القاهرة، مصر، 18 مارس 2012 – تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى حماية الجمهور من التعرُّض للدخان غير المباشر بتنفيذ سياسات الهواء الخالي من الدخان بنسبة 100% في جميع الأماكن العامة المغلقة، وهو ما جاء في سياق إحدى التوصيات الأساسية لتقرير صدر اليوم بشأن قياس مستويات "الدخان غير المباشر" في بلدان إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية. وفي دعوتها للعمل، أوصت منظمة الصحة العالمية بأن يتم دعم تنفيذ قوانين الهواء الخالي من الدخان في الأماكن المغلقة من خلال رصد مدى الامتثال لها، وتوفير الدلائل الإرشادية للمسؤولين عن إنفاذها.
وقد تعاون في هذا الصدد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط مع معهد المكافحة العالمية للتبغ التابع لكلية جون هوبكينز بلومبرج للصحة العمومية، ومعهد روزويل بارك للسرطان (الولايات المتحدة) من أجل إجراء دراسة استرشادية لقياس جسيمات الدخان غير المباشر في عدد من الأماكن العامة التي تم اختيارها في عواصم عشرة بلدان بالإقليم: البحرين، جيبوتي، مصر، جمهورية إيران الإسلامية، العراق، الأردن، لبنان، عمان، باكستان، السودان، اليمن.
وقامت الدراسة، بالاستعانة بجهاز محمول لرصد الهواء الجوي قادر على تحليل تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء، بقياس تركيزات جسيمات يبلغ حجمها 2.5 مايكرون في الأماكن المغلقة. وقد احتوى هذا الحجم معظم جسيمات دخان التبغ العالقة في الهواء. وقد تنوعت الأماكن التي تم سحب عينات الهواء منها ما بين مرافق صحية وتعليمية وهيئات عامة وأماكن ترفيهية (بما في ذلك المطاعم وغيرها من أماكن الترفيه) ومركبات النقل العام.
ومن بين 244 مكاناً خضع للدراسة، لوحظ استمرار التدخين في 98 مكاناً، وكانت الأماكن الترفيهية هي الأعلى في نسبة التدخين التي تم ملاحظتها، تليها وسائل النقل العام. كما لوحظ التدخين في ما يقرب من ربع المرافق التعليمية والصحية في البلدان محل الدراسة. وكانت تركيزات مواد لجسيمات أعلى بنحو 6,2 ضعف في الأماكن التي بها دليل على التدخين. كما كانت هناك أدلة على وجود دخان غير مباشر فيما يقرب من ثلث المرافق الصحية والمرافق التعليمية والمكاتب الداخلية، وفي نصف وسائل المواصلات العامة، وفي ثلثي الأماكن الترفيهية.
ويقول المدير الإقليمي لمكتب منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور علاء العلوان: "لا يوجد مستوى آمن للتعرض للدخان غير المباشر"، ويضيف: "لا يمكن حماية صحة العاملين وغير المدخنين إلا بالتطبيق الصارم لحظر التدخين في جميع أماكن العمل المغلقة، بما في ذلك منشآت الأغذية والمشروبات وجميع المباني العامة ووسائل النقل العام."
ويسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى تحسين تدابير المعنية إنفاذ الحظر التشريعات الخاصة بالأماكن الخالية من الدخان. وتقول الدكتورة فاطمة العوا، المستشار الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمبادرة التحرر من التبغ: "إن نتائج الدراسة مهمة لجميع بلدان الإقليم التي تتطلع إلى تنفيذ قوانين الهواء الخالي من الدخان بنسبة 100%"، وتضيف: "يجب أن تكون التشريعات مقترنة بتدابير الإنفاذ؛ فالتدابير المجتزأة لا تجدي"
وتوصي المنظمة، في سياق التقرير، بأنه لكي يتم التغلب على التحديات الماثلة أمام إنفاذ تشريعات الحظر، ينبغي على البلدان أن تحظر تماماً التدخين في الأماكن الداخلية، وأن تستخدم لغة واضحة وغير قابلة للجدل في صياغة التشريعات، وأن تنفذ آليات منتظمة للرصد والتقييم، على أن تكون هذه الآليات جزءاً لا يتجزأ من حظر التدخين في الأماكن العامة.