طوال عام 2016، واجه إقليم شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية عدة فاشيات كبرى من الأمراض المستجدة والأمراض التي عاودت الظهور من جديد، بما في ذلك الكوليرا في الصومال واليمن؛ ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية؛ والشيكونغونيا في الصومال وباكستان.
وقد وقعت الأمراض الـمُعدية الناشئة، ومن بينها فاشيات الأمراض التي وقعت في السنوات الأخيرة، في البلدان التي عانت من انعدام الأمن وحالات الطوارئ الإنسانية المعقَّدة والمطوَّلة، حيث يوجد عدد كبير من النازحين داخلياً ولا تتوفر لهم فرص كافية للحصول على المياه النظيفة، والإصحاح، والسلامة، والخدمات الصحية الأساسية. وقد لا تكتشف نُظُم الترصُّد في النُظُم الصحية الهشة جميع التهديدات الصحية مبكراً وفي الوقت المناسب. وهذا يعرِّض للخطر فعالية تدابير الاستجابة في مجال الصحة العامة ويجعل السكان أكثر عرضة للأمراض الـمُعدية.
أنفلونزا الطيور A(H5N1)
مصر
ومصر هي البلد الوحيد في إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي لا يزال يُبلِّغ عن حالات الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور A (H5N1) منذ أبلغ عن الفيروس لأول مرة في البلد في آذار/مارس 2006 (الشكل 1). وقد أبلغ عن ما مجموعه 356 إصابة بفيروس A (H5N1) في البلد بين 9 آذار/مارس 2006 و31 كانون الأول/ديسمبر 2016؛ توفيت منهم 121 حالة، (معدل إماتة الحالات: 34%). وفي عام 2016، أبلغ عن 10 حالات بشرية فقط لأنفلونزا الطيور A (H5N1)، ومن ضمنها 4 وفيات (معدل إماتة الحالات: 40%)
الشكل 1. عدد حالات إنفلونزا الطيور A (H5N1) ومعدل وفيات الحالات في مصر، 2006-2016
مزيد من التفاصيل حول رَصْد الأسابيع الوبائية
داء الشيكونغونيا
باكستان
أبلغت باكستان، للمرة الأولى في تاريخها، عن حالات مؤكَّدة مختبرياً لداء شيكونغونيا في عام 2016. وأول حالة مؤكدة مختبرياً كانت في 19 كانون الأول/ديسمبر 2016. ومنذ ذلك الحين وحتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2016، أبلغ عن 353 حالة يشتبه في إصابتها بداء شيكونغونيا من عدة مناطق في مقاطعة كراتشي (الشكل 2). وقد أبلغ عن معظم الحالات من منطقة كوكاربار. وأبلغ عن أكبر عدد من الحالات (86 حالة أو 24.4% من الحالات) في الفئة العمرية 30- 39سنة تليها الفئة العمرية 20-29 سنة (73 حالة أو 20.7% من الحالات).
الشكل 2. المنحنى الوبائي لداء تشيكونغونيا في باكستان، 19-31 كانون الأول/ديسمبر 2016
مزيد من التفاصيل حول رَصْد الأسابيع الوبائية
الصومال
خلال أيار/مايو 2016، أبلغت الصومال عن عدد قليل من الحالات المتفرقة من داء شيكونغونيا في عاصمتها مقديشو. وكانت نتيجة اختبار 11 عينة دم على الأقل إيجابيةً لفيروس شيكونغونيا في معهد البحوث الطبية الكينية. وقد أجريت الاختبارات باستخدام تفاعل البوليميراز السلسلي، وكذلك اختبار مقايسة المُمْتَزِ المناعي المرتبط بالإنزيم. وهذه هي المرة الأولى التي يبلِّغ فيها الصومال عن عدوى بشرية لفيروس شيكونغونيا.
مزيد من التفاصيل حول رَصْد الأسابيع الوبائية
الكوليرا
الصومال
إن الكوليرا متوطّنة في الصومال على مدى العقدَيْن الماضيَيْن. وقد شَهدت الصومال العديد من الفاشيات الكبيرة للكوليرا خلال هذه الفترة والتي ارتبطت بارتفاع معدل الوفيات ارتفاعاً ملحوظاً. وفي عام 2016، بلَغ مجموع الحالات المصابة بالكوليرا 15 619 حالة، وبلغت الوفيات الناجمة عنها 548 وفاة (بمعدل إماتة للحالات: 3.5%) وذلك في 9 مقاطعات من أصل 18 مقاطعة في الصومال. واشتملت المقاطعات على: جوبا الوسطى، وجوبا السفلى، وبنادر، وهيران، وشبيلي السفلى، وشبيلي الوسطى، وجدو، وباي، وباكول (الشكل 3). وظهرت أول حالة كوليرا خلال هذه الفاشية تأكَّد مختبرياً وجود ضمة الكوليرا فيها في كانون الثاني/يناير 2016، وكانت ضمة الكوليرا من أنماط "إنابا Inaba" و"أوغاو Ogawa".
الشكل 3. الحالات والوفيات المشتبه في إصابتها بالكوليرا والمبلَّغ عنها في الصومال حتى 1 كانون الثاني/يناير - 31 كانون الأول/ديسمبر 2016
مزيد من التفاصيل حول رَصْد الأسابيع الوبائية
اليمن
بعد توقُّف استمر خمسة أعوام، أفادت اليمن عن اكتشاف فاشية للكوليرا في عام 2016. وكانت آخر فاشية كبرى قد أبلغ عنها في البلد في عام 2011، وقد أدت إلى أكثر من 31 000 حالة يشتبه في إصابتها، ومن بينها 134 وفاة متصلة بالكوليرا (معدل إماتة الحالات: 0.4%). وبنهاية كانون الأول/ديسمبر 2016، أبلغت وزارة الصحة العامة والسكان عن اكتشاف 15 704 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا، من بينها 98 وفاة مرتبطة بها (معدل إماتة الحالات: 0.6%) من 157 منطقة في 15 مقاطعة. الحالة الأولى التي تأكَّد مختبرياً إصابتها بضمة الكوليرا 01 اكتشفت في تشرين الأول/أكتوبر 2016، في الأسبوع الوبائي 34.
الشكل 4. المنحنى الوبائي لحالات الكوليرا المشتبه بها والمبلغ عنها في اليمن، الأسابيع الوبائية 34-52، 2016
مزيد من التفاصيل حول رَصْد الأسابيع الوبائية
حمى القرم - الكونغو النزفية
باكستان
حمى القرم - الكونغو النزفية هي مرض متوطّن في باكستان. وخلال السنوات القليلة الماضية، شَهدت البلاد اتجاهاً متزايداً وانتشرت الحالات من بؤرها الثابتة في مقاطعة بلوشستان إلى جميع المقاطعات الأخرى، والتي اشتملت على العاصمة إسلام آباد. وفي الفترة من كانون الثاني/يناير إلى تشرين الأول/أكتوبر 2016، سجّلت حالات حمى القرم - الكونغو النزفية ارتفاعاً هائلاً وتجاوز عدد الحالات المسجَّلة في الأعوام 2012 و 2013 و 2014 و 2015. وقد بلغ مجموع حالات الإصابة بحمى القرم - الكونغو النزفية 431 حالة، منها 60 وفاة (معدل إماتة الحالات: 14%) وذلك من 4 محافظات في البلد هي: البنجاب، والسند، وبلوشستان، وخيبر باختونخوا (الشكل 5).
الشكل 5. الحالات المشتبه في إصابتها بحمى القرم - الكونغو النزفية التي أبلغت عنها باكستان، 2012-2016
مزيد من التفاصيل حول رَصْد الأسابيع الوبائية
حمى الضنك
اليمن
حمى الضنك مرض متوطّن في اليمن، ووقعت فاشيات متكررة منه في عدد من المحافظات المعرَّضة للخطر على مدى السنوات العشر الماضية. في عام 2016، سجَّلت حمى الضنك ارتفاعاً كبيراً في اليمن. وأبلغ عن ما مجموعه 28 185 حالة مشتبه فيها في اليمن بين كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر 2016. كما أبلغ عن وقوع 65 وفاة متصلة بالمرض خلال نفس الفترة (معدل إماتة الحالات: 0.2%)، (الشكل 6).
الشكل 6. الحالات المشتبه فيها والوفيات الناجمة عن حمى الضنك في اليمن، الأسابيع الوبائية 1-52، 2016
متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي يسبِّبها الفيروس التاجي (فيروس كورونا)
البحرين، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة
خلال عام 2016، واصَل فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية انتشاره في بلدان الشرق الأوسط وفي 5 بلدان من أعضاء مجلس التعاون الخليجي وهي: البحرين، وعُمان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، كلهم أبلغوا عن حالات مكتسبة في المجتمع خلال 2016 (الشكل 7) (الجدول 1).
الشكل 7. عدد الحالات الأسبوعية في الإقليم لفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، 2016
الجدول1. عدد الحالات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المبلَّغ عنها من 5 بلدان في إقليم شرق المتوسط في عام 2016
منذ ظهور الفيروس لأول مرة في عام 2012، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن ما مجموعه 1877 حالة مؤكَّدة مختبرياً لفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وذلك حتى كانون الأول/ديسمبر 2016. وكان هناك ما لا يقل عن 692 وفاة (معدل وفيات الحالات: 36.8%) من بين الحالات المبلَّغ عنها. (الجدول 2).
الجدول 2. الخصائص الوبائية لحالات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المبلَّغ عنها عالمياً بين كانون الثاني/يناير وكانون الأول/ديسمبر في عامي 2013 و2016
إن الخصائص الوبائية والديموغرافية للفيروس لم تتغير منذ الإبلاغ عن الفيروس لأول مرة في عام 2016 (الجدول 2).
وكانت المملكة العربية السعودية قد أبلغت عن حوالي 81% من جميع الحالات المبلّغ عنها عالمياً وعددها 1526 حالة و 624 وفاة (معدل إماتة الوفيات:40.9%). ولا تزال الفئة العمرية 50-59 سنة هي الأكثر تعرُّضاً لخطر الإصابة بالعدوى للذكور والإناث على حدٍّ سواء. ومع ذلك، فإن الإناث في الفئة العمرية 20-29 و30-39 يُصَبَّن بعدوى فيروس كورونا بأعداد أكبر بالمقارنة مع الذكور في نفس الفئة العمرية (الشكلان 8 و9). وكانت وفيات الحالات الأولية للأشخاص في الفئة العمرية 50-59 أعلى مقارنةً بالحالات الثانوية في نفس الفئة العمرية.
الشكل 8. التوزيع بين الجنسين وتوزيع الوفيات لحالات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المبلَّغ عنها من المملكة العربية السعودية، 2012-2016
الشكل 9. توزيع العمر وتوزيع الوفيات للحالات الأولية والثانوية لفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي أبلغ عنها من المملكة العربية السعودية، 2012-2016
في عام 2016، كان هناك انخفاض ملحوظ في الحالات الثانوية من فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية مقارنةً بالسنوات السابقة مما يشير إلى أن العدوى بالفيروس لم تتغير أو لم تزد (الجدول 3 والشكل 10).
الجدول 3 خصائص حالات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية المبلَّغ عنها من المملكة العربية السعودية، 2012-2016
الشكل 10. عدد الحالات الأولية مقابل الحالات الثانوية لفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية، 2014-2016
لا يزال العاملون في مجال الرعاية الصحية معرَّضين لخطر الإصابة بالعدوى بفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ومع ذلك، فإن عدد العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين أصيبوا بالعدوى نتيجة "التعرض دون وقاية" كان منخفضاً إلى حدٍ كبير في عام 2016 مقارنةً بالسنوات السابقة (13% مقارنةً بالمتوسط البالغ 18.7% المسجَّل منذ عام 2012) (الشكل 11 و12).
الشكل 11. عدد حالات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لدى العاملين في الرعاية الصحية وغير العاملين في الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، 2014-2016
الشكل 12. عدد حالات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لدى العاملين في الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، 2014-2016
كانت فاشيات المستشفيات التي أبلغ عنها في البلد خلال عام 2016، صغيرة العدد وقليلة التكرار، مقارنةً بعامي 2014 و2015 (الشكل 13، 14، 15) (الجدول 4). وأبلغ عن ثلاث فاشيات مرضية في المستشفيات لفيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في عام 2016 في المملكة العربية السعودية. وقد وقَعَت أكبر هذه الفاشيات في الرياض في حزيران/يونيو 2016.
الشكل 13. عدد حالات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية خلال فاشية بريدة، آذار/مارس 2016 (العدد = 18 حالة)
الشكل 14: عدد حالات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية خلال فاشية مستشفى الرياض، حزيران/يونيو 2016 (العدد = 30 حالة)
الجدول 4. فاشيات فيروس كورونا المسبِّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية، 2016
الجدول (5). فاشيات الأمراض الـمُعدية المبلَّغ عنها من بلدان الإقليم في عام 2016