إن المستشفيات هي الجهات الفاعلة الأساسية في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، وتُسهم في تنفيذ الرؤية المعنية بالرعاية الصحية الأولية في القرن الحادي والعشرين. ومن الضروري التركيز بشكل جديد على أدوار المستشفيات، ووظائفها وعملياتها من خلال منظور متكامل ويركز على الناس. ويُشكل ذلك منظوراً جديداً لخصائص المستشفيات عالية الأداء واللازمة لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية التي تواجه الصحة والنظم الصحية. ويضطلع برنامج الرعاية بالمستشفيات وإدارتها بمسؤولية تقديم الدعم التقني من أجل تحسين قطاع المستشفيات في الإقليم، واعتمدت جميع الدول الأعضاء القرار ش م/ل إ66/ق-4 بشأن تحويل قطاع المستشفيات في عام 2019 خلال الدورة السادسة والستين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط.
ويتيح التخطيط الاستراتيجي بشأن المستشفيات للبلدان بناء القدرات في مجال إعداد استراتيجية وطنية لقطاع المستشفيات وتنفيذها في إطار الاستراتيجية الوطنية للصحة، وذلك في سياق إطار العمل الإقليمي. وكان السودان أول بلد يضع استراتيجية وطنية في هذا المجال. وتعكف كلٌ من باكستان وفلسطين حاليًا على إعداد استراتيجيتها لقطاع المستشفيات على المستوى الوطني/على مستوى المقاطعات. ووُضِع دليل «مسار التحول» لدعم البلدان في وضع وتنفيذ استراتيجيتها لقطاع المستشفيات. وبالإضافة إلى ذلك، أعدَّت 10 بلدان مرتسماتها لقطاع المستشفيات كخطوة أولى نحو وضع الاستراتيجية الوطنية لقطاع المستشفيات.
رابط موضوع ذي صلة
ويكتسب تعزيز القدرات الإدارية لمديري المستشفيات أهمية حاسمة لأن الموارد البشرية هي أهم موارد المستشفيات. ويحتاج مديرو المستشفيات إلى امتلاك ما يكفي من المعارف والمهارات الإدارية للاضطلاع بأدوارهم الإدارية بطرق أكثر فعالية وكفاءة، وينبغي أن يتلقوا تدريبًا مستمرًا. وأعدَّ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية دورة لبناء قدرات مديري المستشفيات، وقد صُممت تلك الدورة لتلبية احتياجات مديري المستشفيات لتحسين كفاءاتهم الإدارية الأساسية.
وتغطي هذه الدورات جميع العناصر المهمة للرعاية والتخطيط والإدارة في المستشفيات، بما في ذلك:
حوكمة المستشفيات
التفكير والتخطيط الاستراتيجي
ضروريات القيادة
إدارة الموارد البشرية
إدارة الشؤون المالية
تحسين الجودة وسلامة المرضى
إدارة المرافق
إدارة سلسلة التوريد والشراء
إدارة المعلومات
إدارة الطوارئ والكوارث.
وقد أُعدت ونُظِّمت دورات تدريبية مباشرة وإلكترونية للمدربين ودورات تدريبية منتظمة لأكثر من 10 بلدان على الصعيدين الإقليمي والقُطري.
ويدعم قياس أداء قطاع المستشفيات البلدانَ في وضع مجموعة من مؤشرات الأداء، باستخدام مؤشرات الأداء الإقليمية، لتقييم قطاع المستشفيات على الصعيدين الوطني ودون الوطني.
كما أن تعزيز قدرة المستشفيات على الصمود يدعم البلدان في تعزيز قدرة مستشفياتها على الصمود أثناء حالات الطوارئ، ويُمكِّنها من إعادة البناء على نحو أفضل في أعقاب حالات الطوارئ. وأسفر برنامج الرعاية في المستشفيات وإدارتها عن بيّنات إقليمية بشأن تأهّب المستشفيات لجائحة كوفيد-19 واستجابتها لها، وكانت الدروس المستفادة نقطة انطلاق جيدة لتعزيز قدرة المستشفيات على الصمود في الإقليم.
إن تعزيز نظام الرعاية أثناء الطوارئ وتوفيرها يدعم البلدان لتعزيز النُظُم والمخصصات الوطنية للرعاية أثناء الطوارئ والرضوح التي تغطي خدمات الرعاية أثناء الطوارئ في مكان الحادث، والخدمات السابقة لدخول المستشفى، والخدمات القائمة على المرافق، والتأهيل. وفيما يلي عناصر الدعم المُفصلة:
تقييم نظام الرعاية الطارئة مع تحديد أولويات العمل ووضع خارطة طريق للتنفيذ من أجل تعزيز نظام الرعاية الطارئة. وقد استُخدمت أداة تقييم نظام الرعاية الطارئة لجمع معلومات عن النظام الوطني للرعاية في حالات الطوارئ من مجموعة واسعة من الخبراء. ويمكن بعد ذلك استخدام المعلومات لتقييم النظام القائم وتحديد الثغرات والتوصل إلى توافق في الآراء بشأن أولويات العمل. ثم تصبح أولويات العمل الركيزة الأساسية لخطة تنفيذ يمكن أن يسترشد بها راسمو السياسات، ومديرو النظم الصحية، ومقدمو الرعاية الصحية، والأطراف المعنية كافة. (وتُجرى هذه الخطة في ثمانية بلدان في الإقليم هي مصر وإيران والأردن وليبيا وباكستان وقطر والسودان وتونس)
برامج بناء القدرات
إدارة وحدة الطوارئ وتحسينها: بناء قدرات مديري المستشفيات وتحسين إدارة وحدات الطوارئ (التي تُجرى في ستة بلدان هي مصر وإيران والأردن وليبيا والسودان والإمارات العربية المتحدة). وأنشئ برنامج إرشادي لدعم تطبيق مواد الدورة لتحسين وحدات الطوارئ في المستشفيات.
التأهب للطوارئ والاستجابة لها في المستشفيات: وتُعدّ هذه الدورة عنصرًا من عناصر برنامج بناء قدرات موظفي المستشفيات في الإقليم ليكونوا قادرين على الاستجابة لحالات الطوارئ الناجمة عن جميع الأخطار. ويتمثَّل الهدف الرئيسي من هذه الدورة في دعم مديري المستشفيات والمهنيين الصحيين لبناء مستشفيات قادرة على الصمود (تُجرى في أربعة بلدان هي البحرين وجمهورية إيران الإسلامية والسودان وليبيا).
التأهب للطوارئ في المستشفيات والاستجابة لفاشيات الأمراض المعدية وهناك حاجة متزايدة إلى أن تكون المستشفيات مستعدة لمواجهة المخاطر البيولوجية وأن تدمج تأهبها في النهج الشامل المتعدد الأخطار للتأهب لحالات الطوارئ في المستشفيات. ولذلك، وبالنظر إلى إعادة التركيز على البرنامج التدريبي الحالي للتأهب والاستجابة للطوارئ في المستشفيات، فقد أُعِدَّت دورة تدريبية جديدة بعنوان "التأهب والاستجابة للطوارئ في المستشفيات في مواجهة فاشيات الأمراض المُعدية". ويتناول البرنامج فجوات محددة في القدرات في مجال التدبير العلاجي لفاشيات الأمراض المُعدية في المستشفيات، مع التركيز على الأمراض المُعدية المستجدة والتي تعاود الظهور التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح. وسيكون البرنامج التدريبي نقطة انطلاق لسد الفجوة في تعزيز نظام مشترك ومنسَّق لإدارة الاستجابة للطوارئ في المستشفيات يُعالج بالمعنى الحقيقي "لنهج التصدي لكل المخاطر"، بما في ذلك المخاطر الناجمة عن فاشيات الأمراض الـمُعدية. كما يعزز التدريب إدماج أفرقة وبرامج الوقاية من العدوى ومكافحتها في المستشفيات في الخطط العامة للمستشفيات لإدارة حالات الطوارئ.
أدوات التقييم لتقييم مستوى استعداد الخدمات الطبية في حالات الطوارئ قبل دخول المستشفى، ولتقييم مستوى المستشفيات لعلاج كوفيد-19
تؤدي الخدمات الطبية في حالات الطوارئ قبل دخول المستشفى وكذلك تؤدي المستشفيات دورًا حاسمًا في النظام الصحي في توفير الرعاية الطبية الأساسية للمجتمع، لا سيما في الأزمات مثل جائحة كوفيد-19. ومن أجل تقييم مدى استعداد الخدمات الطبية في حالات الطوارئ قبل دخول المستشفى وتقييم استعداد المستشفيات للاستجابة لفاشية كوفيد-19، استُحدثت أداتان للتقييم. وتُتيح هاتان الأداتان (القوائم المرجعية) قوائم بالإجراءات الرئيسية التي يجب اتخاذها في سياق عملية مستمرة للتأهب للطوارئ قبل دخول المستشفى وفي المستشفى
ضمان التأهب لمرض كوفيد-19: قوائم مرجعية للخدمات الطبية في حالات الطوارئ والمستشفيات
