عمَّان، الأردن، 9 شباط/فبراير 2012: تفتتح اليوم منظمة الصحة العالمية مقرّها الجديد بالعاصمة الأردنية، عمَّان، وهو مبنى صُمِّم على أعلى مستوى ليكون صديقاً للبيئة ومراعياً لقواعد الصحة، وذلك في احتفال يُقام في الحادية عشرة صباحاً، تحت رعاية صاحبة السموّ الملكي الأميرة منى الحسين، ويعقبه حفل استقبال رسمي بالمقرّ الجديد.
يحضر الاحتفال لفيف رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين وممثلي وكالات الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات الصحية والتنموية، والمنظمات غير الحكومية والعاملين بالمنظمة وسائر الشركاء.
وتبلغ مساحة المبنى – الذي يَضُم المركز الإقليمي للأنشطة الصحية البيئية بمنظمة الصحة العالمية (SEHA)، ومكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن ومكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق (القائم مؤقتاً في الأردن)، حوالي 4000 متراً مربعاً بارتفاع أربعة طوابق. وقد تم توفير مساحات كبيرة من خلال تصميم ردهات مشتركة للاستقبال وغرف الاجتماعات والمركز الإعلامي وغرف المؤتمرات عبر الأقمار الصناعية.
وقد حاز المبنى الأخضر على جائزة ليد الذهبية (للريادة في التصميم البيئي الموفِّر للطاقة) وهي الأولى في الأردن وإقليم شرق المتوسط بأكمله. وقد عمل على تصميم المبنى وبنائه والإشراف عليه شركات أردنية ومهندسون وطنيون. وتشهد الجائزة المعترف بها عالمياً بأن المبنى قد تم تصميمه وبنائه وإعداده باستخدام مكونات صديقة للبيئة بهدف: تحسين أداء موفرات الطاقة (22.5%)، كفاءة ترشيد استخدام المياه (60%)، الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات، وتحسين الجودة البيئية الداخلية، وتوفير الموارد.
وأكّد معالي الدكتور عبد اللطيف الوريكات، وزير الصحة في الأردن أن: "وجود مبنى منظمة الصحة العالمية الحائز على جائزة ليد الذهبية هو نموذج للدعم الذي تقدّمه المنظمة للمبادرات البيئية في إطار الاستثمارات الوطنية للأردن"، وأضاف: "وهو يرسم قطعاً صورة بيئية إيجابية لمجتمعنا ككل".
وبدوره علق الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري، الذي يختتم عمله مديراً إقليمياً لشرق المتوسط بهذا الإنجاز، قائلاً: "إن الاحتفال بهذا الإنجاز الكبير، بافتتاح مبنانا الأخضر كأول مبنى في الأردن، وأول مبنى من نوعه للأمم المتحدة يحوز جائزة ليد الذهبية في الإقليم، لهو حقاً مدعاة للرضا والفخر في منظمة الصحة العالمية". وأضاف الدكتور الجزائري المبعوث الخاص للمديرة العامة للرعاية الصحية الأولية: "إن منظمة الصحة العالمية تطبق ما تنادي به من مبادئ".
وقال الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي الجديد لشرق المتوسط "إن افتتاح المبنى الجديد هو أحد المعالم الهامة على طريق تأكيد التزامنا بإرساء مبدأ المباني الخضراء. فالتصميم المبتكر للمبنى وقواعد السلامة البيئية الدائمة التي وضعت في الاعتبار عند بنائه سيكونان حافزاً لكافة الشركاء المساهمين في دفع التنمية المستدامة بالأردن". وأضاف الدكتور العلوان: "إن الوفورات والقدرة على حماية أهم أرصدتنا – وهم البشر – لهي دليل على أن الاستثمار في البيئة حقق العائد المرجو منه".
لقد هيأ المبنى الأخضر لمنظمة الصحة العالمية الفرصة لتطبيق الخصائص السليمة بيئياً والموفرة للموارد من خلال استخدام منهج بنائي صحي متكامل في التصميم والبناء والتجهيز. وتحقّق ذلك من خلال التركيز على الاستخدام الأمثل لعدد من العناصر الهندسية الشائعة مثل توفير الطاقة، وترشيد استهلاك المياه، واختيار المواد، والحدّ من الفاقد؛ وفي الوقت نفسه تعظيم الفوائد الصحية والتوظيف السديد للخدمات. ومن شأن هذه "الوصفة" أن تحدّ من الآثار الضارة على الصحة البيئية والمعافاة البشرية.
ويقع المبنى الجديد لمنظمة الصحة العالمية في مكان يسهل الوصول منه إلى المواصلات العامة، والمنشآت الصحية، ومناطق التسوّق والمتنـزهات في عمّان، ومن ثمّ، يحدّ من الحاجة لاستخدام السيارات، ويشجِّع على ركوب الدراجات، والمشي، وممارسة الأنشطة البدنية. ومن المتوقَّع تعويض التكلفة الإضافية لإنشاء المبنى في غضون 7 سنوات من خلال الوفورات في فاتورة الطاقة وحدها.
حول منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية هي السلطة الموجِّهة والمنسِّقة للعمل الصحي داخل منظومة الأمم المتحدة. وهي تضطلع بالدور القيادي فيما يتعلق بالشؤون الصحية الدولية، ورسم جدول أعمال البحوث الصحية، وإرساء الأعراف والمعايير الصحية، وطرح الخيارات للسياسات المثبتة بالدلائل، وتوفير الدعم التقني للبلدان ورصد التوجّهات الصحية وتقييمها. وقد كان الأردن مقراً لعدد من مكاتب المنظمة لأكثر من ربع قرن، حيث أسهمت المنظمة من خلال هذه المكاتب في بناء القدرات وتوفير الدعم وتعزيز نظام الصحة العمومية في المملكة بشراكة وثيقة مع وزارة الصحة.