دبي، 30 يناير 2013 - في إطار مؤتمر منظمة الصحة العالمية الذي عُقد في دبي على مدار اليومين الماضيين تحت رعاية كريمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، وبالتعاون مع منظمة اليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان، أكدت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، سفيرة الأمم المتحدة للسلام رئيس سلطة مدينة دبي الطبية ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية في سبيل حماية حياة الأمهات والأطفال لاسيما في إقليم شرق المتوسط في ظل معاناته من معدلات مرتفعة للغاية في وفيات تلك الفئة نتيجة لأسباب يمكن تفاديها إذا ما صدقت النوايا وتضافرت الجهود لتحقيق هذا الهدف.
جاء ذلك في الكلمة الرئيسية للمؤتمر والتي ألقتها سمو الأميرة هيا بنت الحسين اليوم (الأربعاء) بحضور معالي عبد الرحمن العويس، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وزير الصحة بالإنابة، وسعادة عيسى الميدور، مدير عام هيئة الصحة في دبي، وتناولت فيها الارتفاع الحاد في معدلات وفيات الأطفال والأمهات في إقليم شرق المتوسط.
وقالت سموها: "إن الحقائق على الأرض تدلل على وفاة نحو 39 ألف امرأة، نتيجة لمضاعفات متعلقة بالحمل، وأن نحو 923 ألف طفل تحت سن الخامسة يفقدون حياتهم نتيجة لأسباب من الممكن تجنبها. إن نصيبنا من التقدم والتطور سواء كإقليم واحد أو كدول ومجتمعات متعددة، يبقى مرهوناً بقدرتنا على توفير التغذية الملائمة لأطفالنا، وتمكننا من منحهم أفضل ما لدينا، وأن نؤكد قدرتهم على الحصول على فرص متكافئة في التعليم والخدمات الصحية، ما يؤهلهم للنمو كأمهات وآباء أسوياء وأصحاء قادرين على خلق مجتمعات صحية وسليمة".
من جانبهم، تعهد ممثلو الدول المشاركة في المؤتمر وعددهم 22 دولة علاوة على ممثلي وكالات الأمم المتحدة ومنظمات ومؤسسات وطنية وإقليمية ودولية، ببذل كافة الجهود الممكنة في سبيل تقليص الفجوة القائمة بين المستويات الحالية للتمويل والمستوى الفعلي الذي يجب أن يكون عليه حجم الموارد المالية اللازمة للمنطقة إذا ما صدق العزم تجاه تحقيق الهدفين الرابع والخامس من الأهداف الإنمائية المتحدة للألفية الثالثة واللذين يركزا على الحد من معدلات وفيات الأمهات والأطفال.
من جهته، وباسم الجهات الثلاث المُنظِّمة للمؤتمر، قال الدكتور علاء علوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط: "ستتعاون منظمة الصحة العالمية، ومنظمة اليونيسيف، وصندوق الأمم المتحدة للسكان في تنسيق جهودها في منطقة شرق المتوسط بما يكفل تحويل تلك الالتزامات إلى إنجازات ملموسة على الأرض. إننا نعتبر هذه الخطوة بداية لجهد جديد وتعاون هام؛ فكما يوضّح "إعلان دبي"، فإننا عازمون على بذل أقصى ما في طاقتنا من أجل تأكيد حصول كل الأمهات في المنطقة على فرصة آمنة لولادة أطفالهم بأمان، ما يمنح أولئك المواليد أيضاً أفضل الفرص الكفيلة بالحفاظ على حياتهم".
وفضلاً عن تأكيد التزامهم بما تم الاتفاق عليه في "إعلان دبي" في دولهم، أعربت الوفود المشاركة في المؤتمر الذي عقد على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء عن نواياهم العمل على تفعيل خطط من شأنها تحقيق تلك الأهداف وعزمها على مواصلة تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات، في ظل تباين الموارد المتاحة والقدرات المتوافرة في دول المنطقة بما في ذلك دعم زيادة التعاون التقني والفني في المجالات ذات الصلة.