جمعية الصحة العالمية تواصل أعمالها في جنيف

تواصل جمعية الصحة العالمية الرابعة والستون أعمالها لليوم الرابع في جنيف، بحضور رفيع المستوى من شخصيات سياسية مرموقة، ووزراء الصحة، وكبار المسؤولين الصحيين من مختلف البلدان الأعضاء، والبالغ عددها 193 بلداً. ويناقش الحضور مع الدكتورة مارجريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية والمدراء الإقليميين وخبراء المنظمة، قائمة من القضايا التقنية الصحية المطروحة على جدول الأعمال، بالإضافة إلى المسائل المرتبطة بالميزانية البرمجية والإدارة والتسيير الإداري في منظمة الصحة العالمية.

وكانت هذه الدورة من جمعية الصحة العالمية قد افتتحت أعمالها صباح الإثنين 16 أيار/مايو 2011، بكلمة أكدت فيها الدكتورة تشان على التقدُّم غير المسبوق الذي تم إحرازه في المجال الصحي، مثل انخفاض وفيات الأطفال دون سن الخامسة وبلوغها أدنى مستوياتها منذ أكثر من 60 عاماً، وانخفاض وفيات الأمومة بنسبة 60% في إقليمين من أقاليم المنظمة، وازدهار فرص المعالجة للمرضى المعايشين للإيدز والتوصُّل لتقنيات حديثة في مجال فحوصات مرض السل. وتطرّقت الدكتورة تشان إلى الصعوبات الناجمة عن الأزمة المالية العالمية وإلى أسعار الأغذية والوقود الآخذة في الارتفاع، وأثنَت على وكالات الأمم المتحدة والبلدان والهيئات الشريكة من القطاعين العام والخاص في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها، في ظلّ التحدِّيات الراهنة سياسياً واقتصادياً، في سبيل إنقاذ الناس من أمراض يمكن توقّيها وعلاجها. وصرّحت الدكتورة تشان، مشدّدة على أهمية أدوار شركاء التنمية لمواصلة زخم العمل التضامني من أجل الصحة، قائلة "سيكون لأيّ شكل من أشكال التهاون في هذه المرحلة عواقب وخيمة". كما أعلنت أنّ منظمة الصحة العالمية تشرع حالياً في أوسع إصلاحات إدارية وتنظيمية ومالية على مرّ تاريخها البالغ 63 عاماً.

في الوقت نفسه أدلى المشاركون ومندوبو البلدان بملاحظات تشير إلى الإنجازات العظيمة التي تحققت في السنوات الأخيرة، وضرورة تحفيز المزيد من الجهد التكاملي لدعم التنمية الصحية في المجتمعات المحلية في شتّى أنحاء العالم.

وجمعية الصحة العالمية هي أعلى جهاز لاتخاذ القرار في منظمة الصحة العالمية. وتجتمع مرة في كل عام وتحضرها وفود من جميع الدول الأعضاء. والوظيفة الرئيسية للجمعية هي تحديد سياسات منظمة الصحة العالمية. وهي تتولى أيضاً تعيين المدير العام ومراقبة السياسات المالية التي تنتهجها المنظمة.

وشهد ثاني أيام هذه الدورة استضافة الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنجلاديش، كضيفة شرف لجمعية الصحة العالمية، وتحدثت في كلمتها عن برنامج السنوات العشر الذي وضعته حكومة بنجلاديش للوصول ببلدها إلى مرتبة الدول ذات الدخل المتوسط، من خلال إيلاء التنمية والتعزيز الصحي أولوية قصوى في هذا البرنامج باعتبار الصحة أهم المصادر الرئيسية للثروة.

وأمام جمعية الصحة العالمية الرابعة والستين، هذا العام، قائمة مطوّلة لبحث الأولويات والتحديات والاستجابات الصحية التي يتعيّن عليها استعراضها، وقد حظي موضوع التمنيع، المدْرَج على جدول أعمال هذه الدورة باهتمام ملحوظ، حيث دعا بيل جيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميلندا جيتس، إلى تعزيز الدعم السياسي والمالي للتمنيع كي يتمكن العالم من توقّي عشرة ملايين وفاة بحلول عام 2020 م.

كذلك حظي موضوع توفير الأدوية الأساسية بالاهتمام، وفي هذا الشأن أكّدت المديرة العامة أنه في خضم المآسي العديدة التي يمر بها العالم حالياً فإن المنظمة ستبذل كل جهد ممكن مع الدول الأعضاء لضمان أن لا يكون الاحتياج غير الملبّي لملايين الناس من الأدوية والعلاجات الأساسية هو الأزمة العالمية المقبلة.

وعلى جدول الأعمال موضوعات أخرى مثل الكوليرا والملاريا ومستوى تنفيذ المرامي الإنمائية للألفية، وتدمير مخزونات فيروس الجدري، والأدوية المنتهية الصلاحية والمغشوشة والمزيفة.

وتختتم جمعية الصحة العالمية دورتها الرابعة والستين في جنيف في 26 أيار/مايو 2011.