13 أيلول/سبتمبر 2015- اختتم فريق الخبراء من "المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية" بعثة إلى المملكة العربية السعودية لتقييم الوضع الحالي لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا عقب ورود بلاغ عن وقوع فاشية في أحد مستشفيات مدينة الرياض. وتتمثل الأهداف الرئيسية للبعثة في الوقوف على فهم أفضل حول: 1) نطاق الفاشية في المستشفيات وأساس تكرارها في البلاد؛ و 2) تقديم التوجيه بشأن تدابير مراقبة الصحة العمومية التي تضطلع بها الحكومة. وقد ترأس البعثة مساعد المدير العام للأمن الصحي والبيئي في منظمة الصحة العالمية.
وأجرى أعضاء البعثة مناقشات مع ممثلين رفيعي المستوى من وزارة الصحة، وزاروا مركز التحكم الذي يدير جميع أنشطة الرقابة على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا، و لتقييم الوضع طافوا على مرافق الطوارئ والعزل في مدينة الملك عبد العزيز الطبية، ووزارة الحرس الوطني، كما زاروا مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز، وهو أحد المستشفيات المرجعية الثلاثة المعنيين بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية. واجتمعت البعثة مع معالي وزير الصحة السعودي وأطلعوه على أهداف البعثة ونتائجها.
وحددت بعثة منظمة الصحة العالمية أن إجمالي حالات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا قد بلغت 112 حالة منها 38 وفاة؛ وقد أُبلغ عن هذه الحالات اعتبارا من الأسبوع الأول من تموز/يوليو حتى 31 آب/أغسطس، وارتبطت الحالات بأحد مستشفيات مدينة الرياض الذي يواجه حاليًا فاشية المتلازمة. واكتشفت البعثة أن معظم حالات عدوى المستشفيات المبلغ عنها قد انتقلت العدوى فيها من مريض إلى مريض. وحددت البعثة أسباب ذلك في اكتظاظ غرفة الطوارئ إلى جانب عدم الامتثال لتدابير مكافحة العدوى من بعض المرضى والزوار والعاملين في الرعاية الصحية مما نجم عنه وقوع الفاشية. وأفادت بعثة منظمة الصحة العالمية أنها اكتشفت عدم وجود سلاسل متعددة لانتقال العدوى سواء في غرفة الطوارئ بالمستشفى التي تقع فيه الفاشية حاليا أو في أي مستشفيات أخرى في مدينة الرياض استقبلت المرضى المصابين بالعدوى من المستشفى الذي يعاني من الفاشية.
وكانت وزارة الصحة السعودية تستقصي، في وقت وجود البعثة، كيفية انتقال العدوى وعوامل الخطر المحتملة، ومنها مدة الإقامة في غرفة الطوارئ، وحركة المرضى بين غرفة الطوارئ والأقسام الأخرى في المستشفى، والمخالفات في إجراءات مكافحة العدوى.
وعبرت بعثة منظمة الصحة العالمية عن تقديرها للحكومة لاتخاذها تدابير هامة لاحتواء فاشية المرض والحد من انتشاره. وخلصت البعثة إلى أن تبادل المعلومات مستقبلًا، مع منظمة الصحة العالمية حول تدابير المكافحة الأساسية، ووضع الفاشية، فضلا عن نتائج التقصي في شكل تقارير منتظمة عن الحالة، كلها ممارسات من شأنها أن تجنب حدوث قلق لا داعٍ له.
وقد أوضحت الحالة الراهنة مرة أخرى أن أي هفوة مهما صغرت في الإجراءات الوقائية لمواجهة الفيروسات الشرسة المستجدة، يمكن أن تؤدي إلى فاشية كبيرة وخطيرة يتعدى خطرها المملكة إلى بلدان أخرى.
وحددت البعثة، مع السلطات الصحية في المملكة العربية السعودية، المجالات الرئيسية التي ينبغي معالجتها على وجه السرعة وهي:
(1) إجراء تقييم منهجي لمخاطر المتلازمة بانتظام، وكذلك تبادل هذه المعلومات من خلال وسائل الإعلام الصحفي أو عبر تقارير الحالة اليومية بحيث تستهدف الجمهور المحلي والدولي؛
(2) توثيق ونشر الدروس الرئيسية المستفادة وأفضل ممارسات الاستجابة الفعالة لوقف انتقال متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في بيئات الرعاية الصحية على نطاق واسع. وستفيد هذه المعلومات القيمة في تحسين تأهب الصحة العمومية على الصعيد العالمي ضد المخاطر الناشئة عن هذا الفيروس.
(3) تعزيز الوقاية من العدوى، ومراقبة الممارسات الوقائية في نظم الرعاية الصحية عبر البلاد في كل مواقع المستشفيات عن طريق تحديد التزام مشترك وتبادل الدروس العملية المؤسسية حول كيفية تعزيز المعايير الوقائية في البلاد، وأيضا عن طريق برامج تثقيفية دورية للمتخصصين في غرفة الطوارئ حول فرز المرضى والامتثال للمستويات العالية من ممارسات الوقاية والمكافحة؛
(4) المشاركة الاستباقية مع وزارة الزراعة لتنسيق التقصي وتدابير مكافحة الحالات المصابة في المجتمع والقيام بذلك روتينيًا.
(v) سد الثغرات المعرفية الحرجة في علوم ووبائيات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا عن طريق إجراء مزيد من البحوث والدراسات وتبادل النتائج على نطاق واسع وسريع؛