إن سلامة الغذاء هو موضوع يوم الصحة العالمي لعام 2015. فسلامة الأغذية تُعتبر عنصراً أساسياً للصحة العالمية، وللتنمية الزراعية والاقتصادية المستدامة. وهذا أمر وثيق الصلة وبخاصة مع تركيز المجتمع الدولي على "المرامي الإنمائية للألفية"، وجدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015. وهناك حاجة لدمج سلامة الغذاء في جدول أعمال التغذية والأمن الغذائي العالمي لبلوغ المرامي الإنمائية للألفية.
إن مشاكل سلامة الأغذية تهدد -على وجه الخصوص- الحالة التغذوية للفئات الفرعية الضعيفة من السكان، مثل كبار السن والنساء الحوامل والأطفال. والأمراض المنقولة عن طريق الأغذية التي تسفر عن إسهال مزمن يمكن أن تؤثر سلباً على الحالة التغذوية عن طريق تقليل امتصاص العناصر الغذائية، مما يؤدي إلى تفاقم عَوَزَ المواد الغذائية. وغالباً ما تشكل الفرص المحدودة للحصول على الأغذية المأمونة والكافية حلقة مفرغة من تدهور المستوى الصحي ومستوى الرفاهية. وتتجاوز الآثار المباشرة للغذاء غير المأمون الخسائر الصحية إلى فرض خسائر اجتماعية واقتصادية جسيمة تنجم عن فقدان الدخل، وتقليل فرص الوصول إلى الأسواق.
إن ضمان سلامة الأغذية يعتمد على نشاط متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات في مجال الصحة العمومية، ويحتاج القطاع الصحي إلى العمل على نحو وثيق الصلة بالوزارات المختلفة، مثل الزراعة والثروة الحيوانية، والاقتصاد، والتجارة، والصناعة، والقطاعات الأخرى. وهذا النهج (الداعي لصحة موحدة) يفيد في المكافحة الفعّالة للأمراض الحيوانية ومكافحة مقاومة الميكروبات للمضادات.
وينبغي اعتبار ضمان سلامة وجودة الإمدادات الغذائية أمراً هاماً مثل ضمان التوزيع المناسب للغذاء بين جميع الناس للقضاء على الجوع على الصعيد العالمي. وسوف يسهم تحسين سلامة الأغذية في تحسين الحالة التغذوية والحد والوقاية من الأمراض غير السارية، بما في ذلك السرطان.
وللتأكيد على هذا، سوف تشمل حملة التوعية الجماهيرية لمنظمة الصحة العالمية تركيزاً خاصاً على التدخلات الوقائية التي تساهم في الحد من مخاطر الأغذية غير المأمونة عن طريق إعداد مجموعة من المواد الإعلامية الخاصة "بيوم الصحة العالمي" والتي تتناول كافة جوانب سلامة الأغذية.
كلمة د علاء العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمناسبة يوم الصحة العالمي 2015