4 أيلول/سبتمبر 2016 – لا توجد لدى العديد من موظفي الصحة العاملين حاليًا في الخطوط الأمامية في المقاطعات المتضرّرة بالكوليرا في الصومال المعارف الأساسية أو المهارات اللازمة للتصدّي لفاشية الكوليرا. وردا على ذلك، طلبت وزارة الصحة الاتحادية الصومالية الدعم التقني من أجل تعزيز القدرات البشرية في مجال التأهّب لحالات فاشية الكوليرا الجارية هناك والتصدّي لها. ويمكن لبناء قدرات العاملين الصحيين الموجودين في الخطوط الأمامية في مجال أنشطة التأهّب للكوليرا والاستجابة لها أن ينقذ حياة الناس ويساهم في الاستراتيجيات الشاملة لمنع انتشار عدوى الكوليرا أو احتوائها.
وقد أجرت منظمة الصحة العالمية، بجانب وزارة الصحة الاتحادية الصومالية واليونيسيف، تدريبًا للمدربين استغرق خمسة أيام بين 16 و 22 آب/أغسطس 2016 في مقديشو لعدد 56 عاملاً صحيًا حول التدبير العلاجي لحالات الكوليرا والترصد والمياه والإصحاح. وتألف المشاركون من الأطباء والمسؤولين عن الترصد، وفنيي المختبرات والاستنهاض المجتمعي، والموظفين الطبيين العاملين في المقاطعات المتضرّرة بالكوليرا في المناطق التسع التي تقع في الأجزاء الجنوبية والأجزاء الوسطى من البلاد.
ولقد شهدت الصومال طارئة إنسانية معقّدة طال أمدها خلال 26 سنة الماضية، والوضع هناك يتفاقم نتيجة للصراع المتكرر والفيضانات والأوبئة والجفاف والأمراض. وساءت الحالة بسبب ظاهرة النينيو التي فاقمت المخاطر الصحية المرتبطة بالظواهر الجوية في مناطق مختلفة من البلاد. وأثارت الفيضانات غير المعتادة فاشيات كبرى للكوليرا أثّرت في جميع المناطق في جنوب ووسط الصومال.
وانتشرت فاشية الكوليرا إلى 25 مقاطعة من تسع مناطق في الصومال، وقد أُبْلِغَ هناك عن أكثر من 13400 حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا متضمنة 496 وفاة (معدل إماتة الحالات 3.7%) خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2016. وبالمقارنة مع 2929 حالة أُبْلِغَ عنها في نفس الفترة من عام 2015، فقد ازداد عدد الحالات الـمُبْلَغ عنها من الصومال بأربعة إضعاف. وساهمت ظاهرة النينيو، وازدياد نزوح السكان، وتدهور أحوال المياه والإصحاح، وسوء التغذية، وعوامل أخرى في الزيادة الملحوظة لحالات الإصابة والوفاة بالكوليرا.
ونتيجة لاكتساب العاملين في الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية المزيد من المعارف والمهارات، سيتلقى مرضى الكوليرا رعاية أفضل من العاملين الـمُدَرَّبين. وسيؤدي هذا في نهاية المطاف إلى خفض معدل الوفيات المنسوبة للكوليرا والحد من انتشار الكوليرا داخل المرافق الصحية وخارجها.
وقد زُوِّدَ العاملون الصحيون الـمُدَرَّبون بمزيد من المعارف والمهارات المتعلقة بالتنفيذ الفعّال لأساليب التدخل التي ثَبُتَ جدواها بغية الوقاية من فاشية الكوليرا ومكافحتها، وهذا يتضمن الرصد والإنذار المبكر، والتأكّد المختبري من الحالات، وممارسات الإصحاح والنظافة العامة السليمة، واستعمال لقاح الكوليرا الفموي، وأمور أخرى.
وتتعاون منظمة الصحة العالمية تعاونًا وثيقًا مع وزارة الصحة الاتحادية وسائر السلطات الصحية في الدولة في مجال التصدّي لفاشية الكوليرا الجارية، فضلا عن غيرها من المشاكل الصحية في البلد، وذلك من خلال الدعم التقني والمالي. وستدعم منظمة الصحة سلسلة من الدورات التدريبية المتتالية في مجال التأهّب للكوليرا والتصدّي لها في المناطق المعرَّضَة للخطر في الأسابيع القادمة. وسيسهِّل تدريب كبار المدربين، بجانب تدريب الفرق التقنية لمنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، من إجراءات التدريب الـمُخطّط له بخصوص الكوليرا على الصعيد الإقليمي وصعيد المقاطعة.
وعلاوة على ذلك، أقرَّت وزارة الصحة الاتحادية إدخال لقاح الكوليرا الفموي في المناطق الساخنة الثلاث، بينما قدَّمت منظمة الصحة العالمية الدعم التقني اللازم، وجمعت الأموال لتمويل حملات التلقيح ضد الكوليرا في المواقع المختارة.
وتشمل أنشطة الكوليرا الأخرى التي تدعمها منظمة الصحة العالمية إعداد أول خطة إلكترونية على الإنترنت للتأهّب والاستجابة للكوليرا في الصومال، وستنتهي صياغتها في أوائل أيلول/سبتمبر 2016.
المواقع ذات الصلة
وضع الكوليرا في الصومال، حتى 31 آب/أغسطس 2016