تعاني 19 محافظة يمنية من أصل 22 محافظة من تبعات العنف والصراع المسلح. وتشير الإحصائيات إلى وجود أكثر من 300000 شخص انضموا مؤخراً إلى قائمة النازحين، فيما يزال الآلاف محاصرين بسبب القتال وغير قادرين على الفرار إلى مناطق أكثر أمناً.
وفي محافظة عدن، هناك ما يقرب من 3600 نازح يعيشون في مناطق متفرقة في عدن، مما خلق عبئاً إضافياً على العديد من المناطق الفقيرة بما فيها مديرية البريقة التي ما تزال تستقبل جموع النازحين يومياً. وحالياً، تكتظ سبع مدارس في المديرية بالمئات من النازحين الذين فروا من العنف عبر القوارب أو مشياً على الأقدام.
وتقدم منظمة الصحة العالمية الخدمات الصحية ومستلزمات المياه والصرف الصحي للنازحين في البريقة. كما قامت بتوزيع الأدوية الأساسية وأدوات النظافة وخزانات وأنابيب المياه لجميع المدارس.
وقامت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع المؤسسة الطبية الميدانية، بإنشاء عيادات متنقلة في البريقة لتقديم الخدمات الصحية المختلفة بما فيها علاج سوء التغذية وخدمات المياه والصرف وخدمات الإحالة الطبية للنازحين.
وتقول د. لطيفة عباس، مسؤولة التغذية في مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن: "الإقبال كبير على العيادات المتنقلة، ونبذل قصارى جهدنا لمواجهة الأعداد المتزايدة للنازحين الذين هم بحاجة ماسة للتدخلات الصحية. سنستمر في بذل المزيد من الجهد لتقديم الخدمات الصحية بالرغم من انقطاعات الكهرباء والماء وشح الوقود".
ويتردد يومياً أكثر من 60 حالة تشمل الأطفال وكبار السن على العيادات المتنقلة التي تتكون من طبيبين وممرضتين وموظف تسجيل. وخلال الأيام الماضية، تم فحص بعض حالات سوء التغذية الحاد وحالات الإسهال وسط الأطفال وتقديم العلاج المناسب لها. كما أن هناك عدد من النساء الحوامل في المدارس مع وجود حالتين بحاجة إلى إجراء عملية قيصرية.
"ليس هناك وسائل مواصلات، ولا وقود ولا سيارات إسعاف لإحالة الحالات العاجلة للمستشفى الرئيسي في المديرية، خصوصاً حالات سوء التغذية الحاد الوخيم التي تحتاج لعناية مركزة في مركز التغذية العلاجي. كما نواجه تحديات عديدة في نقل المعدات الطبية للمنطقة، ونعتمد أحياناً على المجهودات الشخصية لسكان المنطقة في نقل هذه الحالات".
ويشير الشركاء في المجال الإنساني والصحي إلى أن أكثر من 15.9 مليون شخص- حوالي 61% من عدد السكان- بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، بما فيهم 8.6 مليون شخص بحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية.