الجمرة الخبيثة هي في الأساس مرضٌ حيواني المنشأ في آكلات العُشب تسببها بكتيريا تسمى العَصوِيّة الجَمريّة. ويُصابُ البشر عمومًا بهذا المرض بصورة مباشرة أو غير مباشرة من الحيوانات المصابة بالعدوى، أو من خلال التعرض من خلال مخاطر مهنية لمنتجات حيوانية مصابة بالعدوى أو ملوثة. ولا تُعد الجمرة الخبيثة في البشر مُعدية بشكل عام، على الرغم من وجود سجلات نادرة لانتقال العدوى من شخص لآخر. ويمكن لبكتيريا الجمرة الخبيثة البقاء على قيد الحياة في البيئة لعقود من الزمن من خلال تشكيل أبواغ. وفي أكثر أشكالها الطبيعية شيوعًا التي تُعرَف باسم الجمرة الخبيثة الجلدية (أكثر من 95% من الحالات)، فإنها تُكوّن تقرحات داكنة على الجلد، تستمد منها اسمها إذ سُميت بالكلمة اليونانية التي تعني الفحم.
وقد انخفض معدل الإصابة بالجمرة الخبيثة التي تصيب البشر في شتى أنحاء العالم من عدد يتراوح بين 000 20 إلى 000 100 حالة في السنة في عام 1958 إلى 000 2 حالة في السنة خلال الثمانينات. وفي إقليم شرق المتوسط، أُبلغ عن فاشيات الجمرة الخبيثة التي تصيب البشر في أفغانستان وجمهورية إيران الإسلامية والعراق والمغرب وباكستان والسودان. وبالإضافة إلى ذلك، كانت عصيات الجمرة الخبيثة دائمًا على رأس قائمة العوامل المحتملة فيما يتعلق بالحرب البيولوجية والإرهاب البيولوجي، بعد أن استُخدمت في هذا السياق في مناسبتين على الأقل.
وتعتمد مكافحة الجمرة الخبيثة بين البشر على تكامل برامج ترصد الصحة البيطرية وصحة الإنسان وبرامج المكافحة. ويكتسب التبليغ الروتيني المتبادل بين أنظمة ترصد الصحة البيطرية وصحة الإنسان، والتعاون الوثيق بين القطاعين الصحيين أهميةً خاصة أثناء استقصاءات الأوبئة والفاشيات.