فعّلت السلطات اللبنانية مؤخرا قانون مكافحة التبغ الذي تم اعتماده في العام الماضي، وحظرت التدخين في الأماكن العامة، بما في ذلك المقاهي والمطاعم. ومنحت الحكومة فترة سماح لتنفيذ القانون، وترافق ذلك مع حملات إعلامية عامة لرفع مستوى الوعي تمهيداً لتنفيذ القانون على نحو سليم. وبتنفيذ القانون، تكون لبنان قد حققت قفزة هامة في مجال مكافحة التبغ إلا أن مشاعر القلق مازالت موجودة بسبب خطط وتكتيكات شركات صناعة التبغ الساعية لوقف تنفيذ القانون.
ما هي الأنشطة التي تضطلع بها شركات صناعة التبغ في البلدان الأخرى؟
كيف يمكن إحباط أنشطة شركات صناعة التبغ؟
هل حظر التدخين يحد من استهلاك التبغ ويؤدي إلى إنقاذ الأرواح؟
ما هي الأنشطة التي تضطلع بها شركات صناعة التبغ في البلدان الأخرى؟
في البلدان الأخرى التي جرى تنفيذ سياسات حظر التدخين فيها، تعمل شركات صناعة التبغ وحلفاؤها على تعطيل الجهود المبذولة في هذا الصدد إضافة إلى إعطاء حجج زائفة خلال المراحل المختلفة لإعداد وتنفيذ هذه السياسات. وقد نجحت جهود شركات صناعة التبغ العاتية؛ في إيقاف العمل في هذه السياسات، وتأخيرها، وإضعاف تنفيذها. وعلاوة على ذلك، تواصل شركات صناعة التبغ نشر الحجج الزائفة، مثل الترهيب من خطر وقوع خسائر اقتصادية؛ إلا أن هذه الحجج والادعاءات لا تثير الشعور بالمفاجئة ويجب إحباطها.
كيف يمكن إحباط أنشطة شركات صناعة التبغ؟
تصدت البلدان في جميع أنحاء العالم التي نفذت حظر التدخين لهذه الحجج مستخدمة الأدلة العلمية. ففي نيويورك، على سبيل المثال، أصر المعارضون لمكافحة التبغ على أن هذه السياسات ستضر منافذ البيع الصغيرة إلا أن العكس كان هو الصحيح. فبعد تنفيذ هذه القوانين، وفي مسح أجري في نيويورك عام 2004 تبين أن 96% من أهالي نيويورك استمروا في استهلاك نفس كمية الغذاء في المطاعم كما كان الحال قبل تنفيذ القانون. وفي الحقيقة، أنه ازداد استهلاك الغذاء وازدادت العوائد المالية مع أن جميع المطاعم والمقاهي في المدينة امتثلت للقانون. وقد أجريت دراسات مماثلة في بلدان أخرى وأظهرت نفس النتائج.
لذلك، فإن تطبيق حظر التدخين في الأماكن العامة، نتيجة لتزايد وقوع الأمراض المميتة مثل السرطانات وأمراض القلب، لا يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المقاهي والمطاعم.
هل حظر التدخين يحد من استهلاك التبغ ويؤدي إلى إنقاذ الأرواح؟
من المتوقع مع تنفيذ القانون، أن تنخفض على نحو كبير معدلات استهلاك التبغ في لبنان، كما حدث في مختلف البلدان الأخرى، مثل الولايات المتحدة، حيث لوحظ انخفاض قدره 5% إلى 20% في معدلات تدخين السجائر في الولايات التي طبقت قوانين شاملة لحظر استخدام التبغ.
وقد أدى تنفيذ سياسات حظر التدخين إلى مزايا عديدة في جميع البلدان التي نفذتها. على سبيل المثال، انخفضت في الأماكن العامة في أيرلندا تركيزات النيكوتين في الجو بمقدار 83%؛ وكذلك، استفاد المدخنون الراغبون في الإقلاع عن التدخين استفادة عظمى من تنفيذ قوانين حظر التدخين. ونظراً لأن حظر التدخين في أماكن العمل يؤدي إلى خفض التدخين بمعدل 4%، فقد أدى تنفيذ هذه السياسات، عامة، في مختلف البلدان الصناعية إلى انخفاض في الاستهلاك الإجمالي قدرة 29%.