القاهرة، 22 أيار/مايو 2011، في مطلع هذا الأسبوع، بيّنت النتائج التي أعلنها المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة الأمريكية، أنّ التزام المتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري بنظام فعّال للمعالجة بمضادات الفيروسات القهقرية، يمكن أن يقلّص حظر انتقال الفيروس لشركائهم الأصحاء بنسبة 96%.
وقد شملت الدراسة، التي أجرتها شبكة التجارب الوقائية من العوز المناعي البشري، أكثر من 1700 زوجاً من فئتين غير متماثلتين (لشخص إيجابي الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري وآخر سلبي) في أفريقيا وآسيا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية.
ومن شأن إتاحة المعالجة الوقائية أن تشجّع الأفراد على الإقدام على إجراء فحص العَوَز المناعي البشري ليس ذلك فَحَسْب، بل وعلى الإعلان عن وضعهم فيما يتعلق بهذا الفيروس، ومناقشة الخيارات الوقائية المتاحة مع شركائهم والحصول على الخدمات الأساسية الخاصة بالمتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري، ومن شأنها أيضاً أن تسهم إسهاماً حثيثاً في الحدّ من الوصمة والتمييز المحيطين بهذه العدوى. وفي هذا الصدد يقول الدكتور حسين عبد الرزاق الجزائري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط "إن المعرفة بوضع المرء فيما يتعلق بالعَوَز المناعي البشري – متطلب أساسي لطلب الرعاية والمعالجة والوقاية من انتقال العدوى للآخرين. ونحن بحاجة إلى تركيز جهودنا على مساعدة الناس على التعرُّف على وضعهم من خلال الفحص الطوعي والسري".
وتقدَّر نسبة من يعرفون حقيقة وضعهم من بين المتعايشين مع فيروس العَوَز المناعي البشري بأقل من 5% في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولاشك أن حدوث زيادة في إتاحة الفحص الطوعي والإقدام عليه سيكون لها مردود ملحوظ على التصدّي لمرض الإيدز ولاسيّما إذا ما حصل عدد أكبر من الناس على فرص المعالجة في ضوء النتائج الجديدة.
غير أن الإقدام على الفحص الخاص بفيروس العَوَز المناعي البشري ليس اختياراً مفضلاً بعد لدى معظم المعرّضين لخطر العدوى في الإقليم. ويعود ذلك إلى نقص الوعي بهذا الخطر (أو درجة إدراك القابلية للخطر) ومحدودية فرص الحصول على خدمات الفحص السري، والخوف من الوصمة والتمييز في أوساط الأسرة والمجتمع والمدرسة وجهة العمل.
وفي حين أن سياسة الفحص القسري الواسع الانتشار تستنزف موارد كبيرة لفحص القطاعات السكانية الأقل تعرُّضاً للخطر، لا توجه البلدان استثمارات كافية للوصول بخدمات الفحص الطوعي السري إلى الفئات الأكثر تعرُّضاً للخطر.
ومن بين عشرات الملايين من الفحوصات التي أجريَت في الإقليم منذ عام 1995، لم تتعد نسبة الفحوصات الطوعية وخدمات الاستشارة 3% فقط.
وفي بلدان عديدة، يضطر العاملون الوافدون إلى إجراء فحص قسري لفيروس العَوَز المناعي البشري، وقد يكون مصير من تُثبت النتائج إنه إيجابي العدوى الترحيل أو الحرمان من تأشيرة الدخول. أما خدمات الاستشارة والإحالة إلى خدمات الرعاية والمعالجة من العَوَز المناعي البشري فلا تتوافر غالباً. ولاشك أن هذا الوضع يمثل فرصاً ضائعة للوقاية والمعالجة والرعاية بل يمثل وقوداً للوصمة والتمييز.
وبدوره، يبدو الخوف من الوصمة والتمييز عقبة كؤود أمام فرص المعالجة في جميع بلدان إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فعلى الرغم من أن كل بلدان الإقليم قد أنشأت مراكز لتوفير خدمات المعالجة والرعاية للمتعايشين مع العَوَز المناعي البشري كما توفر الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية مجاناً، فإن معظم هذه البلدان تقصر عن تحقيق هدف الإتاحة الشاملة للمعالجة.
وسوف يواصل برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز ومنظمة الصحة العالمية العمل مع البلدان وسائر الشركاء على إتاحة المزيد من فرص الفحص والاستشارة بشأن العَوَز المناعي البشري للأفراد والثنائيات كنقطة للوصول إلى خدمات الوقاية والعلاج.
وقد علّقت السيدة هند خطيب، مدير فريق الدعم الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز بالقاهرة بقولها: "إن هذا الاختراق يساعدنا على الوفاء بالتزاماتنا التي تعهدنا بها في إعلان دبي الإجماعي حول الإيدز في حزيران/يونيو 2010. وبإمكان راسمي السياسات في الإقليم أن يجددوا التزامهم خلال الاجتماع رفيع المستوى حول الإيدز والمزمع عقده قريباً في نيويورك، بتوفير بيئة داعمة تسهم في الإتاحة الشاملة للوقاية من فيروس العوز المناعي البشري والمعالجة منه ورعاية المتعايشين معه".
إن المعالجة الوقائية هي نافذة للأمل وفرصة سانحة تجعل من التمتع بصحة أفضل وحفظ الكرامة والوقاية حقيقة واقعة للمتعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري.
وتؤكِّد منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز وسائر الشركاء عزمهم على القضاء نهائياً على الوصمة والتمييز، والوصول بمعدل العدوى الجديدة ومعدل الوفيات إلى الصفر في إقليم شرق المتوسط.
لمزيد من المعلومات يُرْجَى الاتصال على:
منظمة الصحة العالمية:
الدكتورة جبريلا ريدنر
هاتف: 202 22765414
بريد إلكتروني:
برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز:
لارا دباغي
هاتف: 20108556813
بريد إلكتروني:
حميد رضا ستايش
هاتف: 20108556813
بريد إلكتروني: