منظمة الصحة العالمية تستجيب للاحتياجات الصحية المتزايدة في ظل استمرار إغلاق المرافق الصحية في اليمن

صنعاء، 23 سبتمبر 2015— تستمر منظمة الصحة العالمية في تقديم الدعم الصحي المكثف استجابة للأزمة الراهنة في اليمن، حيث قدمت ما يقرب من 200 طن من المستلزمات الطبية الأساسية وأكثر من 745000 لتر من الوقود اللازم لتشغيل المرافق الصحية وسط تصاعد وتيرة العنف.

وتسبب الصراع الممتد منذ ستة أشهر في اليمن إلى إلحاق الضرر البالغ بالعديد من المرافق الصحية وتفشي حمى الضنك. وتحذر منظمة الصحة العالمية من انهيار وشيك قد تتعرض له العديد من المرافق الصحية تحت وطأة الصراع، والذي سيؤدي بدوره إلى زيادة كبيرة في عدد المحتاجين لخدمات الرعاية الصحية.

ويقول د. أحمد شادول، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن: "الوضع مثير للقلق؛ فالكارثة الصحية تتعمق وسط استمرار نفاد المستلزمات الصحية الأساسية من المرافق الصحية وتوقف المزيد من المستشفيات ومراكز نقل الدم عن العمل".

ويضيف شادول: "المرافق الصحية تعمل بالحد الأدنى. وبدون الدعم، فإن المزيد من المستشفيات ستغلق أبوابها ما سيؤدي إلى منع الملايين من فرص الحصول على الخدمات الصحية".

واشتملت المستلزمات الطبية التي قدمتها منظمة الصحة العالمية منذ بداية شهر سبتمبر/ أيلول الجاري على الأدوية المستخدمة في المعالجة الداعمة لحالات حمى الضنك. ففي محافظة تعز فقط، ازدادت عدد الحالات المشتبهة بحمى الضنك منذ مارس الماضي إلى أكثر من 1600 حالة.

وللتخفيف من انتشار حمى الضنك، نفذت منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع السلطات الصحية حملات الرش للتخلص من انتشار البعوض في محافظة تعز بالرغم من فرص الوصول الضئيلة للمحافظة. وتسببت الأمطار الغزيرة والمياه الراكدة الناتجة عنها إلى زيادة مواقع تكاثر البعوض الناقلة لحمى الضنك. وبالشراكة مع المنظمات والسلطات الصحية المحلية، قامت المنظمة بتوزيع الناموسيات المشبعة بالمبيدات وتثقيف المجتمعات وتوعيتهم حول أسباب المرض.

ووسط تزايد أعداد الإصابات والوفيات، دعمت منظمة الصحة العالمية ثلاثة أقسام جراحية في مستشفى زايد بصنعاء بالمستلزمات الجراحية ومعدات التعامل مع الإصابات. وتستمر المنظمة أيضاً في دعم 10 عيادات متنقلة لحالات سوء التغذية في محافظات عدن ولحج وحضرموت والحديدة لتشخيص وعلاج الأطفال بين سن 6 أشهر إلى 5 سنوات.

ومن أجل الاستمرار في خدمات الرعاية الصحية الأساسية والروتينية، فقد دعمت منظمة الصحة العالمية مع باقي الشركاء إطلاق الجولة الثانية من الأنشطة الإيصالية التكاملية الأسبوع الماضي والتي تشمل خدمات التحصين وأمراض الطفولة وخدمات الصحة الإنجابية والتغذية وعلاج الأمراض الشائعة. وهدفت هذه الأنشطة الوصول إلى أكثر من 300000 طفل ما دون العام في المناطق الريفية والنائية.

وأوضح شادول: "لم يكن إنجاز هذه المهام وسط أحداث العنف المتواصل بالأمر السهل. نحن بحاجة ماسة إلى توفير الحماية والأمان لأولئك الأشخاص الذين لا يألون جهداً في توفير خدمات الرعاية الصحية".

ومنذ أواخر مارس الماضي وحتى 17 سبتمبر، قتل حوالي 5039 وجُرح ما يقرب من 25653 بسبب أحداث العنف، وفقاً لتقارير وبيانات المرافق الصحية في مختلف المحافظات.