بغداد/أربيل، 26 أيار/مايو 2015. يستهدف أطفال العراق تحت سن الخامسة مرة أخرى هذا الأسبوع بحملة تطعيم واسعة النطاق بدأت أعمالها في 24 أيار/مايو لتشمل جميع المحافظات العراقية من أجل إبقاء البلاد خالية من مرض شلل الأطفال وخاصة بعد إكمال سنة واحدة خالية من المرض منذ أن تم تسجيل آخر حالة لهذا الفيروس في طفلة تبلغ من العمر 34 شهراً في جانب الرصافة من بغداد في 7 نيسان/ أبريل 2014.
وقد أطلق العراق استجابته الأولى لمكافحة مرض شلل الأطفال بالتزامن مع استجابة دول عدة لانتشار المرض في الإقليم بعد تأكيد وجوده في سوريا عام 2013. وساعدت جولات التلقيح المتعددة في العراق على حماية الأطفال العراقيين من الإصابة بالشلل الناجم عن هذا المرض غير القابل للشفاء. وعلى الرغم من عدم الاستقرار الدائر في العراق والنزوح الجماعي للسكان لم يتم تأكيد سوى حالتين فقط من مرض شلل الأطفال في العراق خلال انتشاره في الإقليم في أوائل عام 2014.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور سيد جعفر حسين "على الرغم من الاضطرابات الداخلية التي تكتنف ما يزيد على ثلث البلاد، استمرت حملات شلل الأطفال بالوصول إلى 90% من أطفال العراق من خلال الجهود المشتركة مع العديد من الوزارات والشركاء المحليين". وأشاد الدكتور جعفر بجهود أعضاء فرق التطعيم وأهالي الأطفال وتعاونهم أثناء حملات التلقيح مناشداً في الوقت نفسه المجتمع الدولي والشركاء لمواصلة تقديم المساعدة المالية والتقنية على مدى الأشهر ال 12 المقبلة لتنفيذ حملات التطعيم الإضافية الأربعة القادمة على الصعيد الوطني. و أضاف الدكتور حسين: "لقد ثمن مجلس الرصد المستقل للمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال في اجتماعهم الأخير الجهود المجتمعية والتعاون المميز بين السكان لمنع انتشار المرض، و لن يكون هناك مجال للرضا قبل القضاء التام على هذا الوباء رغم أن المخاطر الكبيرة لا تزال قائمة".
الممثل القطري لليونيسف في العراق فيليب هيفينك تحدث أيضاً قائلاً: "كانت الجهود المبذولة لمكافحة شلل الأطفال في العراق ناجحة على الرغم من التحديات الهائلة التي يمر بها البلد. فالتعاون والقيادة الحكيمة لوزارة الصحة العراقية والتنسيق مع الشركاء الاخرين مثل منظمة الصحة العالمية ساهمت في تأسيس قيادة مجتمعية لحملات مكافحة شلل الأطفال وخلق قاعدة قوية لمواصلة خدمات التحصين الروتينية. وهذه الإنجازات ليست فقط مميزة ولكن ضرورية أيضاً للحفاظ على عراق خالي من شلل الأطفال وتحسين صحة الأطفال العراقيين كافة. "
في أيار/مايو عام 2015، وفي تقرير لهيئة منظمة الصحة العالمية للطوارئ اثناء اجتماعها حول اللوائح الصحية الدولية (IHR)، تم اعلان العراق واحداً من خمسة بلدان رفعت من قائمة 'الدول المصابة بفيروس شلل الأطفال وغير المصدرة له حالياً. ويعكس هذا الإنجاز الصحي جهد والتزام وزارة الصحة العراقية والشركاء الآخرين والعمل الشاق لآلاف العاملين الصحيين في جميع أنحاء البلاد بالرغم من الحالة الأمنية المعقدة وغير المستقرة. إلا ان التقرير اوضح أن العراق مازال عرضة للإصابة اذا ما حصل انتشار دولي للفيروس، ويجب أن يظل يقظاً لضمان تلقي جميع الأطفال لقاح شلل الأطفال في كل مرة يتم تقديمه غذ ان أي تقصير أو تهاون في تغطية حملات التحصين أو التطعيم ضد شلل الأطفال الروتينية يمكن ان يترك أطفال العراق عرضة للأمراض التي يمكن الوقاية منها.
وقد أوصت هيئة اللوائح الصحية الدولية العراق بضرورة تعزيز نوعية المسوحات الوبائية والحد من خطر انتقال فيروس شلل الأطفال غير المكتشف خاصة في أوساط السكان النازحين والطبقات الضعيفة. كما اوصت الهيئة بتكثيف الجهود لضمان تلقيح أطفال السكان النازحين واللاجئين وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر إضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي وعند المعابر الحدودية لتنسيق ضمان التحري السريع عن الفيروس وتطعيم الفئات السكانية المعرضة لخطر الاصابة بهذا المرض.
وقد تعززت الاستجابة الطارئة والسريعة لاحتواء انتشار فيروس شلل الأطفال من خلال الدعم والتنسيق المباشر الذي قدمته الحكومة البريطانية والألمانية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية جنبا إلى جنب مع الدعم والمساهمات السخية التي قدمتها منظمة الروتاري الدولية.
وعلى الرغم من المكاسب المثيرة للإعجاب التي حققها هذا البرنامج العالمي يبقى خطر الإصابة قائماً في العراق. وبحلول عام 2015 يبقى هذا المرض متواجداً في بلدين فقط هما أفغانستان وباكستان إلا أن هذا الفيروس يجد طريقه بسهولة إلى التجمعات السكانية حيث يوجد الأطفال الذين لم يتم تلقيحهم على نحو كاف اثناء حملات التحصين أو التطعيم الروتينية. إن فيروس شلل الأطفال لا يحترم الحدود لذا فإن تهديده للأطفال أينما كانوا يبقى قائماً حتى يتم القضاء عليه عالمياً. ولأجل ذلك ولاستمرار النشاطات الحالية لمكافحة هذا المرض والحفاظ على العراق خالياً من شلل الأطفال فقد أعلنت الحكومة العراقية وجود فجوة مالية تقدر بحوالي 45 مليون دولار أمريكي لسد احتياجات حملات التحصين والتطعيم لعامي 2015 - 2016.
للحصول على مزيد من المعلومات، يرجى الاتصال:
- السيدة أجيال سلطاني، مسؤول إعلام في منظمة الصحة العالمية في العراق،
- السيدة بولين أجيللو، مسؤول إعلام وشؤون المانحين في منظمة الصحة العالمية في العراق،
- السيد جيفري بيتس، رئيس قسم الإعلام والشراكة الاستراتيجية، منظمة اليونيسف في العراق،