متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا
متلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة هي مرض تنفسي فيروسي يسببه فيروس كورونا التاجي، ولقد اكتُشف أول مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2012.
وتتراوح أعراض الإصابة بمتلازمة الشرْق الأوسط التنفسيّة ما بين أعراض خفيفة إلى أعراض شديدة، مثل الحمى، والسعال، وضيق النفس، وقد تشمل أحياناً أعراض الإصابة بالالتهاب الرئوي، وأعراض اضطراب الجهاز الهضمي، مثل الإسهال. ويمكن أن يسبب الفيروس لبعض المرضى، لا سيما المصابون بحالات مرضية مزمنة ودفينة، مرضاً وخيماً يؤدي إلى الفشل التنفسي، مما يستلزم وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي في وحدة الرعاية المركزة وتقديم الدعم له. ولقد أُبلغ عن بعض الحالات المؤكَّدة مختبرياً لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة بوصفها حالات عديمة الأعراض، أو بمعنى آخر لم يصاحبها أي أعراض سريرية، ولكن نتيجة الفحص المختبري جاءت إيجابية لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة. ولقد اكتُشفت معظم هذه الحالات العديمة الأعراض عقب جهود مكثفة من تعقُّب الأشخاص الذين خالطوا الحالة المؤكَّدة مختبرياً.
وحتى الآن، أبلغ 12 بلداً من بلدان الإقليم وهي: (البحرين، ومصر، وجمهورية إيران الإسلامية، والأردن، والكويت، ولبنان، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وتونس، والإمارات العربية المتحدة، واليمن) عن حالات مؤكَّدة مختبرياً لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة. وعلى مستوى هذه البلدان، أبلغت كل من مصر، ولبنان، وتونس، واليمن عن حالات وافدة مقترنة بالسفر.
وتشير البينّات العلمية الحالية إلى أن الإبل العربية (الأحادية السنام) هي المضيف الذي يعتبر المستودع الرئيسي لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرْق الأوسط التنفسيّة، والمصدر الحيواني للعدوى بها في البشر. ولكن لا يزال غير معروفٍ إلى الآن الدور الذي تقوم به الإبل تحديداً في نقل الفيروس وطرق انتقاله. وعلى الرغم من عدم وجود أي حالات موثقة لانتقال الفيروس بين البشر، إلا أن الحالات المبلغ عنها تضمنت مخالطة الأشخاص المصابين بدون حماية، كما يحدث على سبيل المثال في مرافق الرعاية الصحية. ولقد وقعت فاشيات مرتبطة بالرعاية الصحية في عدة بلدان، ولكن كان أكبرها على الإطلاق في جمهورية كوريا، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة.
وتعتمد الوقاية من متلازمة الشرْق الأوسط التنفسيّة على تجنب تناول المنتجات الحيوانية غير المُبَسْتَرة أو غير المطهوة، وممارسة عادات صحية مأمونة في مرافق الرعاية الصحية وعند التعامل مع الإبل العربية، وإذكاء الوعي المجتمعي وتوفير التدريب لتوعية العاملين الصحيين، وكذلك تنفيذ تدابير فعالة لمكافحة العدوى. وإلى الآن، لم تصدر أي توصية بشأن دواء مضاد للفيروسات لعلاج الإصابة بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرْق الأوسط التنفسيّة، كما لا يوجد لقاح متوافر في الوقت الحالي للوقاية من الإصابة به.