في ظل جدول أعمال حافل بالبنود البالغة الأهمية، وملامح رؤية استراتيجية جديدة للعمل الصحي في الإقليم، افتتحت الدورة التاسعة والخمسون للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط أعمالها صباح اليوم الاثنين بمقرّ المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بالقاهرة بحضور السادة وزراء الصحة من بلدان الإقليم والدكتورة مرغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية. وقد استهل الدكتور علاء العلوان المدير الإقليمي لشرق المتوسط، الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على خطورة التحديات الراهنة في الإقليم ومنها حركة التغيير الهائلة التي تجد أسبابها الجذرية في عدم المساواة الاجتماعية. مؤكِّداً على أن الإقليم سيمضي قُدُماً في تطبيق الاستراتيجية الجديدة للعمل الصحي.
وأوضح الدكتور العلوان أن المنظمة طالما أعرَبَت عن بالغ القلق من تداعيات عدم المساواة على صحة سكان الإقليم، وسلطت الضوء على الفقر وقلة فرص الحصول على التعليم وعلى العمل ونقص الحماية من تداعيات المرض، بوصفها محدِّدات رئيسية للصحة.
وأشار المدير الإقليمي إلى أن ما يُبذل من عمل داخل الإقليم غير كافٍ لمواجهة التحديات، وأن أفضل الخيارات للوقاية من الأمراض، ولاسيّما المزمنة، لا تتم بالسرعة الكافية أو بالقدر الكافي من الالتزام. وأوضح أن الإقليم وإن كان قد حقق بعض التقدُّم في بعض المجالات إلا أن هناك أوضاعا تتَّسم بالخطورة فالإقليم لاتزال معدلات وفيات الأمومة والطفولة فيه من أعلى المعدلات في العالم، أما الأمراض غير السارية فقد أصبحت السبب الرئيسي للوفاة في الإقليم ككل، وتتسبَّب في 70% من الوفيات في بعض بلدانه.
وتناول الدكتور العلوان الوضع المأساوي في الجمهورية العربية السورية وأعرب عن القلق البالغ لتداعيات الأزمة على صحة مئات الآلاف من السكان لاسيّما في ظل تعرُّض أكثر من 160 منشأة صحية للتدمير منها 40% توقفت عن العمل. إضافة إلى 88 مستشفى تعرض ثلثاهما للتدمير وإعاقة أعمال الإغاثة لمنظمة الصحة العالمية.
بدورها حذَّرَت الدكتورة مارغريت تشان، التي خصَّصت جانباً كبيراً من كلمتها الافتتاحية لشلل الأطفال، من أن الفشل في استئصال هذا المرض غير مقبول تحت أي ظروف، وأن التراخي في الالتزام سيؤدِّي إلى عودة شلل الأطفال عودة هادرة.
وأشارت إلى وجود مشكلات ضخمة يعاني منها الكثير من بلدان الإقليم ولا تهدِّد الصحة فحسب بل والاقتصادات أيضاً. وكمثال، فإن رعاية السكّري وحده تستهلك 15% من الميزانية الوطنية للصحة في بعض البلدان.
كما أن المدفوعات من الجيب الشخصي على الصحة تصل في البلدان المنخفضة الدخل إلى 75% من مجموع الإنفاق على الصحة وتؤذي الفقراء.
وفَرَضَ ظهور النمط الجديد من فيروس كورونا تواجده في الكلمات الافتتاحية للّجنة الإقليمية واتفق المدير الإقليمي والمديرة العامة على أنه لا توجد لدى المنظمة بيِّنات في الوقت الحاضر تشير إلى أن الفيروس قد تمكَّن من البشر أو أنه يمكن أن يتسبَّب في أوبئة خطيرة. وأشارا إلى أن الاكتشاف السريع للنمط الجديد من الفيروس واليقظة المشددة في شتّى أنحاء العالم تبين القوة المعزِّزة للوائح الصحية الدولية لتحسين الأمن الصحي العالمي.
رأس الجلسة الافتتاحية الدكتور أحمد بن محمد السعيدي، وزير الصحة في عمان، ورئيس الدورة الأخيرة للّجنة الإقليمية. وقد أشار في كلمته الافتتاحية إلى أن التحدِّيات والتغييرات التي شهدها الإقليم مؤخراً كشفت عن بعض نقاط القوة إلا أنها أوضحت وجود خللٍ كبير وتفاوت في قدرات التصدِّي للمشكلات الصحية، الأمر الذي يتطلَّب قوة في المواجهة لتصحيح أوجه الخلل.
وتم خلال جلسات العمل مناقشة موضوع الإصلاحات داخل منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بالبرمجة والحوكمة والإدارة ودور المانحين.
وقد تم خلال الجلسة العمل الأولى انتخاب كل من الدكتور بحر إدريس، وزير الصحة في السودان، رئيساً لهذه الدورة وكل من الدكتور علي سعد العبيدي، وزير الصحة بالكويت والدكتور عبد اللطيف مكي، وزير الصحة في تونس، نائبَيْن لرئيس الدورة. كما تم انتخاب الدكتورة سوريا دليل، وزيرة الصحة في أفغانستان، رئيساً للمناقشات التقنية.
تصويب: احتوت النسخة الأصلية من الكلمة التي ألقاها المدير الإقليمي في 1 تشرين الأول/ أكتوبر، رقماً غير دقيق حول نسبة منشآت الرعاية الصحية والمستشفيات التي تعرضت للدمار في الجمهورية العربية السورية. لقد تم تصويب الأرقام. وتعكس هذه النشرة الإعلامية التصويب.