منظمة الصحة العالمية تقدم الإمدادات الطبية الأساسية التي يمولها (إيكو) لمستشفى الجلاء، بنغازي
26 كانون الأول / ديسمبر 2017، تونس-- 60 ألف شخص في بنغازي سيستفيدون من إمدادات طبية قدمتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً بتمويل من قبل الاتحاد الاوروبي للحماية المدنية والمساعدة الانسانية (إيكو) .
وفي سياق استجابتها المستمرة للحالة الصحية في ليبيا، قدمت منظمة الصحة العالمية في 21 كانون الاول / ديسمبر 21 (60) مجموعة دوائية صحية اساسية مشتركة بين الوكالات و (6) ملاحق تكميلية وتسعة (9) مجموعات دوائبة لعلاج الإصابات المتوسطة والخطيرة الى مستشفى الجلاء في بنغازي.
تكفي هذه الإمدادات الدوائية الأساسية والتكميلية لمعالجة أكثر من 60 ألف نسمة من السكان لمدة ثلاثة (3) أشهر, اما بالنسبة لمجموعات الدوائية للاصابات فتكفي لعلاج أكثر من (900) من الإصابات المتوسطة والخطيرة. مثل هذه الامدادات مطلوبة بشكل خاص نتيجة لنقص الإمدادات الطبية الأساسية الذي تعاني منه مستشفيات بنغازي.
فنظرا للأوضاع في بنغازي، فقد تأثرت خدمات الرعاية الصحية. ولا تعمل المستشفيات بكامل طاقتها، وهي تواجه نقصاً في العاملين الصحيين واللوازم الطبية الأساسية بما في ذلك الأدوية والمعدات.
ومن جانبه، رحب الدكتور سيد جعفر حسين، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا ورئيس بعثتها، بالدعم المتواصل من مكتب الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية والمساعدة الإنسانية (إيكو) الذي يجعل من الاستجابة للاحتياجات العاجلة للسكان الذين لا يعانون من نقص الخدمات كافية في ليبيا أمراً ممكناً.
----
الدكتور سيد جعفر حسين
ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا ورئيس بعثتها
منظمة الصحة العالمية تُوصِل 70 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية المنقذة للحياة إلى صنعاء
صنعاء، 20 ديسمبر 2017— وصلت اليوم مطار صنعاء طائرة مساعدات تحمل أكثر من 70 طناً من الأدوية الضرورية والمستلزمات الجراحية تابعة لمنظمة الصحة العالمية، وهي تمثل أكبر شحنة أدوية ومستلزمات طبية تم استقبالها من قبل المنظمة هذا العام.
وتحوي الشحنة على مستلزمات علاج الإصابات الطارئة تكفي لتلبية احتياجات حوالي 2,000 مريض بحاجة لرعاية جراحية إضافة إلى أنواع مختلفة من أدوات الفحص السريع والمحاليل المخبرية لتغطية احتياجات المختبرات المركزية وبنوك الدم العاجلة.
ويقول ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاغاريا: "تبذل منظمة الصحة العالمية مع شركائها جهوداً مضنية للحيلولة دون انهيار النظام الصحي للبلد، لكن الملايين من اليمنيين ما يزالوا بحاجة ماسة للخدمات الصحية المُلحة".
وعلى الرغم من القيود المفروضة، بما في ذلك الحصار الأخير على الموانئ والمنافذ الجوية والبحرية تستمر منظمة الصحة العالمية في سد الثغرات الكبيرة التي تعاني منها المستشفيات والمرافق الصحية في اليمن. وفي مطلع هذا الأسبوع، وصلت طائرتان تحوي 26 طناً من مستلزمات الرعاية الطبية الطارئة. وهذا العام، قدمت المنظمة حوالي 1,500 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية لـ96 مرفقاً صحياً ما تزال تكافح من أجل إبقاء أبوابها مُشرعة أمام المرضى.
وفيما يحتدم الصراع وتزداد الحاجة لخدمات رعاية المصابين، فإن مخزون المستلزمات المنقذة للحياة لعلاج الجرحى والمصابين يتضاءل بشكل خطير. وتعاني المختبرات هي الأخرى من صعوبة شراء المحاليل وأدوات الفحص السريع الهامة للقيام بالتشخيص الدقيق للأمراض المعدية الناشئة. ولم يتلقَ أكثر من 30,000 من العاملين الصحيين رواتبهم منذ أكثر من عام، لكنهم مع ذلك مستمرون في إنقاذ الأرواح بصورة يومية.
وطبقاً لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية حول الاحتياجات الإنسانية للعام 2018، فإن ما يقرب من 16.4 مليون شخص في 215 مديرية في اليمن يفتقرون لفرص الوصول الملائمة لخدمات الرعاية الصحية، بما فيهم 9.3 مليون شخص بحاجة ماسة لهذه الخدمات. ويمثل هذا ارتفاعاً بمقدار 79.3% منذ أواخر العام 2014.
معاناة المرضى ذوي الدخل المحدود في اليمن
أظهر آخر تشخيص أجراه محمد قاسم من سكان محافظة الحديدة في يوليو 2017 إصابته بفشل كلوي، حيث لم تعد كليتاه قادرتان على تصفية الدم ما يعني ضرورة الخضوع لجلسات غسيل كلوي منتظمة. في بداية الأمر كان محمد يشعر بالضعف وصعوبة في التنفس. كما كان هناك تورم في الكاحلين وانتفاخ حول العينين. وكي يكون قادراً على إجراء جلسات غسيل الكلى كان عليه أن يخضع لتدخل جراحي لتثبيت الناسور الشرياني الوريدي اللازم لإجراء غسيل الكلى.
تُعد محافظة الحديدة التي يعيش فيها قاسم مع عائلته منذ 23 عاماً واحدة من أفقر المحافظات في اليمن. وينخرط معظم سكان المحافظة في الأعمال اليومية أو التجارة أو الزراعة أو الصيد غير أن الظروف المعيشية لآلاف الناس هناك ساءت بشدة وتحديداً بسبب الحرب الدائرة في اليمن.
قاسم هو المُعيل لأسرة تتكون من زوجته وثمانية أطفال. كانت ظروفه المعيشية متواضعة حتى قبل اندلاع الحرب. حيث كان يعمل على دراجة نارية وهي إحدى وسائل النقل العام في اليمن. كان يكسب ما مجموعه 1,500 ريال يمني في اليوم أي ما يعادل 4 دولارات. بعد تشخيصه بالفشل الكلوي بدأ ابنه الأكبر والبالغ من العمر 20 عاماً العمل على ذات الدراجة النارية التي سبق لوالده أن عمل عليها. يقول قاسم أن ابنه يكسب من المال "ما يكفي بالكاد لدرء شبح الجوع عنه وعن أسرته."
بعد أن تنامى إلى علمه بأنه يحتاج إلى إجراء جراحة أدرك قاسم منذ الوهلة الأولى أنه لن يكون قادراً على تحمل تكاليف تلك الجراحة بسبب قلة ما في اليد بالنظر إلى ما كان يكسبه ابنه من خلال العمل على الدراجة والذي بالكاد يكفي لتلبية الاحتياجات اليومية لأسرته. تبلغ تكلفة الجراحة 150,000 ريال (أي حوالي 400 دولار) في المستشفيات الخاصة وهو مبلغ يتجاوز بكثير إمكانيات قاسم.
يحكي قاسم قائلاً "مستوى القلق الذي كان ينتابني عندما كنت أفكر من أين لي أن أدفع المبلغ المحدد كرسوم لإجراء الجراحة كان لا يوصف. حيث كنت أفكر أيضاً كيف يمكنني الحصول على المال المطلوب ومن سيقف مع عائلتي إذا ما مُت".
وأردف بالقول "كان من حسن الحظ أن أخبرني الطبيب الذي أُحلت إليه في مستشفى الثورة أنه بإمكاني الحصول على الجراحة مجاناً باستثناء بعض الرسوم مقابل التسجيل والتي لم تتجاوز 10,000 ريال".
مستشفى الثورة العام هو المستشفى الرئيسي في الحديدة ويستقبل قرابة 1,500 مريض في اليوم. وقد واجه المستشفى تحديات جمة لإبقاء أبوابه مشرعةً أمام المرضى الأشد فقراً في الحديدة.
قاسم هو واحد من أصل 100 مريض حصلوا على عمليات جراحية بأقل الرسوم في مستشفى الثورة بفضل الدعم المقدم من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي. حيث تُقدم منظمة الصحة العالمية شهرياً للمستشفى مجموعة أدوات جراحة تكفي لإجراء 100 عملية جراحية. إضافة لذلك، تدعم منظمة الصحة العالمية جراح أوعية دموية بالحوافز المالية لتقديم خدمات الرعاية الجراحية المنقذة للحياة. كما يقوم الجراح بتدريب 15 طبيباً حول الرعاية القلبية الوعائية في الحالات الطارئة.
وهذا الدعم هو جزء من الدعم المقدم في إطار مشروع الصحة والتغذية الطارئ وهو مشروع مدعوم من البنك الدولي ويُنفذ من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسف.
تحتوي حُزمة أدوات الجراحة على 100 مجموعة من الأدوية المنقذة للحياة وأدوية التخدير والسوائل الوريدية وجميع لوازم العمليات الجراحية الضرورية لكل عملية جراحية وإجراءات ما بعد الجراحة. كما توفر المنظمة أيضاً في سياق المشروع إمدادات الوقود والمياه للمستشفى لتمكينه من إدارة أنشطته وعملياته بفعالية. المهمة الحالية تتمثل بتوفير المستلزمات والمعدات الطبية للمستشفى. يدعم مشروع الصحة والتغذية الطارئ 64 مستشفى آخر في اليمن.
يهدف مشروع الصحة والتغذية الطارئ إلى دعم النظام الصحي في اليمن لتمكينه من مواصلة تقديم الرعاية الصحية للمواطنين. ويحصل المشروع على مِنَح مالية من مؤسسة التنمية الدولية وهي صندوق تابع للبنك الدولي مخصص للبلدان الأشد فقرًا في العالم ومنها اليمن.