مكافحة الملاريا والتخلص منها
تعاني السودان من عبء كبير للمراضة والوفيات المتعلقة بالملاريا، غير أن البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، بدعم من منظمة الصحة العالمية، نجح في خفض عدد حالات الملاريا من أكثر من أربعة ملايين حالة عام 2000 إلى أقل من مليون حالة عام 2010. وفي مابين العامين 2000 و2010 انخفض عدد الوفيات بنسبة 75%.
وتعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون الوثيق مع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لتنفيذ المداخلات الملاءمة ذات المردودية لمكافحة الملاريا. ويتضمن هذا توزيع توليفة المعالجات المرتكزة على الأرتيميسين، والفحوصات التشخيصية السريعة، والنامسويات المعالجة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد، وإدخال المعالجة المنزلية في إطار الاستراتيجية المعنية بالملاريا.
توليفة المعالجة المرتكزة على الأرتيميسين
خلال عام 2011، قدم حوالي 4666 مرفقاً صحياً المعالجة المجانية بالتوليفة المرتكزة على الأرتيميسين. وقد مثل هذا العدد 89% من مجموع عدد المرافق الصحية المستهدفة. وكانت هذه التوليفة قد أدخلت إلى السودان أول مرة عام 2005، ويوصى بها بوصفها معالجة من الخط الأول للملاريا الناجمة عن المتصورة المنجلية وهي أكثر الطفيليات فتكاً للإنسان.
الفحوصات التشخيصية السريعة
وزعت الفحوصات التشخيصية السريعة على المرافق الصحية في القرى بهدف المساعدة في الكشف السريع عن طفيليات الملاريا في الدم البشري. وقد وصل عدد المرافق الصحية التي لديها الفحوصات التشخيصية السريعة 3363 مرفقاً أو 73% من إجمالي المرافق المستهدفة.
الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد
قامت منظمة الصحة العالمية بدعم التوزيع المجاني للناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد للعائلات في المناطق المعرضة للخطر، وذلك بوصفها أكثر المداخلات كفاءة.
المعالجة المنزلية للملاريا
في القرى النائية في السودان، تكون إتاحة الخدمات العلاجية والتشخيصية محدودة. ومن ثم استعرفت المعالجة المنزلية للملاريا على أنها واحدة من استراتيجيات خفض عبء الملاريا، ولاسيما في المناطق الموطونة بهذا المرض. وحتى الآن عملت الاستراتيجية على إدخال هذه المعالجة في 988 قرية في بقاع القطر. ومع المعالجة المنزلية للملاريا، اقتربت سبل التشخيص والمعالجة بصورة أوثق بالمنزل والمجتمع بحيث أصبحت المعالجة تعطى خلال الأربع وعشرين ساعة من بداية الأعراض.
مبادرة استئصال شلل الأطفال
كانت قصة حملة السودان لاستئصال شلل الأطفال من أكثر قصص النجاح الصحي التي تحققت في أفريقيا خلال الأعوام الأخيرة. وقد استدعى تحقيقها وجود تعاون قوي بين الشركاء، على الصعيدين التقني والمالي، وقد أسفرت تلك الجهود عن استطاعة السودان المحافظة على البقاء خالية من شلل الأطفال.
وبهدف مواجهة التحدي المتمثل في المحافظة على السودان خالية من شلل الأطفال، يواصل القطر تنظيم حملات أيام التمنيع الوطنية للحفاظ على المستوى المرتفع للمناعة بين الأطفال. وخلال عام 2011، كانت هناك أربع حملات وطنية، وأربع حملات دون الوطنية لأيام التمنيع. وفي كل دورة من هذه الدورات كان يتم تطعيم أكثر من ستة ملايين طفل دون الخامسة من العمر ضد شلل الأطفال، مع إعطاء قطرات من فيتامين أ مرتين سنوياً.
التقارير الأسبوعية لترصد الشلل الرخوي الحاد في السودان
إنجازات برنامج عام 2011
البرنامج الموسع للتمنيع
شهدت السودان تحسناً ملموساً في التغطية بالتطعيم الروتيني خلال السنوات الأخيرة. فقد بلغت نسبة التغطية بالجرعة الثالثة من اللقاح الخماسي التكافؤ 93%، أما معدل تغطية الحصبة فكانت 87%. وكان هذا نتيجة التنفيذ المستقر للتمنيع الروتيني والذي يهدف إلى الوقاية من أمراض الطفولة التي يمكن توقيها بالتطعيم، ومكافحتها.
وكان عام 2011، هو العام الذي أدخل فيه لقاح الفيروسة العجلية إلى السودان، أول بلد في أفريقيا يقدم على إدخال لقاح الفيروسة العجلية بدعم من التحالف العالمي للقاحات والتحصين. ويتعاطى لقاح الفيروسة العجلية مع العديد من أمراض الإسهال لصغار وكبار الأطفال، والتي تنجم عن الفيروسة العجلية. وكان نظام ترصد التهاب المعدة والأمعاء بسبب الفيروسة العجلية قد أنشىء لقياس تأثير اللقاح المضاد للفيروسة العجلية بين الأطفال دون العام الواحد من العمر.
كما أنشىء نظام دراسة سلسلة الحالات في تموز/يولية 2011 بهدف رصد وقوع حالات الانغلاف المعوي، وتم ذلك بدعم من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، بأطلنطا، بمشاركة منظمة الصحة العالمية.
ولقد تعرضت السودان إلى عدد من فاشيات الحصبة مع توافد البلاغات عن وقوع حالات في كل من دارفور، وابيي، والنيل الأزرق، وكسالا، والبحر الأحمر. وتم تنفيذ حملات متابعة للتطعيم ضد الحصبة عام 2011، قامت بتطعيم أكثر من مليونين من السكان كان منهم المراهقين، والبالغين، والأطفال.
ويحظى برنامج التمنيع الروتيني في السودان بالتزام سياسي جيد، عبر عن نفسه من خلال توفير دعم مالي متواضع. ومن ثم، كان إنشاء نظام الترصد اللاحق لتسويق اللقاح ، ومشاركة الحكومة في تكلفة اللقاحات الجديدة.