في اليوم العالمي للإبصار 2008 الإبصار حق للمسنين أيضاً 80% من المصابين بالعمى الممكن توقيه من كبار السن
يمثل العمى وضعف الإبصار مشكلة من مشكلات الصحة العمومية بين كبار السن. ويتزايد على نحو مطّرد متوسط العمر المأمول لسكان العالم. وهذا في حد ذاته أمر إيجابي للغاية، لكنه يحمل معه مختلف التحدّيات، منها التحدّيات الاقتصادية والاجتماعية التي تنجم عن انخفاض دخل المسنين وتقاعدهم عن العمل، وأغلبها تحديات صحية تستدعي تكثيف الاهتمام بالحفاظ على صحة كبار السن وتعزيزها كرصيد هام يضمن لهذه الفئة المتنامية شيخوخة نشطة ومنتجة.
ويمثِّل الحفاظ على حق الإبصار في الكبر هدفاً أساسياً تعمل من أجله كافة المؤسسات والمنظمات المعنية بصحة العيون وبكبار السن على السواء، من خلال مبادرة الحق في الإبصار التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها عام 1999.
ومن هنا خصّص التحالف العالمي للرؤية فعاليات اليوم العالمي للإبصار لهذا العام (9 تشرين الأول/أكتوبر 2008) لموضوع حق كبار السن في الإبصار، تحت شعار (عين على المستقبل: مكافحة عجز البصر لدى المتقدّمين في العمر)، ويحتفل المكتب الإقليمي بهذا اليوم صباح الخميس 9/10/2008 بمقره بالقاهرة بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية وكافة الشركاء.
إن غالبية من يعانون من ضعف الإبصار هم من الفئة العمرية التي تجاوزت الخمسين عاماً، بل إن 80% من المصابين بالعمى البالغ عددهم 45 مليون شخص هم من هذه الفئة العمرية. والأكثر خطورة أن 90% من المصابين بالعمى ينتمون إلى بلدان ذات دخل منخفض حيث تواجه كبار السن عوائق تمنعهم عن الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
ويظل الساد (الكاتراكت) السبب الرئيسي للإصابة بالعمى بين كبار السن على الرغم من أنه مرض قابل للشفاء من خلال جراحة بسيطة ميسورة التكلفة، كما يظل هو والعيب الإنكساري والغلوكوما الأسباب الرئيسية لإصابة كبار السن بالعمى.
وفي عالم يتجه سكانه نحو التشيخ ويعيش أفراده أعماراً أطول مما كان عليه أسلافهم - كنتيجة إيجابية لتحسن أنماط الحياة وتوفير الرعاية الصحية -، يتزايد أيضاً أعداد من يصابون بالعمى الناجم عن الأمراض المزمنة مثل السكري. والمؤسف أن 75% من حالات العمى كان يمكن توقِّيها ومعالجتها بل والشفاء منها. فالتقدم في السن لا يعني مطلقاً أن على المرء أن يفقد بصره.
وإذا كانت الإحصاءات تشير إلى أن عالمنا اليوم يعيش فيه 314 مليون شخص يعانون من مختلف أشكال الإعاقة البصرية (37 مليون مصابون بالعمى، 124 مليون يعانون من ضعف الإبصار و153 مليون يعانون من عيوب إنكسارية) فإن هذا لا يعني حتمية استمرار معاناة هذه الملايين من البشر بل يحث على إنهاء معاناتهم ولاسيما مع توافر سُبُل المعالجة وانخفاض كلفتها.
وينطبق الأمر نفسه على إقليم شرق المتوسط حيث يعيش 5.3 مصاب بالعمى و37 مليون شخص ممن يعانون من مختلف أشكال الإعاقة البصرية. كما ينطبق دون شك على بلدان كثيرة تعاني نسبة لا يستهان بها من سكانها من إعاقات بصرية أو حتى من العمى الكامل دون مبرّر – إذ يوجد في بلد كمصر 700 ألف مصاب بالعمى، وهو أمر غير مقبول ولاسيما في حالات العمى الناجم عن عدم تصحيح العيوب الإنكسارية التي لا يتطلب تصحيحها أكثر من زوج من العدسات الذي لا تتعدى كلفته دولارين اثنين.
وقد تحقّق تحسن ملحوظ في خدمات الرعاية الصحية للعين وأنشطة مكافحة العمى منذ إطلاق مبادرة الرؤية 2020 – الحق في الإبصار. وعلى الرغم من نقص الموارد ساهم المكتب الإقليمي بإجراء أكثر من 5000 عملية جراحية لمعالجة السادّ في كل من أفغانستان والسودان والصومال واليمن. وقد نوَّه الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، بالجهود التي تبذلها بعض البلدان لمكافحة العمى الذي يمكن توقِّيه، وذكر على نحو خاص السودان التي خصصت 30 مليون دولار لمكافحة العمى، ومؤسسة إمباكت الدولية كما ذكر بالتقدير مبادرة (( نور دبي )) التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لعلاج مليون ضرير بتمويل شخصي من سموّه. وأشاد بمبادرة الحكومة الباكستانية لإيتاء خدمات لرعاية العيون والوصول بها للمناطق النائية والمحرومة.
وقد تم توجيه الدعوة إلى صاحب السموّ الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد، الرئيس الإقليمي لمؤسسة إمباكت لمكافحة العمى، ومعالي وزيرَي الصحة في مصر والمملكة المغربية لحضور احتفال المكتب الإقليمي لشرق المتوسط باليوم العالمي للإبصار كما تم توجيه الدعوة إلى السادة سفراء بلدان الإقليم ومجلس التعاون الخليجي والمعنيّة بمكافحة العمى في الإقليم.
ويُذكر أن المغرب قد حقَّق تقدُّماً ملحوظاً على صعيد أنشطة رعاية العيون، ولاسيَّما مكافحة التراخوما، إلا إنه أكد أن الحاجة قائمة لتوفير المزيد نور دبي ))من الدعم والإسهامات السخية للقضاء على العمى الذي يمكن توقِّيه في إقليم شرق المتوسط.
وأضاف المدير الإقليمي: "إن كبار السن أعضاء هامون في أسرنا ومجتمعاتنا. ولاشك أن فقدان البصر شديد الوطأة عليهم ويعيقهم عن الإسهام بكامل قدرتهم. إن نشاط المسنين يساعدهم في الحفاظ على صحتهم، كما أن سلامة البصر تساعدهم على البقاء نشيطين، ولابد أن نتذكر أن الحق في الإبصار لا يعرف حدوداً عمرية".
تجنُّب محاولات الانتحار المتكرّرة
على غير الاعتقاد التقليدي السائد في بلدان العالم النامي والذي يتداول فكرة أن حالات الانتحار أكثر شيوعاً في البلدان الأكثر تقدماً وثراءً، أكدت دراسة نُشرت نتائجها في العدد الأخير من مطبوعة Bulletin التي تصدرها منظمة الصحة العالمية، أن الغالبية العظمى من حالات الوفاة الناجمة عن محاولات الانتحار (85%) تحدُث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وفي الوقت الذي توفِّر فيه البلدان الغنية والصناعية تدخلات عالية التقدُّم للعلاج النفسي، فلا تجد الدول الفقيرة سوى النَذْر اليسير أو لا تجد على الإطلاق ما تقدمه على صعيد المعالجة النفسية للناجين من محاولات الانتحار، ومن ثـَمَّ يُقدِم هؤلاء على تكرار المحاولة.
ومع ذلك تبيِّن النتائج المنشورة اليوم أن بإمكان هذه البلدان الفقيرة أن تحسِّن التدخلات الوقائية التي تحول دون تكرار محاولات الانتحار تحسُّناً معتبراً. ويمكن لجلسات التوعية بالمعلومات وموالاة الاتصال بالناجين من محاولات الانتحار عبر مكالمات هاتفية مثلاً أن تحدّ من الوفيات التي تنجُم عن تكرار محاولة الانتحار.
تقول ألكسندرا فليشمان، واحدة من المشاركين في الدراسة، (( إن الذين يُقدمون على محاولة الانتحار غالباً ما ينتهي بهم الأمر داخل غرف الحالات الطارئة، ولكن في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ما لم تكن هناك مضاعفات، يتم إخراج المرضى بعد معالجة جروحهم دون إحالتهم إلى خدمات الرعاية النفسية )).
وتضيف فليشمان (( غير أنه يمكن من خلال تقديم المعلومات الإرشادية المناسبة واستمرار التواصل مع المرضى منع المزيد من محاولات الانتحار وبالتالي إنقاذ المزيد من الأرواح )).
تم تطبيق الدراسة في كل من البرازيل والصين والهند وإيران وسريلانكا واستمرت ثلاث سنوات. ويمكن قراءة الدراسة كاملة من خلال زيارة الموقع التالي الذي يضم كذلك مختلف المقالات التي يشملها العدد الجديد من مطبوعة Bulletin:
الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية 2008
تحت شعار (( دعم الأمهات لإحراز الذهبية ))، يحتفل أكثر من 120 بلدا بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية في الفتـرة من 1 إلى 7 آب/أغسطس 2008. ويستلهم الأسبوع الذي يتـزامن مع انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية ببكين روح هذا الحدث الرياضي التنافسي العالمي من خلال حث الأمهات على التنافس من أجل الوصول إلى مستوى ذهبي في رعاية أطفالهن تغذوياً ومنحهم الحق في رضاعة طبيعية كاملة.
ويهدف الأسبوع إلى تشجيع الرضاعة الطبيعية وتحسين صحة الرُّضع في جميع أنحاء العالم. و في هذا الصدد يفيد التحالف العالمي للعمل من أجل الرضاعة الطبيعية – المنظم للحدث والذي يضم المنظمات المعنيَّة بصحة الطفل وغذائه ونموه مثل منظمة الصحة العالمية واليونيسف وغيرهما – أن الرضاعة الطبيعية هي الوسيلة المثلى لتـزويد الأطفال الصغار بالعناصر الغذائية المغذية التي يحتاجونها.
ويأتي الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية تخليداً لذكرى إعلان إينوتشينتي الصادر عن مسؤولي منظمة الصحة العالمية واليونيسف في عام 1990، والداعي إلى حماية الرضاعة الطبيعية وتشجيعها ودعمها.
واغتناماً لتـزامن الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية مع دورة الألعاب الأوليمبية يدعو التحالف العالمي للعمل من أجل الرضاعة الطبيعية إلى توفير دعم أكبر لحث الأمهات على الالتزام بالرضاعة المطلقة طوال ستة أشهر، حيث توصي منظمة الصحة العالمية بالاقتصار على الرضاعة الطبيعية حتى يكمل الرضيع الأشهر الستة الأولى من عمره، ثم إمداده بالمغذيات التكميلية المناسبة مع استمرار الرضاعة الطبيعية لمدة عامَيْن أو أكثر. و على غرار الدورة الأوليمبية، يمنح التحالف ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية للأمهات المتميزات.
ويقول القائمون على التحالف: كما يحرص كل بلد على إرسال أفضل رياضيـيه للتنافس في ميدان الألعاب الرياضية الأوليمبية، فلابد أن نذكر أنفسنا أن الرياضي الصغير الذي يتمتع بالصحة لا يمكن أن ينشأ إلا في ظل بداية صحية للحياة. فالتغذية السليمة للرُّضع الأطفال والصغار هي أمر جوهري لسلامة النمو وهي لا تتحقق إلا بالرضاعة الطبيعية.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن التغذية خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الإنسان هي التي تحدد حالته الصحية طوال حياته. وتعتبر أن الرضاعة الطبيعية هي الهبة الأثمن للطفل غير أن واحداً فقط من كل ثلاثة أطفال هو الذي يحظى بفرصة الحصول على رضاعة طبيعية مطلقة لمدة لا تقل عن أربعة أشهر بينما يحرم ثلثا الأطفال الصغار من هذا الحق.
وحذرت المنظمة من أن البدء في التغذية التكميلية مبكراً جداً (قبل بلوغ الطفل ستة أشهر على الأقل) أو متأخراً جداً تتسبب في إصابة الرضع والأطفال الصغار بسوء التغذية ومضاعفاتها.