقاية من المراضة والوفيات التي لا داعي لحدوثها بسبب انتشار الأمراض المُعْدية. وقد تنامى حجم الشبكة من 60 إلى 250 شريكاً من مختلف الانتماءات والخلفيات التقنية خلال السنوات العشرين الماضية. وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، تتزايد القيمة التي تقدمها الشبكة للنظام الدولي للصحة العامة بفضل ما تقدِّمه من دعم مواجهة فاشيات الأمراض المُعْدية الحادة.
وأضحت الشبكة، على مدى السنوات العشرين الماضية، جهة فاعلة أساسية في إدارة الطوارئ الصحية، حيث نشرت أكثر من 2900 خبير لدعم احتياجات الفاشيات في جميع أنحاء العالم. وعكفت الشبكة، في إقليم شرق المتوسط، على تنسيق فرق الدعم الدولي السريع، بينما تقدِّم المساعدة إلى البلدان لاستقصاء الأحداث وتوصيفها، وتقييم المخاطر، وتعزيز مواجهة الفاشيات. كما أنها تدعم بناء القدرات في مجال التأهُّب ومواجهة الفاشيات على الصعيد الوطني.
خبرات تقنية واسعة
ما فتئ شركاء الشبكة العالمية للإنذار بحدوث الفاشيات ومواجهتها يقفون على أهبة الاستعداد أثناء الفاشيات الكبرى في الإقليم لنشر الخبرات والمهارات التقنية الصحيحة على وجه السرعة في الأوقات التي تصبح فيها القدرات الوطنية مثقلة بالأعباء، وتمسّ الحاجة إلى عملية استجابة دولية. وقد حدث ذلك بعد ظهور فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأنفلونزا الطيور الشديدة الإمراض (H5N1)، وكذلك بعد معاودة ظهور الحمى الصفراء وحمى الوادي المتصدع وحمى الضنك وحمى القرم-الكونغو النزفية والكوليرا في الماضي القريب.
وفي السودان، أُعلن عن اندلاع ست فاشيات تتعلق بالكوليرا، وحمى الضنك، وداء الشيكونغونيا، وحمى الوادي المتصدع، والملاريا، والدفتيريا في عام 2019. وقد نشر شركاء الشبكة خبيراً مختبرياً وأخصائياً في الوبائيات لتعزيز القدرات المختبرية التشخيصية والوبائية وقدرات إدارة البيانات في المكتب القُطري للمنظمة، وكذلك بين السلطات الصحية.
وفي باكستان، نُشر أكثر من 20 خبيراً لدعم واحدة من أكبر عمليات الاستقصاء عن فاشية فيروس العوَز المناعي البشري ومواجهتها في منطقة لاركانا بإقليم السند. وقدَّم هؤلاء الخبراء الدعم في مجالات استقصاء الفاشيات، والرعاية والدعم السريريَيْن لفيروس العوَز المناعي البشري، والتشخيص والدعم المخبريَيْن، والوقاية من العدوى ومكافحتها، ومأمونية الدم، وإجراء دراسة الحالات والشواهد لتحديد مصدر العدوى. ونُشر خمسة خبراء لدعم مواجهة فاشية حمى الضنك في مجالات المكافحة المتكاملة للنواقل، ووسائل التشخيص المختبري، والتدبير العلاجي للحالات، والإبلاغ عن المخاطر في حالات الطوارئ.
كما دعم شركاء الشبكة مواجهة فاشية الكوليرا في اليمن والصومال من خلال نشر خبراء عملوا في مجال التدبير العلاجي للحالات، ووسائل التشخيص المختبري، وحملات التطعيم الفموي ضد الكوليرا، ونظام الإنذار المبكر الإلكتروني للأمراض.
التصدي للجوائح
قدَّم شركاء الشبكة، في إطار جائحة كوفيد-19 الحالية، الدعم التقني الذي تشتد الحاجة إليه إلى البلدان عن طريق توسيع نطاق تدخلات المواجهة. ويقدِّم معهد روبرت كوخ الدعم لبلدان الإقليم من أجل تعزيز القدرات التشخيصية المختبرية لمرض كوفيد-19 من خلال التدريب وتوفير مجموعات الأدوات. ويُعَدُّ معهد روبرت كوخ من أوائل شركاء الشبكة الذين قدَّموا الدعم التقني لتعزيز التنفيذ الآني للخدمات التشخيصية عالية الجودة للكشف عن فيروس كورونا المسبب للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2 (فيروس كورونا سارس- 2)، وهو الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، حتى في ظل الظروف الصعبة الحالية الناجمة عن القيود المفروضة على السفر على الصعيد العالمي ونقص الإمدادات. ونشرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة اختصاصيي الوبائيات لدعم فريق دعم إدارة الحوادث المعني بمرض كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية الذي ينسّق أنشطة الاستجابة ويقدِّم الدعم التقني لبلدان الإقليم.
وفي آذار/مارس 2020، أوفدت المنظمة بعثة دعم تقني مشتركة إلى جمهورية إيران الإسلامية بالتعاون مع اثنين من شركاء الشبكة، معهد روبرت كوخ والمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في إطار مواجهة فاشية كوفيد-19 في ذلك البلد. وأجرى أعضاء الفريق مناقشات مفصّلة وزيارات ميدانية مع نظرائهم الإيرانيين وتمكنوا من تبادل الدروس الهامة المستفادة من التجربة المبكرة مع الجائحة في الصين وألمانيا وأماكن أخرى. وقد أُحرز بالفعل تقدم جيد في عدة جوانب من عملية المواجهة، وتمكّن الفريق من تقديم المشورة بشأن إدخال مزيد من التحسينات في مجالات مثل التحليل الوبائي، والفحص المختبري، والوقاية من العدوى ومكافحتها، وعزل الحالات الخفيفة. ولا تزال جمهورية إيران الإسلامية البلد الأشد تضرراً بمرض كوفيد-19 في إقليم شرق المتوسط.
وتهدف الشبكة، في المستقبل، إلى توسيع نطاقها في الإقليم لتصبح شبكة مواجهة تقنية متعددة التخصصات حقاً، تتألف من مجموعة متنوعة من المؤسسات. وستضطلع بدورٍ أكثر استراتيجية يتطور من تقديم الاستجابة أثناء حالات الطوارئ الحادة فقط إلى تقديم الدعم في مرحلتَيْ التأهُّب والتخطيط لدورة حياة الطوارئ.