الفريق الاستشاري الإسلامي يُقِرُّ خطة لاستئصال شلل الأطفال ويحثُّ العلماء المسلمين على مناصرة الحملة

الفريق الاستشاري الإسلامي يُقِرُّ خطة لاستئصال شلل الأطفال ويحثُّ العلماء المسلمين على مناصرة الحملة القاهرة، 7 أيار/مايو 2015 - أقرّ اليوم الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال خطة عمل جديدة تهدف إلى المساعدة في استئصال وباء شلل الأطفال في الدول الإسلامية القليلة التي لا يزال يتوطّن بها المرض، ومناشدة علماء المسلمين والشخصيات المؤثّرة أن يسهموا إسهاماً كبيراً في هذا المسعَى البالغ الأهمية. واستضاف الأزهر الشريف هذا الاجتماع في مركزه للمؤتمرات في القاهرة.

وسعياً منهم للتصدِّي لبعض التحدِّيات الأكثر إلحاحاً التي تواجه استئصال شلل الأطفال في البلدان الموطونة به، اتفق العلماء والخبراء المسلمون في الفريق الاستشاري الإسلامي في خطتهم الجديدة على إقامة شراكات مع الجامعات الكبيرة في المملكة العربية السعودية ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، من أجل إعداد وحدات تدريبية ومناهج خاصة حول "الإسلام والتحصين" تستهدف إشراك الطلاب من البلدان المتضرِّرة كي يلعبوا دوراً في استئصال شلل الأطفال من بلدانهم.

كما قرَّر الفريق الاستشاري تعزيز أنشطة الدعوة والتوعية من خلال العمل مع المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية العاملة في البلدان التي تحظى بالأولوية، وتعظيم الاستفادة من البيانات وخطب الجمعة التي يلقيها القادة المسلمون البارزون. وقرَّر الفريق كذلك مخاطبة وزراء الصحة والمالية والخارجية في دول مجلس التعاون وغيرها من الدول الإسلامية المانحة للتعاون معها وحَشْد أكبر دعم ممكن منها.

علاوة على ذلك، تهدف خطة الفريق الاستشاري إلى تعزيز عمله لاستئصال شلل الأطفال في باكستان، وخاصة في مجالَي الدعوة والتوعية، وقيام أعضاء الفريق بتنظيم زيارات إلى المؤسسات والمدارس الدينيه في المناطق ذات الأولوية والتفاعل مع سكان تلك المناطق.

وفي البيان الختامي، أكّد المشاركون مرة أخرى أن تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال لا يتَّفق مع صحيح الشريعة الإسلامية وتعاليمها السمحة فحسب بل هو التزام ديني باعتباره وسيلة فعالة لحماية صحة الأطفال وإنقاذ أرواحهم.

وفي اجتماع عقده فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في مكتبه مع أعضاء الفريق، قال الإمام إنه مستعد لتكليف علماء مسلمين للذهاب إلى المناطق المتضررة من شلل الأطفال في البلدان الموبوءة المتبقية من أجل توضيح المفاهيم الخاطئة في هذا السياق. وقال الطيب إنه يؤيد أيضا اقتراحا لتجنيد طلاب في جامعة الأزهر منحدرين من الدول المتضررة من شلل الأطفال كي يمارسوا الدعوة والتعبئة الاجتماعية ذات الصلة في مجتمعاتهم.

الفريق الاستشاري الإسلامي يُقِرُّ خطة لاستئصال شلل الأطفال ويحثُّ العلماء المسلمين على مناصرة الحملةكذلك التقى الفريق الاستشاري الإسلامي مع رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في المملكة العربية السعودية وإمام الحرم المكي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد أثناء زيارته للقاهرة، والذي وافق أيضا على التعاون الكامل مع الفريق في تنفيذ خطة عمله الرامية لمكافحة شلل الأطفال.

وأكَّد الأزهر الشريف في بيان له على شجبه لكافة العراقيل التي تعيق العاملين في المجال الصحي عن أداء عملهم، ورفض رفضاً قاطعاً تلك الادعاءات التي تزعم أن التطعيم ضد شلل الأطفال تكتنفه مخاطر ويتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية. وأضاف وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان في بيان ألقاه باسم المشيخة أن "الآباء ملتزمون شرعاً بتطعيم أبنائهم".

وأكَّد مجمع الفقه الإسلامي الدولي أن دعمه للفريق الاستشاري الإسلامي في ما يبذله من جهود على الصعيدين الوطني والعالمي لاستئصال شلل الأطفال إنما هو تنفيذ للأوامر السماوية وتحقيق لمقاصد الشريعة الإسلامية. وصرَّح الدكتور عبد القاهر قمر، مدير إدارة الفتوى بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، أن مسؤولية حماية الأبناء في الإسلام لا تقتصر على الآباء بل هي مسؤولية المجتمع بأسره.

ومن جانبها دَعَت منظمة التعاون الإسلامي الفريق الاستشاري إلى مخاطبة الدول الأعضاء بالمنظمة خلال المؤتمر الخامس لوزراء صحة الدول الإسلامية، والمقرر عقْده في وقت لاحق هذا العام بمدينة اسطنبول التركية، بما يدعم هدف خلو عالمنا تماماً من شلل الأطفال. وفي بيانها الذي ألقاه الدكتور محمد كمران، مدير إدارة العلوم والتكنولوجيا، أكَّدَت المنظمة دعمها للفتاوى الخاصة "بسلامة لقاح شلل الأطفال وجوازه في الإسلام، معتبرة أن التطعيم واجب ديني على الآباء والمجتمعات من أجل حماية الأطفال، مع السماح للملقحين أن يؤدّوا مهامهم بأمان".

واقترَح البنك الإسلامي للتنمية في بيانه عقْد مؤتمر للعلماء المسلمين حول استئصال شلل الأطفال من أفغانستان، وذلك على غرار المؤتمر الذي عُقِد في باكستان في حزيران/يونيه المنصرم. وقال الدكتور البشير سلام، كبير الأخصائيين الصحيين بالبنك، إن الحاجة ماسَّة إلى زيادة العمل مع منظمات المجتمع المدني وغيرهه من المنظمات الفاعلة والمعنية بالإجراءات والقادرة على مساعدة الفريق الاستشاري الإسلامي في تنفيذ خطته.

وأكَّد مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان على الإسهام الكبير الذي يقدِّمه الفريق الاستشاري الإسلامي في المعركة الدائرة لاستئصال شلل الأطفال، وحثَّ الفريق على "تكثيف جهوده وتوسيع نطاقها بالتعاون مع كافة الشركاء المعنيين باستئصال شلل الأطفال على الصعيدين الوطني والعالمي من أجل بلوغ الأهداف الملحة، وإحداث فارق حقيقي في حياة الأطفال الذين لا يزالون عُرضة للإصابة بهذا المرض".

وفي العام الماضي، قام الأزهر الشريف، وهو أحد أرفع المؤسسات الدينية الإسلامية في العالم ومن أقدم الجامعات الإسلامية، بالانضمام إلى مجمع الفقه الإسلامي الدولي ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية لتشكيل الفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال.

وكان الفريق الاستشاري قد عقد اجتماعه الأول في شباط/فبراير 2014 في مدينة جدة السعودية، وكانت رسالته تقديم يد العَون في التصدِّي للعقبات التي تُعرقِل استئصال شلل الأطفال في المجتمعات الإسلامية، مثل حظر التطعيم في بعض المناطق الذي يفرضه بعض المتشددين، وتعذُّر الوصول إلى الأطفال في هذه الأجزاء وغيرها، والهجمات المستمرة التي تستهدف حياة العاملين خاصة في باكستان، والمفاهيم المغلوطة حول اللقاحات وحملات التحصين وغيرها من التحدِّيات المشابهة.

وأقرّ الفريق الاستشاري في العام الماضي خطة عمل ركَّزت في المقام الأول على المساعدة في كل من باكستان والصومال، وأثمرَت هذه الخطة عن عدد من الأنشطة شملت عَقْد مؤتمر دولي في إسلام آباد حول التحدّيات التي تواجه باكستان، وعقْد لقاء في الخرطوم مع شخصيات فاعلة من الصومال بهدف البدء في تشكيل فرق عمل محلية لدعم أنشطة التحصين في المناطِق المتضرِّرة. وأعاد الفريق الاستشاري التأكيد على أن اللقاحات المضادة لشلل الأطفال تتفق ومبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه.

روابط ذات صلة

بيان الاجتماع الثاني للفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال