منع العنف ضد النساء والفتيات في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط والتصدي له: دور النظام الصحي
27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 - منذ عام 1991، تُنظَّم حملة يوم 16 يومًا من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي كل عام من 25 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، إلى 10 كانون الأول/ديسمبر، وهو يوم حقوق الإنسان. وتدعو هذه المبادرة العالمية إلى منع العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه. ويركز موضوع حملة عام 2023 على "الاستثمار في منع العنف ضد المرأة".
ويُعَدُّ العنف ضد المرأة جائحة عالمية، حيث تتعرض امرأة من كل 3 نساء على مستوى العالم (31% في إقليم شرق المتوسط) لعنف الشريك أو العنف الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتهن. هذا انتهاكٌ لحقوق الإنسان ومشكلة رئيسية من مشكلات الصحة العامة تعود جذورها إلى النظم الهيكلية التي تنطوي على أوجه لعدم المساواة بين الجنسين والتمييز بينهما. والعنف ضد المرأة يمنع النساء والفتيات من تحقيق كامل إمكاناتهن بوصفهن أعضاء في المجتمع، مما يؤدي إلى فقدان رأس المال البشري، والإنتاجية، وجودة الحياة، ورفاه المواطن، ويؤدي ذلك إلى خسارة اقتصادية شاملة للبلد.
ويتزايد معدل انتشار العنف ضد النساء والفتيات خلال حالات الطوارئ بجميع أنواعها. ويؤدي النزوح، وانهيار الشبكات الاجتماعية وشبكات الحماية، وغير ذلك من عوامل الخطر التي تنشأ في أوقات النزاعات أو الكوارث الطبيعية أو غيرها من الأزمات إلى تهيئة بيئة تكون فيها النساء والفتيات معرضات بشدة لخطر التعرض لهذا العنف. وتتعرض امرأة واحدة من كل خمس لاجئات أو نازحات في أثناء الأوضاع الإنسانية المعقدة للعنف الجنسي (1). وخلال أزمة الغذاء في اليمن، أُبلغ أيضًا عن زيادة في زواج الأطفال والزواج القسري (2).
وعلاوةً على ذلك، يجب إبقاء عوامل الخطر الأخرى نُصب أعيننا عند التصدي لحالات العنف ضد النساء والفتيات. فعلى سبيل المثال، تزيد احتمالات تعرض النساء ذوات الإعاقة للعنف القائم على النوع الاجتماعي من مرتين إلى 4 مرات مقارنةً بغيرهن من النساء (3). ويزداد احتمال إصابة الناجيات من العنف بفيروس العوز المناعي البشري بمقدار مرة ونصف (4).
لماذا يجب على قطاع الصحة التصدي للعنف ضد النساء والفتيات؟
يؤثر العنف تأثيرًا كبيرًا على صحة النساء والفتيات وعافيتهن، ويسبب مشكلات خطيرة في الصحة البدنية والنفسية والجنسية والإنجابية على المديين القصير والطويل.
فمعظم النساء والفتيات يراجعن الخدمات الصحية، لا سيّما خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، في مرحلة ما من حياتهن.
وتشير الدلائل إلى أن النساء اللائي تعرضن للعنف يسعين أكثر من غيرهن لطلب الخدمات الصحية، على الرغم من أنهن قد لا يكشفن عن تعرضهن للعنف.
ويتمتع مقدمو الخدمات الصحية بوضعٍ مثالي يسمح لهم بالتعرف على العنف ضد النساء والفتيات والممارسات الضارة مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث والتصدي لها.
وغالبًا ما يكون قطاع الصحة نقطة الاتصال المهني الأولى للنساء بعد تعرضهن للعنف القائم على نوع الجنس، وتوفِّر الخدمات الصحية نقطة دخول مناسبة ثقافيًا واجتماعيًا للناجيات من العنف.
ما هو دور قطاع الصحة في معالجة العنف ضد النساء والفتيات؟
يجب على القطاع الصحي أن يقدم خدمات صحية شاملة تركز على الناجيات لجميع النساء والفتيات اللائي تتعرضن للعنف بما في ذلك في السياقات الإنسانية
كما يجب أن يُقدم الدعم الأولي للناجيات، وأن يحيلهن إلى الخدمات الأخرى حسب الحاجة.
كيف يمكن لنظامٍ صحيٍ أن يحقق دوره؟
للمساعدة في التصدي للعنف ضد النساء والفتيات، يجب على النظام الصحي تحسين مساءلته، وكذلك تحسين الحصول على الخدمات وجودة الرعاية من خلال القضاء على التمييز وسوء المعاملة والعنف عند تلقي النساء والفتيات (بمن فيهن مَن تعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي) للخدمات الصحية (5). وهذا يتطلب بذل جهود تعزيز مختلفة.
1. تعزيز قيادة النظم الصحية وحوكمتها
الالتزام بالتصدي لجميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات وإدانتها في جميع الأماكن.
تخصيص الموارد البشرية والمالية للبرمجة والخدمات اللازمة للتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي، ولإدراج هذه الخدمات في التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك في الأوضاع الإنسانية.
إدماج منع العنف ضد المرأة والفتيات والتصدي له في السياسات والخطط والبرامج والميزانيات الصحية.
الدعوة إلى إقرار أو إصلاح قوانين وسياسات لتعزيز الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية والمساواة بين الجنسين.
تحسين التعاون داخل قطاع الصحة ومع القطاعات الأخرى.
2. تعزيز تقديم الخدمات الصحية وقدرات مقدمي الخدمات الصحية لمنع العنف ضد النساء والفتيات والتصدي له
تحسين الوصول إلى الخدمات عن طريق إدماج رعاية النساء المعرضات للعنف في البرامج والخدمات القائمة.
تدريب مقدمي الخدمات الصحية ومديريها وإدماج التدريب على العنف ضد النساء والفتيات في المناهج التي يدرسها جميع المتخصصين في المجال الصحي قبل وأثناء الخدمة.
ترسيخ التدخلات المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في الاستجابة للطوارئ وتعميم العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف ضد النساء والفتيات في خطط عمل المجموعة الصحية.
3. تعزيز البرمجة التي تدعم الوقاية
تعزيز الرسائل المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، والتوافق والاحترام بين المجتمعات المحلية، ودعم برامج الوقاية لتحدي المعتقدات الذكورية والمعايير الاجتماعية التي تديم ثقافة العنف.
إثراء السياسات والبرامج في القطاعات الأخرى بشأن تدخلات الوقاية المسندة بالبيّنات التي تعزز المعايير والعلاقات الجنسانية الإيجابية والخالية من العنف، والتي تُمكّن النساء والفتيات.
4. تعزيز جمع المعلومات والأدلة
تحسين الإبلاغ الروتيني عن الإحصاءات بشأن العنف ضد النساء والفتيات، فضلًا عن تجميع البيانات وإدارتها وتفسيرها، وذلك لتعزيز القدرات المؤسسية والارتقاء بتدخلات النظام الصحي لمعالجة العنف ضد النساء والفتيات.
1. انتشار العنف الجنسي بين اللاجئات في حالات الطوارئ الإنسانية المعقدة: استعراض منهجي وتحليل وصفي.
فو ايه، وآدم ايه، وويرتز ايه، وفام كيه، ورابنستين إل، وجلاس إن، وبيرير سي، وسينغ اس، وبلوس كار. 18 آذار/مارس 2014
2. أزمة الغذاء الخفية في اليمن: إحاطة إعلامية.
منظمة أوكسفام؛ 2016.
3. دانكل كيه، وهيجدين آي، وستيرن إي، وشِروا إي: الإعاقة والعنف ضد النساء والفتيات. لندن: أوكايد؛ 2018، وَرَدَ في التقرير العالمي بشأن الإنصاف في مجال الصحة للأشخاص ذوي الإعاقة. جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2022.
منظمة الصحة العالمية، كلية لندن للنظافة الصحية وطب المناطق المدارية، مجلس البحوث الطبية في جنوب أفريقيا. جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2013.
جنيف: منظمة الصحة العالمية؛ 2016.