خطة التنمية المستدامة 2030
تدعو خطة التنمية المستدامة 2030 إلى زيادة الجهود المبذولة لتنفيذ الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ. وبذلك تلعب دوراً رئيسياً في تحقيق هدف التنمية المستدامة في الحدِّ من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بنسبة 30% بحلول عام 2030.
إن الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية تُعَدُّ أقوى أداة متاحة لمواجهة الآثار السلبية للتبغ على التنمية. وتشتمل على تدابير للحدِّ من الطلب على التبغ وخفض الإمدادات منه. وبخاصة المادة 6 من الاتفاقية الإطارية التي تشجع على اتخاذ التدابير السعرية والضريبية التي تحد من الطلب على التبغ. وتشمل هذه التدابير زيادة الضرائب المفروضة لتزداد أسعار البيع لمنتجات التبغ، والحظر أو التقييد لمبيعات منتجات التبغ المعفاة من الضرائب والرسوم الجمركية.
وتماشياً مع الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية، أدرجت منظمة الصحة العالمية التدابير الخاصة ببرنامج السياسات الست في عام 2008، وهي مجموعة من ستة تدابير لها تأثير فعَّال ومردود عالٍ وتساعد البلدان على الحدِّ من الطلب على التبغ.
ويمكن أن تشمل هذه التدابير ما يلي:
- رَصْد تعاطي التبغ وسياسات الوقاية من تعاطي التبغ
- حماية الناس من التعرُّض لدخان التبغ
- المساعدة على الإقلاع عن تعاطي التبغ
- التحذير من أخطار التبغ
- حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته
- زيادة الضرائب المفروضة على التبغ
لقد ثبت أن زيادة الأسعار والضريبة المفروضة على منتجات التبغ هي واحدة من أكثر التدابير فعالية في مكافحة التبغ، ومع ذلك فهي أقل التدابير التي تستفيد منها البلدان في معالجة قضايا التنمية المختلفة. ومن شأن الزيادة في إيرادات الضرائب المفروضة على التبغ أن تعزِّز تعبئة الموارد المحلية، وأن تخلق الحيِّز المالي اللازم للبلدان، حتى تستجيب لأولويات التنمية في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ومن الضروري أن تفيد تدابير مكافحة التبغ الأشخاص الأكثر تضرراً. ومن خلال زيادة الأسعار، ستحمي الضرائب الفقراء من التعرُّض لمنتج يقتلهم ويصيبهم بالأمراض. إن الضرائب هي في الواقع الوسيلة الأكثر فعالية لتحفيز متعاطي التبغ الحاليين على الإقلاع عنه، ولا سيّما في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل. كما أن الضرائب المفروضة على التبغ تقلل من تعرُّض غير المدخنين لدخان التبغ، ومن ضمنهم الأطفال والنساء.
وتوجد تدابير أيضاً لمراقبة إمدادات التبغ. فالبروتوكول الخاص بالقضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ هو الأداة السياسية الرئيسية للحدِّ من تعاطي التبغ والتقليل من عواقبه الصحية والاقتصادية. وهناك تدابير أخرى، مثل دعم بدائل لإنتاج التبغ تكون قابلة للتطبيق، مع تقييد وصول الأطفال والشباب لمنتجات التبغ، وهي تدابير فعالة وبخاصة كجزء من استراتيجية شاملة للحدِّ من تعاطي التبغ.
كيف يؤثِّر التبغ على البيئة؟
تضر صناعة التبغ بالبيئة بطرق متعددة، مما يهدِّد كل من البيئة والصحة العامة.
تُستعمل المبيدات الحشرية، ومنظمات النمو الزراعي، والأسمدة الكيميائية استعمالاً كبيراً في زراعة التبغ، مما يؤدي إلى مشاكل صحية بيئية. هذه المشاكل هي الأكثر شيوعاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة دخلاً بسبب ضعف القوانين لديها. وتحتوي نفايات التبغ أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة، من ضمنها مُركّبات مسبِّبة للسرطان. كما يؤدي دخان التبغ إلى انبعاث آلاف الأطنان من المُركّبات المسبِّبة للسرطان، والمواد السامة، وغازات الاحتباس الحراري في البيئة.
وتساهم زراعة التبغ أيضاً في إزالة الغابات. فتفقد شجرة واحدة مقابل كل 300 سيجارة أي مقابل كرتونة ونصف كرتونة من علب السجائر المنتَجة. وتسهم إزالة الغابات في التغيُّر المناخي، وذلك بإزالة الأشجار التي تقلِّل غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وتسبِّب القمامة الناجمة عن السجائر تأسّن البيئة. وينتج عن استهلاك السجائر في جميع أنحاء العالم ما يصل إلى 680 مليون طن من النفايات سنوياً. وتمثّل أعقاب السجائر نحو 30-40% من جميع أصناف القمامة التي تلتقط سنوياً في عمليات التنظيف الساحلية والحضرية على الصعيد الدولي. والمواد التي تتسرب من مرشحات أعقاب السجائر هي مواد سامة للحياة المائية.
كيف يؤثِّر التبغ على الفقر والجوع؟
إن الفقراء هم الأكثر عرضة لتعاطي التبغ، وهذا يفاقم فقرهم ونقص تغذيتهم. والتبغ أكثر شيوعاً بين الفقراء، برغم قدرتهم المحدودة في الحصول على الموارد المالية والرعاية الصحية. والإنفاق على التبغ، بين من ينتمون إلى مجتمعات أشد فقراً، يعني استنزاف مواردهم المخصصة للإنفاق على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والتعليم والمأوى. ويضر تعاطي التبغ بالصحة ويسبب الأمراض، الأمر الذي يؤدي إلى إفقار من يعانون من هذه الأمراض، وكذلك إفقار أسرهم التي يتعيَّن عليها أن تنفق على الرعاية الصحية. هذا يحدث غالباً في بلدان ينعدم فيها الأمن الغذائي والإنتاجية وتعاني من مصاعب كبرى.
وتستنزف زراعة التبغ أراضي زراعية كان بالإمكان الاستفادة منها في زراعة المحاصيل الغذائية، ويفضي هذا إلى نقص التغذية. وتشير البيانات في بعض البلدان التي تزرع التبغ إلى معاناة أكثر من 10% من السكان من نقص التغذية.