رمضان 2025: شهرُ الصحة. شهرُ العطاء
يصوم المسلمون في شهر رمضان من الفجر حتى غروب الشمس. فيمتنعون عن الأكل والشرب وتدخين السجائر العادية والإلكترونية. وهو شهرٌ تكثر فيه صلاة الجماعة والتجمعات الأسرية والمشاركة في تناول الطعام، إلا أن ذلك يرتبط بمجموعة فريدة من المخاطر الصحية. فالصيام يثير العديد من الأسئلة بالنسبة للمصابين بأمراض مثل السكري، وبالنسبة للحوامل أيضًا، في حين أن المخالطة الوثيقة بين الأشخاص في أوقات الصلاة والوجبات العائلية يؤثر على انتشار بعض الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي.
ومن خلال اتباع إرشادات بسيطة، يمكن للأشخاص الذين قد يكونون عُرضة للخطر الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
رمضان كريم!
السكري والصيام
يُعَدُّ داء السكّري أحد أكثر الأمراض انتشارًا في إقليم شرق المتوسط. ويبلغ عدد المصابين بالسكري في مصر أكثر من 9 ملايين شخص، ويزداد العدد نتيجة أنماط الحياة غير الصحية، وقلة النشاط البدني، والتغيرات الغذائية.
ومع حلول الشهر الكريم تنتشر المعلومات المغلوطة التي قد تُعرّض حياة الناس للخطر. ويجب تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة لمساعدة المصابين بالسكري على اتخاذ قرارات صحية وآمنة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالصيام خلال شهر رمضان.
وللحفاظ على صحة جيدة، ينبغي لمرضى السكري الحرص على ما يلي:
استشارة الطبيب قبل حلول شهر رمضان لوضع خطة صيام آمنة أو بدائل مناسبة؛
قياس السكر بانتظام، حتى أثناء الصيام، وعمل اللازم فورًا للتعامل مع أي انخفاض أو ارتفاع في السكر؛
اختيار الأطعمة الصحية في الإفطار والحد من تناول السكر والدهون؛
شرب الماء بانتظام، وتجنب المشروبات المُحلاة، والحد من تناول الدهون والملح؛
ممارسة التمارين الرياضية بشكل معقول، مثل المشي أو ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد الإفطار.
أمراض الجهاز التنفسي في شهر رمضان
مع استقبال شهر رمضان المبارك، يجب أن نُقدّر صحتنا، خصوصًا من ناحية الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي. فخلال هذا الشهر الكريم تزداد أنشطتنا الاجتماعية واحتفالاتنا وتناول الطعام معًا، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي نتيجة للقرب والتفاعل بين الأشخاص. ولذلك، يجب أن نلتزم بالرسائل التالية، وأن نجعل هذا الالتزام جزءًا من نمط حياتنا يظل معنا حتى بعد انتهاء رمضان. وفيما يلي ثلاث رسائل رئيسية نتذكرها جميعًا:
- رمضان بلا عدوى سيكون أفضل كثيرًا: اتبع جميع الممارسات الوقائية والصحية لتحمي نفسك وغيرك.
- تناول طعامًا صحيًا ومشروبات صحية.
- فالمعرفة والوعي بالأمور الصحية يحققان الحماية لكم ولأحبائكم.
شهر الشفاء، شهر العطاء.
عندما تجتمع الأُسَر على مائدة الإفطار في رمضان المبارك هذا العام، ينبغي لهم أن يفكروا في ملايين الأشخاص في أنحاء إقليم شرق المتوسط ممن يعيشون واقعًا مختلفًا تمامًا. ففي سوريا، تفتقر المستشفيات إلى الأدوية الأساسية. وفي السودان واليمن، نجد أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أضعف من أن يتمكنوا من مقاومة الأمراض. وفي غزة، يُجري الأطباء عمليات جراحية بدون مستلزمات أساسية مثل المبنجات. وفي أفغانستان والصومال، تنتشر فاشيات الأمراض دون سيطرة في ظل نُظُم صحية دمرتها سنوات من الصراع.
تعمل منظمة الصحة العالمية في الخطوط الأمامية، وتقدم مساعدات صحية عاجلة، ولكن الاحتياجات تفوق الموارد بكثير. لا يمكن أن ندع الحرب والجوع والتشريد والمرض تخيّم على أجواء رمضان للكثيرين من حولنا.
يمكن لدعمكم أن يساعد في استعادة الصحة، وتوفير العلاج المنقذ للحياة، وبثّ الأمل حيثما توجد حاجة ماسة إليه.
اجعلوا كرمكم في رمضان هذا العام سببًا في الشفاء. تبرعوا الآن.
الصحة النفسية: المشاركة والرعاية في رمضان
إن شهر رمضان المبارك شهرٌ ينبغي أن تتجلَّى فيه روح الجماعة. فهو يتيحُ فرصًا للتأمل ومشاركة البركات مع الأحباء والأشخاص الأقل حظًا، ويعطي مجالًا للنفوس لتنال قسطًا من الراحة من حياتنا التي تغلب عليها الضغوط النفسية، فتتجدد فيه الطاقة والنشاط.
وفيما يلي بعض الطرق التي يمكنك بها بذل المشاركة والرعاية مع الحفاظ على سلامتك خلال شهر رمضان المبارك.
شارك بالأعمال التطوعية
ساعد الناس من خلال التطوع في الأنشطة المجتمعية.
قَدِّم الدعم عن بُعد.
تَفَقَّد الآخرين في دائرة علاقاتك الواسعة عن طريق الهاتف أو مكالمات الفيديو، وساعدهم على التغلب على أي إجهاد نفسي يشعرون به.
اعتنِ بنفسك.
لا تَنْسَ أن تُظهر الود والرحمة في هذا الشهر المبارك. الاعتناءُ بنفسك يُمكنِّكَ من الاعتناء بالآخرين.
الإقلاع عن تعاطي مواد الإدمان أو الحد منها
اعقد مع نفسك اتفاقًا من خلال تحديد أهداف واقعية. كن محددًا، وتأكد من أنك تستطيع قياس التقدم الذي تحرزه وتحديد إطار زمني لتحقيق أهدافك.
أخبِر الناس أنك تخطط للتوقف أو التخفيف. فمعرفة الآخرين بنواياك تتيح لهم مساعدتك وتشجيعك على تحقيق هدفك.
ابتعد قدر الإمكان عن المُحفزّات، أي المواقف التي تجعلك ترغب في التعاطي.
الصيام أثناء الحمل
بالنسبة للحوامل، ينبغي اتخاذ قرار صيام شهر رمضان حسب كل حالة على حدة، بالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية.
فالحوامل والمرضعات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة يمكنهن الصيام عادةً دون أي تأثير على صحتهن أو صحة أطفالهن.
لكن من الضروري الحرص على ما يلي:
التأكد من أن وجبات الإفطار والسحور صحية ومتوازنة وتحتوي على جميع المغذيات الضرورية، ومنها الكربوهيدرات، والبروتين النباتي أو الحيواني، والفيتامينات والأملاح المعدنية؛
تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات الطازجة والغنية بالألياف؛
تأخير السحور قدر الإمكان؛
الاهتمام بمتابعة حالة الجفاف وشرب كمية كافية من الماء بعد الوجبات.
ويجب الحفاظ على المتابعة المنتظمة مع القابلات المؤهلات أو الأطباء المتخصصين، كما يجب إبلاغ القابلة أو الطبيب على الفور بعلامات مثل عدم حركة الجنين، واستمرار القيء، والإغماء، وتغير لون البول وكميته، والتعرق الشديد على نحو غير معتاد.
تناول الطعام الصحي في رمضان هذا العام
تَذَكَّر أن الأطعمة التي قد تشتهيها بعد ساعات الصيام ليست صحية بالضرورة. انتبه لما تأكله بقدر انتباهك لموعد تناوله.
اشرب الكثير من الماء (10 أكواب على الأقل)، وتناول الأطعمة المرطبة مثل الحساء والبطيخ والسلطة الخضراء.
تَجَنَّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا.
أفطِر على التمر. فالتمرُ مصدرٌ ممتازٌ للألياف.
تناول في وجبة الإفطار كثيرًا من الخضروات لتزود جسمك بالفيتامينات والمغذيات.
تناول الحبوب الكاملة، التي تزود الجسم بالطاقة والألياف.
تناول اللحوم الخالية من الدهون، والدجاج بدون جِلد، والأسماك على أن تكون مشوية أو مطهوّة في الفرن للحصول على حصة جيدة من البروتين الصحي.
تَجَنَّب الأطعمة المقلية والمُصنَّعة الغنية بالدهون أو السكر قدر الإمكان.
تناول الطعام ببطء لتجنب الإفراط في تناول الطعام.
السحور هو وقودك لليوم التالي، وله أهمية خاصة لكبار السن، والمراهقين، والحوامل، والأمهات المرضعات، والأطفال الذين يقررون الصيام. تناول سحورًا خفيفًا ومغذيًا.



رمضان بلا تبغ
يمتنع الصائمون خلال شهر رمضان عن التدخين بين الفجر والمغرب. وهي فرصة ذهبية لتصفية ذهنك والإقلاع عن تعاطي التبغ والنيكوتين إلى الأبد. فقد تَمَكَّنَ الآلاف من الناس من ذلك. ويمكن للجميع اتخاذ الخطوات الأولى نحو حياة أوفر صحة.
فكل ما تُنفقه على التبغ أو السجائر الإلكترونية أو منتجات التبغ المُسخّنة يضرك ويُغذي دوائر صناعة التبغ السامة.
اجعل من شهر رمضان فرصة للتوقف عن ذلك. اختر الصحة والعطاء للمحتاجين بدلًا من الإنفاق على منتجات التبغ والنيكوتين.
إن أكثر من 80% من متعاطي التبغ في العالم البالغ عددهم 1.3 مليار شخص يعيشون في البُلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. استغل هذا الشهر من الانضباط الذاتي للتحرر من التبغ وبدء حياة أوفر صحة وخالية من التبغ.
اتخذ موقفًا. فدوائر صناعة التبغ والنيكوتين تنفق ملايين الدولارات كل يوم للإيقاع بالناس. فلا تدعها تنجح في ذلك. احرص على البُعد عن التدخين تمامًا. عَبِّر عن رأيك بشجاعة. احرص على الحفاظ على صحتك وصحة الآخرين.
أقلِع عن التدخين وفي غضون 5 سنوات سينخفض خطر تعرُّضك للإصابة بالسكتة الدماغية إلى مستوى غير المدخنين. احمِ قَلبَك. ابدأ اليوم واختر صحتك.