منظمة الصحة العالمية تزور ليبيا وتونس

قام فريق الأمم المتحدة الإنساني، بمشاركة منظمة الصحة العالمية، بزيارة لكل من الجماهيرية العربية الليبية وتونس للتفاوض حول أفضل السُبُل لضمان وصول الدعم الإنساني والصحي للشعب الليبي والنازحين من مختلف الجنسيات.

وفي زيارته للمدينة التونسية الحدودية مع ليبيا، زارزيس، والعاصمة الليبية طرابلس، قام الفريق بمفاوضات بنّاءة لتيسير تدفق المساعدات الإنسانية بما في ذلك الأدوية واللقاحات والمعدات الطبية للحاجة الملحّة إليها، وكذلك إجلاء الحالات الحرجة من المرضى والجرحى. وقد نجح الفريق في الوصول إلى اتفاق مبدئي مع المسؤولين الليبيين والحصول على تأكيدات منهم بشأن ضمان تسهيل إيصال المساعدات الطبية والإنسانية.

في الوقت نفسه، أنهت منظمة الصحة العالمية هذا الأسبوع أعمال بعثة التقييم السريع للأوضاع في مصراتة، التي تهدف إلى تقييم الوضع الصحي والاحتياجات الطبية لحوالي 450 ألف مواطن يشكلون 61 ألف أسرة ويعيشون في ظل أوضاع طارئة حرجة للشهر الثالث على التوالي.

وقد أظهر هذا التقييم السريع أنه، على الرغم من أن العمليات العسكرية قد أخذت في الابتعاد عن المدينة، ومن ثمَّ انخفاض أعداد المصابين خلال الأسبوع المنصرم، فإن الفجوات في الوضع الصحي وسُبُل إيتاء الخدمات الصحية لازالت قائمة: فهنالك عجز حاد في أعداد الممرضين والممرضات ولاسيَّما المتخصصين منهم، إذ تقلّصت أعدادهم في مصراتة بنسبة 80% إما بسبب الترحيل من مصراتة أو صعوبة الوصول إلى المنشآت الصحية.

وهنالك احتياج للأطباء من تخصصات معينة مثل أطباء الكلى والجهاز العصبي والصحة النفسية، والأورام، والأمراض القلبية وأمراض الطفولة وجراحات الفكين.

كما أن هنالك نقصاً حاداً في مواد وأدوات بعينها مثل العلاجات الكيماوية ومضادات التيتانوس (الكزاز)، ومضادات السموم ولقاحات الأطفال (فيما عدا اللقاح المضاد لشلل الأطفال المتاح حالياً). كذلك يطال النقص الحاد المضادات الحيوية الخاصة بوحدات الرعاية المركزة مما أسفر عن حالات عديدة لمقاومة العدوى داخل هذه الوحدات.

وتمس الحاجة للمعدات الطبية لدعم عملية إعادة تأهيل المنشآت الصحية التي أضيرت أثناء الصراع، ودعم قدرة الوحدات البديلة على الاستمرار في العمل حتى تستعيد الوحدات الأصلية قدرتها على استئناف العمل.

وفي مصراتة، حيث يقتصر النظام الصحي على مستشفى عام واحد (مازال تحت الإنشاء منذ أكثر من عامين) ومستشفى خاص واحد ومستوصف كبير ومعهد للسرطان إضافة إلى أربعة مستشفيات صغيرة للغسيل الكلوي وعلاج السكري والأمراض الجينية ورعاية ما بعد الجراحات – كان الاعتماد الكلي تقريباً قبل الصراع، على العاصمة طرابلس لتأمين خدمات صحية عديدة والحصول على الإمدادات الطبية.

وخلال الصراع أضحت الأمور أكثر صعوبة جرّاء ازدياد أعداد الجرحى، ونقص الموارد البشرية والمعدات والأدوية. وتسهم جهات دولية وإقليمية مثل اتحاد الأطباء العرب والفريق الطبي الإيطالي والمركز الطبي الدولي في توفير الدعم الصحي من خلال إرسال الفرق الطبية.

وكانت الدكتورة نعيمة القصير، المدير الإقليمي المساعد لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، قد التقت صباح اليوم مع وزيرة الصحة بالجمهورية التونسية السيدة حبيبة زاهي بن رمضان، لتنسيق أوجه التعاون والدعم المقدَّم لرعاية النازحين من المواطنين الليبيين والجنسيات الأخرى على الحدود، ودور المنظمة في توفير المساعدة الطبية في مجال الدواء واللقاح لجميع المتضررين، مع تقدير جهود الحكومة التونسية في هذا المجال.

وفي إطار متابعة نتائج زيارة فريق الأمم المتحدة لتوفير الدعم الطبي والإرشادي، التقت الدكتورة نعيمة القصير بالدكتور محمد الحجازي وزير الصحة الليبـي للتأكد من إيصال المساعدات الإنسانية في مختلف المدن الليبية، ضمن توجه المنظمة في تقديم الرعاية لجميع الناس دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الفئة السياسية.

وتوفر منظمة الصحة العالمية الدعم الصحي وتقوم بتنسيق إمدادات الأدوية واللقاحات كما تساعد في إجلاء المرضى والجرحى من ذوي الحالات الحرجة.

تعليقات الصور:

1. مستشفى الحكمة

لايزال مستشفى الحكمة هو المركز الطبي الرئيسي لعلاج الصدمة وإجراء الجراحات فضلاً عن الخدمات الطبية الأخرى وتبلغ طاقته 60 سريراً و6 وحدات للرعاية المركزة وخمس غرف عمليات. وقد تم نقل جميع العاملين والمرضى إلى هذا المستشفى الذي يمثل منذ ذلك الحين المستشفى الرئيسي في المدينة.

2. مستشفى الهلال

يعمل هذا المستشفى كمركز لعلاج الصدمات ومركز للأورام في الوقت نفسه بطاقة استيعاب تبلغ 30 سريراً وثلاثة أسرَّة للرعاية المركزة وثلاث غرف عمليات. ومع تصاعد الصراع تم نقل مرضى السرطان (ألفي مريض) من مركز السرطان إلى مستشفى الهلال.

3. مرضى الكُلى

تقلصت جلسات الغسيل الكلوي من ثلاث جلسات أسبوعياً إلى جلستين فقط من جراء نقص الأجهزة وخدمات التمريض.

4. وفرت منظمة الصحة العالمية لقسم الإمدادات الطبية خدمات التدريب لخمسة من الصيادلة في مصراتة.

5. يتلقى الأطفال المعالجة في مستشفى الزروق الميداني وهو مستشفى للرعاية الطارئة تبلغ طاقته من 30 – 50 سريراً وأربعة أسرَّة للرعاية المركزة وغرفة عمليات واحدة. ويدير هذا المستشفى فريق الطوارئ الإيطالي