اجتماع علمي دولي بشأن "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا" يستعرض التقدم المحرز، ويحدد الثغرات المعرفية

القاهرة 10 أيار/مايو 2015 – عقد "مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط" اجتماعًا علميًا دوليًا بخصوص الفيروس التاجي (فيروس كورونا المسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وذلك في القاهرة مصر، لمناقشة وتبادل الأدلة العلمية الجديدة وتحديد الثغرات المتبقية في المعارف المتصلة بالمصدر والخازن للفيروس، وطرق انتقال الفيروس. وكان الهدف العام للاجتماع هو تحسين استجابة قطاع الصحة العالمي استناداً إلى الأدلة الجديدة المتراكمة حتى الآن بشأن عوامل خطر انتقال هذا الفيروس. وخلال السنتين والنصف منذ ظهور فيروس كورونا في عام 2012، تحسن مستوى فهم الانتشار الوبائي للفيروس كثيرا ولكن هناك العديد من الأسئلة الهامة لا تزال تبحث عن إجابة.

وتضمّن المشاركون في الاجتماع خبراء في الصحة البشرية والحيوانية من عمان الأردن، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن الوكالات الدولية للصحة: ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في أتلانتا؛ وحدة البحوث الطبية التابعة للبحرية الأمريكية (نمرو-3)؛ ومعهد علم الفيروسات في جامعة بون، ومركز إيراسموس الطبي في هولندا؛ ومعهد باستور، ومستشفى جبل سيناء في تورونتو كندا؛ وكلية الطب في الجامعة الصينية في هونج كونج، ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها؛ ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)؛ والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وقد نظمت، حتى الآن، منظمة الصحة العالمية أربعة اجتماعات علمية دولية بخصوص متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا. وعقد الاجتماع الأول في كانون الثاني/يناير 2013، والثاني في كانون الأول/ديسمبر عام 2013، والثالث في الرياض، المملكة العربية السعودية، في آذار/مارس عام 2014، وخلاله تم الانتهاء من بروتوكول دراسة الحالات-والشواهد للمتلازمة التنفسية. ويقول الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط "لقد أسهمت هذه الاجتماعات، بما في ذلك الاجتماع الرابع، إسهاما كبيرا في تحسين فهمنا للفيروس وتطوره وعوامل خطورة انتقال العدوى به، فضلا عن تحديد المعلومات الهامة ومعرفة الثغرات التي يمكن أن تدلنا على استجابة عالمية فعّالة للصحة العمومية". وأضاف الدكتور علوان منهيًا كلمته "واليوم، ولمرة أخرى، يؤكد هذا الاجتماع على ضرورة تعاون قطاعات الصحة الحيوانية والصحة البشرية من أجل تحقيق التقصي والترصد والبحث العلمي. وبدون الدعم التعاوني النشط والمشاركة من هذين القطاعين، سيواصل الفيروس تهديد الصحة العامة".

والفيروس الجديد بصفته فيروس حيواني المنشأ، وبقدرته على التسبب في أمراض وخيمة في عدد من المرضى، فإنه يشكل تهديدا خطيرا للأمن الصحي العالمي. وقد ناقش المشاركون في الاجتماع المعارف العلمية الجديدة التي تراكمت حتى الآن حول متلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا ومصدر الفيروس والخازن له وطرق انتقاله للحيوانات والبشر.

وأكد المشاركون أن البحوث الوبائية وجميع الأدلة العلمية المتراكمة الحالية تثبت أن الجمال هي مصدر فيروس كورونا. ومع ذلك، لا يزال من غير المعروف كيفية انتقال الفيروس من الإبل للبشر. وبمراجعة نتائج البحوث، خلص المشاركون إلى أن جميع المستشفيات التي وقعت فيها الفاشيات كان السبب في ذلك هو ضعف وعدم كفاية ممارسات وتدابير المكافحة في بيئة الرعاية الصحية، وليس بسبب أي تغيير في انتقال الفيروس.

وعلى هذا النحو، استعرض الاجتماع أيضا أفضل الممارسات في كشف الفيروس والوقاية منه ومكافحته. وبالإضافة إلى ذلك، نظر المجتمعون في أنجع وسائل مكافحة الفاشية سواء في المجتمع أو المستشفى على حد سواء.

والأهم من ذلك، أنهم حددوا العديد من الفجوات المعرفية التي تحتاج إلى معالجة للوصول إلى فهم أفضل لديناميات انتقال العدوى بالفيروس بين الحيوانات، وبين الحيوانات والبشر، ومن الإنسان إلى الإنسان. وتشمل هذه الفجوات في المعرفة: عوامل الخطر لانتقال العدوى بين البشر، ودور الحالات المرضية الخفيفة أو التي لا تظهر عليها أعراض في انتقال العدوى، واتجاه الانتشار الموسمي للمرض، والتعرضات المحددة التي تجعل العاملين في الرعاية الصحية أكثر تعرضا للخطر، والعوامل الأساسية التي تساهم في انتقال العدوى بالفيروس في مواقع الرعاية الصحية، والسلوكيات التي تجعل مجموعات معينة من الناس أكثر عرضه للمرض من غيرهم، وغير ذلك.

واتفق المشاركون على العمل معا لترجمة المعلومات التي تم الحصول عليها حتى الآن عن الفيروس، إلى مجموعة من التوصيات المستندة إلى الأدلة تهدف إلى تحسين التأهب العالمي لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لفيروس كورونا. واعتبارا من 30 نيسان/أبريل 2015، تم إخطار منظمة الصحة العالمية بظهور 1111 حالة مؤكدة مختبرياً من حالات العدوى بالمتلازمة التنفسية لفيروس كورونا على الصعيد العالمي، بما في ذلك 422 وفاة على الأقل تتصل بالمرض.