بغداد، العراق، 6 كانون الأول (ديسمبر) 2020: يشكل تزايد حالات الانتحار في العراق على مدى السنوات الماضية مصدر قلق على مستوى الصحة العامة ولم يعد من الممكن تجاهله. وإذا لم يتم التصدي لهذه الظاهرة، فسوف تستمر في إلحاق خسائر كبيرة بالأفراد والمجتمعات في البلاد.
في عام 2019 توفي أكثر من 590 شخصاً في العراق بسبب الانتحار، وحاول 1,112 شخصاً آخر الانتحار، 80٪ منهم من النساء. ويعني هذا وفاة واحدة وثلاث محاولات انتحار يومياً. وكان عدد حالات الانتحار المبلغ عنها في 2019 أعلى من تلك المسجلة في عام 2018 (519 حالة)، وعام 2017 (422 حالة). ولا شك في أن الانتحار حدث مأساوي، إلا أنه يمكن منعه في كثير من الأحيان. ويمكن أن تساعد معرفة أسباب الانتحار والمعرضين للخطر في تقليل أعداد الوفيات.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية مواجهة الانتحار من أولويات الصحة العامة. فعلى الصعيد العالمي، يموت ما يقرب من 800 ألف شخص نتيجة الانتحار كل عام، ويقابل كل حالة موت أكثر من 20 محاولة انتحار. وهناك أيضاً حالة وفاة واحدة تُسجل كل 40 ثانية على مستوى العالم بسبب الانتحار. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومات لزيادة الوعي بخطر الانتحار ومحاولات الانتحار وتأثيرها على الصحة العامة.
يؤكد الدكتور أدهم إسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، أن منع الانتحار هو أحد الأولويات الصحية في برنامج العمل لرأب الفجوة في الصحة النفسية التابع لمنظمة الصحة العالمية، والذي يوفر إرشادات تقنية قائمة على الأدلة لتوسيع نطاق تقديم الخدمة والرعاية الخاصة بالاضطرابات العقلية والعصبية وتعاطي المخدرات. ويضيف: "للجميع مصلحة في مساعدة المجتمعات على معالجة عوامل خطر الانتحار، بما في ذلك إدارة حالات الصحة العقلية. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع شركائها على مستوى العالم لجعل منع الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العامة العالمية. وفي العراق، نهدف إلى تشجيع ودعم تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في إطار نهج صحة العامة متعدد القطاعات، وتقوية تدخلات الصحة النفسية في المجالات التي تشكل حافزاً أكبر للانتحار".
وعلى مدى سنوات عديدة، عانت العديد من العائلات العراقية من مشكلات في الصحة العقلية سببتها النزاعات السابقة والأوضاع الاقتصادية. وكما لو أن هذا لم يكن كافياً، فقد واجهت العديد من المجتمعات أيضاً قيوداً جديدة تتعلق بالبقاء في المنزل، أو محدودية الحركة لمواجهة انتشار جائحة كوفيد-19. ويقول خبراء الصحة العامة إن هذا الأمر يثير مخاوف لأنه قد يزيد من معدلات الانتحار أو عوامل الخطر المرتبطة به، بما في ذلك العزلة الاجتماعية والقلق والخوف من العدوى وعدم اليقين والبطالة والتوتر المزمن والصعوبات الاقتصادية، والتي قد تؤدي إلى تفاقم الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات. وهناك عوامل أخرى من بينها القيود التي تحول دون الوصول إلى خدمات الصحة العقلية والاكتئاب والأرق بين السكان وبعض المتخصصين في الرعاية الصحية.
ومن العوامل الأخرى التي قد تزيد معدلات الانتحار في العراق مشكلات الشريك الحميم، والظروف الصحية البدنية، والتحديات المالية، والقضايا القانونية، إلى جانب بعض حالات العنف الشخصية أو العائلية، مثل إساءة معاملة الأطفال أو الإهمال أو التاريخ العائلي للانتحار، وظروف المجتمع الأوسع، مثل ارتفاع معدلات الجريمة والعنف.
ووفقاً للدكتور عماد عبد الرزاق، المستشار الوطني للصحة العقلية في وزارة الصحة العراقية، فإن أحد العناصر الرئيسية في منع الانتحار في العراق يتمثل في تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية. ويقول الدكتور عبد الرزاق: "يجب أن يتم العمل من خلال مختلف القطاعات لبناء القدرات، وضمان جودة الرعاية الصحية، وزيادة الوعي بشأن الصحة النفسية، ومعالجة الوصمة الشائعة حول الأمراض النفسية. ويجب التركيز بشكل خاص على الفئات المعرضة للخطر من خلال الكشف المبكر والإدارة المناسبة".
وللحد من حالات الانتحار في البلاد أثناء أزمة كوفيد-19 وما بعدها، توصي منظمة الصحة العالمية بأن يعمل جميع الشركاء الداعمين لتدخلات الصحة العقلية مع المجتمعات المحلية لتوفير خدمات الصحة العقلية الكافية في المجتمعات، وتقليل مشاعر التوتر والقلق والمخاوف والشعور بالوحدة بين عامه السكان. كما توصي المنظمة بتعزيز الحملات الإعلامية المسؤولة باستخدام وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية لتعزيز الصحة العقلية وتخفيف مشاعر الضيق، والوصول للأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاضطرابات النفسية، والناجين من فيروس كورونا، وكبار السن.
للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بـ
براء شبع،
مسؤولة اتصالات في منظمة الصحة العالمية،
+964780010244،
اجيال سلطاني،
مسؤولة اتصالات في منظمة الصحة العالمية،
(+964) 7740 892 878 ،
بولين اجيللو،
مسؤولة اتصالات في منظمة الصحة العالمية،
(+964) 7729 877 288،