مشروع الصحة والتغذية الطارئ يحد من نسبة العدوى في اليمن
اليمن، 29 ديسمبر/كانون الأول يموت حوالي نصف مليون شخص سنوياً نتيجةً عدم مأمونية الرعاية الصحية والأخطاء الطبية والإصابات والعدوى. ينص النظام الصحي في الولايات المتحدة على أن واحدًا من أصل ٢٥ مريض هو المسبب الرئيسي لتفاقم العدوى، وأن تأثير العدوى لا يستهدف المرضى فحسب، بل أيضًا العاملين في مجال الصحة.
في بلد تمزقه الحرب، يكافح اليمنيون للحصول على الدعم لتلقي الرعاية الطبية المناسبة والفعالة. تحتاج معظم المعدات الطبية في المستشفيات إلى استبدال مثل معدات قسم التعقيم في مستشفى الثورة. أذ ان المعدات في هذا القسم قديمة جدًا وتؤدي الى تأخير أو إلغاء العمليات الجراحية الحرجة لأن عملية تعقيم الأدوات تستغرق ساعات بدلاً من دقائق. ولكن بفضل الدعم المقدم من البنك الدولي من خلال مشروع الصحة والتغذية الطارئ، فإن مستشفى الثورة لديه الآن معدات التعقيم الحديثة التي يحتاجها بشدة.
الدكتور منصور قحازة، مدير وحدة التعقيم المركزي بمستشفى الثورة عبر عن امتنانه لهذا التطور “يبلغ عدد المرضى في مستشفى الثورة المستفيدين من الدعم ٨٥٠ مستفيدًا بشكل يومي وما يقرب من ١٢٠ إلى ١٣٠ عملية جراحية يوميًا في ٢٦ قسمًا طبيًا، وبعض هذه العمليات بحاجة إلى إكمال إجراءات التعقيم خلال ١٦ دقيقة، ولكن معدات التعقيم المركزية، القديمة جداً، تؤدي إلى تأخير أو إلغاء العمليات، وبالتالي فإن معدات التعقيم الحديثة بإمكانها استكمال عملية التعقيم خلال ١٦ دقيقة لإنقاذ الأرواح من خلال إجراء عمليات جراحية عاجلة دون أي تأخير".
وعبر المهندس محمد نوفل من ناحيته، الذي أعاد تأهيل قسم التعقيم بالمستشفى: "الآن أصبح قسم التعقيم المركزي في مستشفى الثورة في وضع يتيح له تعقيم المواد البلاستيكية والأدوات بسرعة بسبب معدات التعقيم الحديثة التي تقدمها منظمة الصحة العالمية من خلال مشروع الصحة والتغذية الطارئ".
في إطار مشروع الصحة والتغذية الطارئ، تلبي منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف مع شريكهما التقني البنك الدولي الاحتياجات الصحية في اليمن. يعد مشروع الصحة والتغذية الطارئ مشروعاً شاملاً يوفر خدمات الصحة والتغذية الأساسية في جميع أنحاء البلاد. وفي خضم الحرب المستمرة، يقوم المشروع بحماية النظام الصحي والحفاظ عليه حيث يقدم الدعم لـ ٧٢ مستشفى في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية مجموعة من الخدمات الصحية الأساسية المنقذة للحياة. تعمل منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي واليونيسيف عن كثب لتعزيز وتطوير نظام الإحالة من المستويين الأول والثاني إلى المستوى الثالث. بالإضافة إلى ذلك، يدعم المشروع برامج الصحة العامة وتفشي الأمراض والتصدي لها مثل الكوليرا والدفتيريا.
تدين منظمة الصحة العالمية أية مزاعم إعلامية تشوه سمعة مسؤولي المنظمة
تدين منظمة الصحة العالمية أية مزاعم إعلامية تشوه سمعة مسؤولي الصحة العامة الذين يعملون في المنظمة بجد لتحسين صحة ورفاهية جميع الناس، بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو موقعهم الجغرافي.
وتماشيا مع سياسة التناوب العالمية التي تطبقها المنظمة بشكل منتظم فيما يخص ممثليها، سيتم إعادة تعيين الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة المنظمة في السودان إضافة إلى عدد من ممثلي المنظمة الآخرين في بلدان الإقليم في الأشهر القادمة. وقد عيّن المدير الإقليمي الدكتورة هدى عطا ممثلة للمنظمة بالنيابة في السودان خلال هذه الفترة.
وتعمل منظمة الصحة العالمية عن كثب مع مسؤولي وزارة الصحة ووكالات الأمم المتحدة والشركاء الآخرين لخدمة صحة الناس في بلدانهم. وعملها يقوم على الشفافية والحياد السياسي.
وتستعرض المنظمة بانتظام عمليات البرامج القطرية وتقدم تقارير بشأن ذلك إلى الدول الأعضاء أثناء الاجتماعات السنوية للأجهزة الرئاسية
موظفو التلقيح ضد شلل الأطفال في العراق يبدأون حملة للوصول إلى ملايين الأطفال
الحرص على أن يكون كل طفل في بغداد سليم ومعافى من مرض شلل الأطفال
في العاصمة العراقية بغداد، قد يعتقد البعض أن الوصول إلى جميع الأسر لتطعيم أطفالها ضد شلل الأطفال أمر شبه مستحيل، ولا سيما في ظل الاضطراب السياسي القائم حالياً. إلا انه بالنسبة لمحمود فرحان وهديل كريم، اللذان يعملان مع منظمة الصحة العالمية في مجال التطعيم منذ 15 عاماً و5 أعوام على التوالي، فهذه المشكلة لا تشكل عائقاً أبداً.
قدمت منظمة منظمة الصحة العالمية الدعم إلى 13,000 عامل في مجال التطعيم مثل محمود فرحان وهديل كريم، ممن يتنقلون من منزل إلى منزل أو يقيمون في المراكز الثابتة في استراتيجية المرافق الصحية، لضمان حصول كل طفل في منطقة العديل التابعة لمنطقة الكرخ ببغداد على لقاح شلل الأطفال.
يقول محمود أن تطعيم الأطفال في بغداد والمناطق المحيطة بها هي وظيفته المعتادة على مدى السنوات الـ 16 الماضية وإن هذه الحملة لا تختلف عن الحملات الماضية. ويضيف: "يعرفني الناس في جميع أنحاء منطقة العديل، مما يجعل من السهل عليهم إحضار أطفالهم للتطعيم. كما أن أئمة المساجد قاموا بعمل جيد عندما حثوا الناس في خطب الجمعة على فتح أبوابهم لنا خلال الحملة. هذا جعل الأمر أسهل حيث لم نواجه أي اعتراض".
ويتابع محمود وهو يشير إلى سيدة جاءت لتطلب من أعضاء الفريق زيارة منزلها وتطعيم أطفالها: "لا بل أن ما حدث هو العكس تماماً، إذ يأتينا أشخاص لتذكيرنا بزيارة منازلهم التي تبعد عنا مسافة ثلاثة إلى أربعة منازل لتطعيم أطفالهم". هذا يدل على مستوى وعي المجتمع حول فوائد لقاح شلل الأطفال.
ويقول محمود إنه يحب مهنته جداً لأنه يتفاعل مع الأطفال ويعاملهم وكأنهم أطفاله وإنه يشعر بالسعادة عندما يمنحهم المطاعيم التي تحميهم من الأمراض المميتة والفتاكة.
تضيف هديل كريم التي تعمل في هذه المهنة منذ السنوات الخمس الماضية: "أعتقد أن وجود موظفة أنثى تعمل لدى فريق تقديم المطاعيم أمر مهم للغاية لأن الأمهات يشعرن بالراحة عند التحدث لسيدة مثلهن، وقد حققنا حتى الآن نتائج مذهلة للغاية. قد لا نتمكن أحياناً من إيجاد الأطفال في المنازل وقد لا نتلقى أي رد عند الطرق على الأبواب وهذا أمر لا بأس به وطبيعي أيضاً، وفي مثل هذه الحالات فإننا نضع علامة على باب المنزل لنعود إليه في وقت لاحق".
وفي خضم المظاهرات الجارية حالياً في أجزاء مختلفة من المحافظات الجنوبية، أطلقت وزارة الصحة بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية الجولة الثانية من حملات التلقيح الشامل لشلل الأطفال في 65 ناحية في 10 محافظات كما هو مخطط لها. وتستهدف هذه المرحلة من حملة التطعيم أكثر من 3.1 مليون طفل دون سن الخامسة من بغداد وبابل والديوانية وديالى والمثنى وذي قار وميسان والبصرة.
وبفضل هذه الخطوة ستتمكن مبادرة القضاء على شلل الأطفال في العراق من الوصول إلى حوالي 5.7 مليون طفل دون سن الخامسة ومنحهم لقاح شلل الأطفال الفموي خلال حملة "أيام التحصين الوطنية" ضد شلل الأطفال التي يتم تنفيذها للمرة الثانية في 2019.