من المزمع عقد اجتماع تشاوري مدته يومان لتحديد جدول الأعمال البحثي للصحة العمومية المرتبط بالفيروس التاجي (كورونا) الذي يسبِّب متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) ) في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط يومي 15 و16 كانون الأول/ ديسمبر 2013.
.وسيحضر الاجتماع ممثلون من وزارة الصحة ووزارة الزراعة في البلدان المتأثرة بالفيروس في إقليم شرق المتوسط ألا وهي البحرين والمملكة العربية السعودية و الكويت وعمان وقطر وتونس، ومن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، والمركز المتعاون مع المنظمة في مجال البحوث والفيروسات ( مسببات معينة للمرض) الوحدة الثالثة للبحوث الطبية للبحرية الأمريكية (نامرو – 3)، ومنظمة الصحة العالمية.
ومنذ ظهور الفيروس التاجي ( كورونا)، أسفر العمل التعاوني بين سلطات الصحة العمومية في العالم قاطبة، ولاسيما في البلدان المتأثرة في الإقليم، ومنظمة الصحة العالمية، والوكالات الصحية الدولية عن زيادة متواصلة في المعارف حول ظهور هذا الفيروس الجديد الناشئ، ومع هذا لا يزال أمامنا الكثير لنعرفه حول نشأة هذا الفيروس، والمستودع الحيواني المحتمل له، وحركة السراية، وغيرها من الجوانب البيئية المتعلقة به.
وقد تم مؤخرا اكتشاف الفيروس لدى الجمال التي ترتبط بحالات عدوى بشرية مؤكدة في قطر والمملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من أن اكتشاف هذا الفيروس لدى الجمال يشير بشكل أكبر إلى احتمالية المستودع الحيواني له، بيد أن المصدر الأولي للعدوى بفيروس كورونا لا يزال غير واضح كما أن العلاقة بينه وبين البشر ولاسيما النمط السلوكي أو نمط التعرض التي يؤدي للعدوى البشري بحاجة إلى المزيد من الإيضاح نظرا لأنه لم يتم توثيق التعرض للحيوانات إلا لعدد محدود من حالات العدوى البشرية بالفيروس التاجي ( كورونا) حتى الآن. وانطلاقا من هذا المفهوم، قامت المنظمة بعقد هذا الاجتماع التشاوري للتعاطي مع بعض الفجوات المعرفية الحاسمة، التي تعكف المنظمة وغيرها من المجتمعات العلمية الدولية الآن على دراستها والتي تتعلق بخطر التعرض، وسلسلة الانتقال، ومدى انتشار الفيروس.
ومن المتوقع أن يمتد هذا الاجتماع التشاوري للبلدان المتأثرة في الإقليم ولمنظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ليتجاوز هذين اليومين للمناقشة والاتفاق على إطار زمني لإجراء المزيد من الدراسات الوبائية ( مثل دراسات الحالات الشاهدة، والدراسات الوبائية المصلية) من أجل تحديد عوامل الخطر وأنماط التعرض التي قد تصاحبها عدوى لدى البش، ولمعرفة مدى التوزع الجغرافي للعدوى الناجمة عن هذا الفيروس الجديد ومداها لدى البشر. ومن المتوقع أن يحدد هذا الاجتماع الدراسات الرئيسية للحيوان والتي ستساهم في تحديد المستودعات الحيوانية المحتملة للفيروس.
وقد افتتح الدكتور علاء العلوان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط هذا الاجتماع، وأشار إلى أنه يأمل أن تسعى المجتمعات العلمية والمعنية بالصحة العمومية في العالم قاطبة إلى حشد جهودها سويا للتصدي لهذه التحديات الناشئة والتي تهدد الصحة العمومية في الوقت الراهن. وأشار في معرض حديثه إلى أنه " لن يتأتى لأي منظمة التعامل منفردة مع هذه التحديات. فهذا الوضع يستدعي اتخاذ استجابة جماعية. ذلك لأن حماية الأمن الصحي من فيروس كورونا الذي يهدد الصحة العالمية هو مسؤولية مشتركة، ويتعين على كل فرد الارتقاء لمستوى الحدث"