الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي

تصيب عدوى الكبد الفيروسية 2% من سكان العالم تقريباً، بنسب تتفاوت تفاوتاً ملحوظاً بين 0.01% في البلدان الاسكندنافية و3% في بلدان شمال أفريقيا التي تمثل مصر من بينها نموذجاً صارخاً مع نسبة انتشار لالتهاب الكبد الفيروسي من النوع "ج (سي)" تبلغ أكثر من 14% حسب إحصاءات عام 2008. وإزاء هذه الأرقام المنذرة بالخطر، أعلنت منظمة الصحة العالمية الثامن والعشرين من تموز/يوليو يوماً عالمياً لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، بهدف تعزيز الوعي والوصول إلى فهم أفضل لهذه الالتهابات الفيروسية التي تمثل السبب الرئيسي للإصابة بتليف وسرطان الكبد.

وتحت شعار: لا تترك حياتك نهباً لالتهاب الكبد الفيروسي، تدق منظمة الصحة العالمية وشركاؤها في العمل الصحي ناقوس الخطر، وترسم خارطة طريق للوقاية من هذه المشكلة ذات التأثير المفزع على الصحة العمومية.

وفي إقليم شرق المتوسط يبدو الوضع أكثر خطورة ولاسيَّما فيما يتعلق بمعدّلات الإصابة بالتهاب الكبد من النوع "ج (سي)"؛ إذ يوجد بين بلدانه اثنان من أكثر البلدان في العالم معاناة من هذا المرض هما مصر وباكستان. وفي ظل ذلك يتخذ احتفال المكتب الإقليمي بأول يوم عالمي لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي بُعداً مميزاً، إذ يتزامن مع انعقاد أول اجتماع للمجموعة التقنية الاستشارية للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي ومكافحته. وهي مجموعة تضم خبراء في هذا المجال على الصعيدين المحلي والدولي من معهد باستير بفرنسا، ومراكز مكافحة الأمراض بأطلنطا، والرابطة الأوروبية لدراسة أمراض الكبد، وعدد من المعاهد الأكاديمية المصرية.

ويمثّل التهاب الكبد من النوع "ج (سي)" مشكلة من أهم المشكلات ذات الأثر السلبي على الصحة العمومية على الصعيد العالمي، إذ يصل عدد المصابين إصابة مزمنة بهذا الفيروس لأكثر من 130 مليون شخص، بينما يقدّر عدد الحالات التي تقع سنوياً من التهاب الكبد "أ" بحوالي 1.4 مليون حالة. أما التهاب الكبد "ب" فيقدر العدد التراكمي للذين أصابتهم عدواه بحوالي بليوني مصاب.

ويستهدف هذا الاجتماع بحث آليات تطبيق الخطة الوطنية للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي المنقول بالدم في مصر من خلال التصدّي لعوامل الخطر الرئيسية المسؤولة عن معدلات الانتشار المتوسطة لالتهاب الكبد "ب" ومعدلات الانتشار المرتفعة لالتهاب الكبد "ج (سي)".

ويُذكَر في هذا الصدد أن الدراسات تشير إلى معدّل حدوث للمرض يبلغ 2 لكل ألف نسمة سنوياً أي ما يقدر بحوالي 140–160 ألف حالة عدوى جديدة كل عام في مصر.

ويسعى خبراء المجموعة الاستشارية إلى رسم خارطة طريق لمكافحة هذا المرض، ورصد التقدُّم في البرنامج الوطني لمكافحة التهاب الكبد، ووضع خطة عمل ذات أنشطة واضحة المعالم للتدخلات الوقائية والعلاجية من خلال تحديد العقبات والعراقيل التي تعوق نجاح تطبيق استراتيجيات الوقاية والمكافحة.

ومن المأمول أن يؤدي الاحتفال بيوم لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي إلى تعزيز المعارف بهذا المرض لتوقّيه، وحث الناس على تلقي اللقاحات الواقية من الفيروسات الكبدية، وتقوية التدخلات الوقائية من هذه الفيروسات، وتعزيز آليات الفحص.