القاهرة، الخميس 18 رجب 1436 ه الموافق 7 مايو 2015 م
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
يعيد الفريق الاستشاري الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال تأكيد إصراره على تحقيق الهدف الرئيسي المتمثل في حماية صحة ورفاه وحياة أطفال الأمة الإسلامية والبشرية جمعاء.
وفي قيامه بذلك، يسترشد الفريق ويستوحي بتعاليم الإسلام وبالمبادئ والإرشادات التي أرساها ووجهها الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ويحظر الإسلام أية أفعال وسلوكيات تتسبب عن عمد أو من غير وعي في الإضرار بصحة الأطفال ورفاههم ويؤكد القرآن الكريم ذلك فيقول: "قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله" (سورة الأنعام: 140).
إن أعضاءالفريق، المجتمعين في العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 6 أيار/مايو 2015، تحت قيادة الأزهر الشريف، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية:
وبعد أن أخذوا بعين الاعتبار ما يلي:
أ- توصيات الفريق الشاملة والضوابط الشرعية المعنية بصحة الطفل وحمايته وحماية العاملين في مجال الصحة التي وردت في "إعلان جدة" الصادر عن الفريق في 27 شباط/فبراير 2014، والمستندة إلى أسس الشريعة الإسلامية؛
ب- القرارات المتعلقة بصحة الطفل واستئصال شلل الأطفال التي اتخذها مؤتمر القمة الإسلامي والمؤتمرات المتخصصة الأخرى لمنظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك قرارات مجلس وزراء الخارجية ومؤتمرات وزراء الصحة في الدول الإسلامية؛
ج- إعلان الأزهر بشأن التضامن مع أطفال الأمة الإسلامية الصادر في 6 آذار/مارس 2013؛
د- الفتاوى والبيانات الصادرة عن مجمع الفقه الإسلامي الدولي ودور الإفتاء وهيئات كبار العلماء في العالم الإسلامي استنادا إلى أحكام الفقه الإسلامي بشأن سلامة تحصين الأطفال وأهميته؛
ه- الدعم المالي الكبير الذي توفره البلدان والمؤسسات المالية الإسلامية، بما في ذلك البنك الإسلامي للتنمية، لتنفيذ أنشطة التطعيم الجماعي ضد شلل الأطفال في البلدان المتوطنة بهذا المرض والبلدان الأخرى المتضررة منه؛
وإذ ينوه الفريق بالالتزام القوي والجهود المخلصة التي تبذلها الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لاستئصال شلل الأطفال وحماية جميع الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها؛
وبالإشارة إلى أنه من مجمل 359 حالة شلل أطفال مبلغ عنها في تسعة بلدان في عام 2014، يعيش حوالي 95 في المائة من هؤلاء الأطفال المصابين في دول أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك باكستان وأفغانستان ونيجيريا والصومال والعراق وسورية. وفي عام 2015، كل الحالات المبلغ عنها والبالغ عددها 23 هي من بلدين اثنين فقط من بلدان منظمة التعاون الإسلامي: باكستان وأفغانستان؛
وإذ يقدر الفريق التقدم التاريخي المحرز في جهود استئصال شلل الأطفال في نيجيريا والصومال، وأنه لم يتم الإبلاغ عن حالات شلل أطفال خلال الأشهر التسعة الماضية في القارة الأفريقية؛ وأنه تم وضع حد لتفشي مرض شلل الأطفال في منطقة الشرق الأوسط ولم يتم تسجيل أية حالات في سورية والعراق لأكثر من 12 شهرا؛ ورغم هذا التقدم الملموس يظل احتمال عودة الانتشار الدولي للمرض قائماً؛
وإذ يقدر الفريق التدابير المحددة المتخذة في متابعة توصياته الواردة في "إعلان جدة"، بما في ذلك توصيات المؤتمر الدولي للعلماء المعني باستئصال شلل الأطفال المنعقد في 16 حزيران/يونيه 2014 في باكستان، والاجتماع المخصص لموضوع "صحة أطفال الصومال: شلل الأطفال وتحصينات أخرى" والذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم في 29 كانون الثاني/يناير 2015، وغيرها من الإجراءات المتخذة لنشر "إعلان جدة" ومبادئه التوجيهية؛
وإذ ينوه الفريق بالجهود الكبيرة التي يبذلها الفريق الاستشاري الإسلامي الوطني في باكستان والذي يعمل استناداً إلى أحكام الشريعة الإسلامية على رفع مستوى الوعي بين القيادات الدينية حول التطعيمات في مرحلة الطفولة وتهدئة مخاوفهم في هذا الصدد، وتدريب الشخصيات النافذة في المناطق الأشد خطورة باعتبارهم عناصر للدعم الديني؛
وإذ يدرك الفريق التحديات التي تواجه برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان وأفغانستان، بما في ذلك عدم إمكانية الوصول إلى الأطفال في عدد قليل من المناطق، والمفاهيم الخاطئة عن الغرض من حملات التطعيم وسلامة اللقاحات، والاعتداءات القاتلة على العاملين في مجال الصحة، والحاجة إلى المزيد من إشراك المجتمعات المحلية وبدعم من القيادات الدينية والتقليدية في المناطق المحددة المعرضة للخطر، والحاجة إلى ضمان حياد البرامج الصحية في المناطق المنعدمة الأمن.
فإن الفريق الاستشاري الإسلامي، وبعد أن تدارس الوضع الحالي لمجهود استئصال شلل الأطفال في العالم، بما في ذلك الجوانب الدينية والثقافية والاجتماعية والصحية، وذلك بالتعاون الوثيق مع خبراء الطب من العالم الإسلامي الموثوق بهم، يعلن ما يلي:
- يعيد التأكيد بشدة على أهمية التضامن الإسلامي في مكافحة شلل الأطفال ودعمه للجهود العالمية لاستئصال شلل الأطفال؛ ويؤكد أنها تتفق تماما مع الشريعة الإسلامية؛
- يؤكد من جديد ويسلط الضوء على التوصيات التي قدمها الفريق الاستشاري الإسلامي في "إعلان جدة"، والذي يوفر الأساس لوضع خطة عمل لتهدئة المخاوف المثارة خلال الاجتماع؛
- يعرب عن شكره لحكومة باكستان على التزامها القوي وإطلاقها لخطة العمل الوطنية الطارئة لاستئصال شلل الأطفال؛ ويدعو الفريق الاستشاري الإسلامي الوطني في باكستان إلى وضع استراتيجية وطنية تنسجم مع خطة الطوارئ وتدعم تنفيذها الكامل في المجتمعات المحلية والمناطق الأشد خطورة؛
- يناشد جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للنظر في تقديم الدعم السياسي والتقني والمالي والديني الإضافي للعدد القليل من الدول المتضررة من شلل الأطفال، كما يناشد جميع المؤسسات المالية الإسلامية، بما في ذلك البنك الإسلامي للتنمية والمنظمات الخيرية، إلى مواصلة مبادراتها الممتازة لتوفير التمويل اللازم بشدة لجهود التطعيم من أجل حماية الأطفال في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
- يؤيد خطة العمل لعامي 2015-2016 والتي أعدتها اللجنة التنفيذية، ويطلب من اللجنة متابعة تنفيذ الخطة من خلال لقاءاتها الهاتفية الشهرية وأية اجتماعات دورية تعقدها خلال الفترة القادمة وطلب الدعم من الفريق عند الحاجة إليه؛
- يقر بالكامل المبادرة الداعية إلى العمل الوثيق مع المؤسسات الأكاديمية الإسلامية، بما في ذلك جامعة الأزهر، والجامعة الإسلامية الدولية في باكستان، والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، من أجل إشراك طلاب هذه الجامعات المنحدرين من بلدان متضررة من شلل الأطفال وتدريبهم على "الإسلام وصحة الطفل"، وتشجيع هؤلاء الطلاب على رفع مستوى الوعي في مجتمعاتهم المحلية في أوطانهم حول أهمية أنشطة التحصين، بما في ذلك التحصين ضد شلل الأطفال؛
- يبدي قلقه لاستمرار وجود معلومات مغلوطة عن شلل الأطفال والتطعيمات بشكل عام ويؤكد الحاجة إلى نشر المعلومات المتوفرة للفريق بشكل أكبر في البلدان الموبوءة، وفي هذا الصدد يدعم إنشاء موقع الفريق على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) مع التعجيل بتطوير وسائل اتصال إضافية مما يساعد عمل الفرق الاستشارية الإسلامية الوطنية وشبكاتها من علماء الدين. وفي هذا السياق، يدعو الفريق وسائل الإعلام وصناع الرأي إلى تقديم كل ما يسهم في تعزيز الوعي الجماهيري، ولا سيما بين الفئات المرتبطة بجذور المشكلة، من أجل تصحيح المفاهيم وتشجيع الفكر والسلوك السليمين تجاه لقاح شلل الأطفال والتحصينات؛
- يدين بشدة الاعتداءات على العاملين في مجال الصحة والتطعيم ضد شلل الأطفال ومرافقيهم من رجال الأمن؛
- وبالنظر إلى وجود العديد من المشكلات الصحية الأخرى في العالم الإسلامي، يقرر الفريق النظر في إمكانية توسيع نطاق أعماله ليتحول إلى الفريق الاستشاري الإسلامي للصحة؛
- يعرب عن شكره وتقديره للأزهر الشريف لاستضافته هذا الاجتماع الهام في مركز الأزهر للمؤتمرات بالقاهرة وللحكومة المصرية لدعمها عقد هذا الاجتماع.