ويتعرض كبار السن أيضا لخطر كبير في كثير من البلدان. وتشير البيانات الواردة من المسح العالمي للصحة المدرسية الذي أجري في الدول الأعضاء في المنطقة إلى ارتفاع معدلات التفكير بالانتحار والسلوكيات المتعلقة به. وأظهرت الدراسات تبايناً على مدى العمر في التفكير في الانتحار من 2.09٪ إلى ٪ 14.1، وفي التخطيط للانتحار من 1.36٪ إلى 9.8٪.
وتراوحت معدلات الانتحار السنوية في الدول الأعضاء بين 0.43 و 20.3 لكل 100000 من السكان. ولوحظ أن أكثر العوامل المرتبطة بالانتحار شيوعا من المتغيرات الاجتماعية والديموغرافية هي: الذكور، وغير المتزوجين، والفئة العمرية 20 إلى 40 عاما، والعاملون في الحرف اليدوية، والعاطلون عن العمل.
وقد أبلغت ست دول فقط من الدول الأعضاء عن معدلات الانتحار الوطنية فيها إلى منظمة الصحة العالمية، وكانت المعدلات الرسمية منخفضة للغاية مقارنة بالمعدلات العالمية. وقد يرجع هذا جزئيا إلى التحريم الديني والوصمة الاجتماعية والثقافية للانتحار، وأيضا بسبب ضعف التسجيل المدني ونظم المعلومات الصحية في البلدان. ونتيجة لذلك لا توجد معلومات دقيقة عن حجم المشكلة، والأساليب المستخدمة في محاولات الانتحار أو الانتحار المكتمل، والمجموعات المعرضة للخطر ولاسيما لمحاولات الانتحار والانتحار المكتمل.
وفي هذا السياق، أعد المكتب الإقليمي، بالتنسيق مع المقر الرئيسي للمنظمة، نظاما للتسجيل والإبلاغ عن الانتحار ومحاولات الانتحار لاستخدامها من قبل البلدان. وأشار الدكتور علاء علوان، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، "هذا النظام سوف يوفر لنا معلومات أكثر دقة، ليس فقط حول حجم المشكلة، ولكن أيضا عن الأساليب المستخدمة، والجماعات المعرضة لها بشكل خاص. وهذا بدوره يمهد الطريق لإعداد برامج محددة الأهداف للوقاية والرعاية. ومن الواضح أن الوقاية من الانتحار تتطلب إجراءات شاملة ومبتكرة ومتعددة القطاعات، تشمل القطاع الصحي والقطاعات غير الصحية، مثل التعليم، والعمل، والشرطة، والقضاء، والدين، والقانون، والسياسة، ووسائل الإعلام ".
وسعياً منا لإحياء الأمل وحماية الضعفاء فقد حان الوقت لتنفيذ الاستراتيجيات والتدخلات المسندة بالبينات وذات المردود العالي.