10 ملايين دولار منحة من مؤسسة بيل جيتس لاستئصال شلل الأطفال

تبرعت مؤسسة بيل وميلندا جيتس بعشرة ملايين دولار من أجل تطوير وإنتاج لقاح جديد قوي مضاد لشلل الأطفال، في خطوة حاسمة على طريق استئصال شلل الأطفال من العالم في نهاية هذا العام.

وسيكون اللقاح الجديد أكثر فعالية في تعزيز المناعة ضد (( النمط 1 )) من شلل الأطفال وأقوى تأثيراً من اللقاح المتاح حالياً والذي يستخدم لمقاومة الأنماط الثلاثة من شلل الأطفال.

ويعتقد العلماء أن بإمكان اللقاح الجديد أن يسهم في وضع حد نهائي لانتقال شلل الأطفال من خلال حملات تطعيم عبر المناطق التي استئصل منها (( النمطين 2، و3 )) من شلل الأطفال نهائياً مثل مصر.

وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة والسكان المصري معلقاً على التبرع السخي: "إن مؤسسة جيتس تلعب دوراً محفزاً في تطوير هذا النوع الجديد من اللقاحات المضادة لشلل الأطفال، ومن ثـَمَّ الإسهام في استئصال المرض ودعم الخطوات الوطنية الرامية إلى استئصال المرض بصفة نهائية من العالم كله بما فيه مصر، والتي سجلت على جدرانها حالة أول مريض بشلل الأطفال منذ ثلاثة آلاف عام".

يذكر أن مصر واحدة من البلدان التي استئصلت نهائياً النمطين (( 2، و3 )) من شلل الأطفال، وهي في المراحل النهائية من استئصال النمط 1. وستقوم وزارة الصحة والسكان المصرية – من خلال حصتها في المنحة المقدمة من مؤسسة جيتس بتدريب العاملين الصحيين على استخدام اللقاح الجديد والمشاركة في إثبات فعاليته في وقف انتشار الفيروس نهائياً من مصر، التي كانت لها تجربة رائدة وناجحة بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية في مقاومة هذا الفيروس من خلال الحملات القومية المتعددة.

وتشترك كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسف) في إدارة المنحة حيث تقوم منظمة الصحة العالمية بالتنسيق الشامل للمشروع واستخدام ما يقرب من نحو أربعة ملايين دولار بينما تقدم اليونيسف اللقاح إلى وزارة الصحة والسكان والذي تبلغ كلفته الملايين دولار الستة الأخرى من المنحة.

والجدير بالذكر أن مرض شلل الأطفال كان في وقت من الأوقات يتسبب في إعاقة حوالي 350 ألف طفل في العالم كل عام إلا أن المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال التي انطلقت منذ 16 عاماً وتكلفت ثلاثة بلايين دولار حتى الآن نجحت في خفض عدد الحالات بنسبة 99% ليصبح حوالي ألف حالة في العالم كله عام 2004. وسيكون شلل الأطفال أول مرض يتم استئصاله في القرن الواحد والعشرين وثاني مرض تتخلص منه الإنسانية بعد مرض الجدري.