السودان تطلق النسخة العربية من التقريرالعالمي حول الإعاقة
في التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2012، في الخرطوم، بالسودان، اطلقت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون من البنك الدولي ووزارة الصحة الاتحادية، النسخة العربية من التقرير العالمي الأول حول الإعاقة.
ويلقى التقرير الضوء على التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة في حياتهم اليومية، ومنها الصعوبات العاطفية، والاجتماعية، والمالية. ويحوي التقرير توصيات عملية على المستويات المحلية، والوطنية، والدولية. كما يعتبر التقرير أداة لها أهميتها بالنسبة للمعنيين بقضايا الإعاقة، مثل الحكومة، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات المهتمة بذوي الإعاقة.
ولقد حاولت السودان، ولكن بتقديمها لدعم أقل، التصدي للتحديات بهدف إطلاق إمكانات ذوي الإعاقة. ووفقاً للتعداد السكاني للسودان والذي أجري عام 2008، ارتفعت معدلات الإعاقة مع الوقت من 1.6% عام 1993 لتصل إلى حوالي 5% عام 2008.
أما أكثر أشكال الإعاقة شيوعاً في السودان، فهى العمى (31%)، والإعاقة الذهنية (24%). وحوالي 6% من ذوي الإعاقة هم أطفال دون الخامسة من العمر، و28% من ذوي الإعاقة يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق. ومن التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة، سبل الوصول إلى الصحة، والدعم، وإعادة التأهيل، والتعليم والعمالة. وقد أشار التعداد السكاني للسودان (2008) أن 38% من ذوي الإعاقة في عمر ست سنوات وأكبر، ملتحقون بالمدارس، بينما 15% كان سبق لهم الالتحاق بالمدارس في وقت ما، و41% لم يلتحقوا أبداً بالمدارس. أما من هم في (عمر العمل) فإن 50 % فقط منهم يعمل.
ومن التوقع أن يكون للتقرير العالمي حول الإعاقة دور في توجيه السودان نحو إيجاد بيئات داعمة، وإنشاء خدمات لإعادة التأهيل والدعم، وضمان حماية اجتماعية سليمة، ووضع سياسات وبرامج شاملة، وتفعيل معايير وتشريعات جديدة علاوة على ما هو قائم بالفعل، وذلك بنيةإفادة ذوي الإعاقة والمجتمع الأوسع نطاقاً.
التدريب على التدبير العلاجي لحالات داء الليشمانيات الحشوي واستخدام الامبيسوم
في الفترة من 10 إلى 12 كانون الأول/ديسمبر 2012، نظم برنامج تدريبي على معالجة داء الليمشانيات الحشوي، بالتركيز بصورة خاصة على تخزين دواء الامبيسوم، ونقله، وإعداده، ووصفه، مع كيفية التيقظ للناحية الدوائية.
وقامت وزارة الصحة بتنظيم التدريب بدعم من منظمة الصحة العالمية، وكان التدريب موجه للعاملين الصحيين في مواقع العلاج المتوطنة، كما شمل المنظمات غير الحكومية ولاسيما MSF وغيرهم من المؤسسات. وقد دعي للبرنامج اثنان من البرنامج الوطني لمكافحة داء الليشمانيات في جنوب السودان..
وكان اشتراك ومشاركة 25 من العاملين الصحيين عالية، مع منسقين للبرامج من البرامج الوطنية للمكافحة ومن الولايات. ومن المتوقع أن يصل الدواء إلى البلاد فور ضمان استعداد مواقع المعالجة.
وداء الليشمانيات هو داء طفيلي ، ينتقل عن طريق ذبابة الرمل، وانتشر إلى ما يقرب من مئة بلداً في أنحاء العالم. وبصورة أساسية يتخذ المرض شكلين، داء الليشمانيات الجلدي، يوصم من يصاب به بشدة، كما أنه يتسبب في إحداث تشوهات، وداء الليشمانيات المعوي، وهو فتاك إذا لم تتوافر له المعالجة المناسبة.
كما أن داء الليشمانيات أحد الأمراض المدارية الأكثر إهمالاً، وقد حظي مؤخراً باهتمام جمعية الصحة العالمية عام 2007، عندما طالبت البلدان الأعضاء التي تعاني بشدة من الداء بوصفه مشكلة كبيرة من مشكلات الصحة العمومية فيها، طالبت باتخاذ الإجراءات العملية من أجل التعاطي مع العوامل الرئيسية المتسببة في فشل أعمال مكافحة المرض.
وكانت السودان مع جنوب السودان من بين البلدان الخمسة الأكثر توطناً في العالم بداء الليشمانيات الحشوي حيث يصل عدد الحالات فيهما 15.000 و10.000 على التوالي. وتقدم وزارة الصحة في السودان المعالجة بدعم من منظمة الصحة العالمية، والمنظمات غير الحكومية. ويتكرر ظهور الفاشيات المترافقة مع سوء التغذية والنازحين داخلياً وذلك في ثمان ولايات موطونة في المناطق النائية حيث لا تتواجد فيها المعالجة بصورة دائمة.
وفي هذا السياق، فإن التشخيص المبكر والمعالجة الفعالة هما العمود الفقري للوقاية من المرض ومكافحته، وذلك بسبب صعوبة التعاطي مع استراتيجيات مكافحة النواقل جراء تعقد دورات سريان المرض وتنوع أساليب انتقاله، علاوة على العوامل البيئية وسلوكيات السكان وعاداتهم.
ولقد انتهت منظمة الصحة العالمية، مؤخراً، من محادثات استمرت لأكثر من خمس سنوات مع واحدة من أكبر الشركات المصنعة لدواء الليبوزومول امفوتريسين ب (الامبيسوم)، وهو أحد الأدوية الأكثر أماناً والأكثرتكلفة المستخدمة في المعالجة. وكانت تكلفة المعالجة الواحدة قبل تفاوض المنظمة حول السعر 3.000 دولاراً، أما التكلفة الحالية بالنسبة للبلدان النامية بعد المفاوضات فتصل إلى 300 من الدولارات الأمريكية. وقد منحت منظمة الصحة العالمية 445.000 قنينة من الدواء إلى البلدان المؤهلة لاستخدامها وهي ( السودان، وجنوب السودان، واثيوبيا، وبنغلاديش) وهي منحة تضمن المعالجة لمدة خمس سنوات لما يقرب من50.000 من المرضى من ذوي الحالات الشديدة الوخامة والمرشحين لتلقى هذا الدواء.
سوف يضمن دواء الأمبسوم معالجة المرضى المتأثرين بشدة بالمرض في أكثر المناطق بعداً، وهناك أمل كبيرفي أن تزداد إتاحة المعالجة وتتراجع معها معدلات وفيات هؤلاء المرضى.