طرابلس ، ليبيا ، 26 أغسطس 2020 – تزايدت بشكل كبير عدد الحالات المثبتة بمرض كوفيد -19 خلال الأسبوعيين الماضين في ليبيا. وبالنظر إلى النقص الحاد في الاختبارات والقدرات المختبرية الخاصة بالكشف عن المرض، فمن المرجح أن يكون العدد الحقيقي للإصابات أكثر من ذلك بكثير.
لقد أصبح إنتشار المرض مجتمعياً في بعض المدن الرئيسية في البلاد، وفقاً لما تم الإبلاغ عنه ، بما في ذلك طرابلس وسبها. ومما زاد الوضع تعقيدًا أن النظام الصحي في ليبيا قد تعطل بشدة نتيجة سنوات من الصراع. وتقدر نسبة مرافق الرعاية الصحية الأولية التي أغلقت نتيجة هذا الصراع بـ 50 % . أما مراكز الرعاية الصحية التي ما تزال مستمرة في تقديم خدماتها، فتعمل الطواقم الصحية لساعات طويلة لتقديم الرعاية الصحية لمرضى كوفيد-19 فضلاً عن باقي المرضى المراجعين، بما في ذلك توفير خدمات التطعيم للأطفال ، هذه الخدمات التي تضررت أيضاً وبشكل كبير نتيجة الصراع المستمر وجاءت جائجة كوفيد-19 لتزيد من تدهورها.
وخلال النصف الأول من شهر أغسطس 2020 فقط ، ثبتت إصابة ثمانية من العاملين الصحيين، على الأقل، بمرض كوفيد-19 في جنوب البلاد.
وقالت السيدة إليزابيث هوف ، ممثل منظمة الصحة العالمية في ليبيا: "نشعر بالقلق من الانتشار السريع للفيروس في البلاد". "بينما إزدادت الحالات الجديدة المسجلة بشكل كبير، لا يزال تتبع الأشخاص المخالطين للمرضى أمراً صعبًا. وأضافت السيدة هوف: "إن الوصمة المرتبطة بمرض كوفيد -19 هي كبيرة للغاية لدرجة أن الأشخاص المصابين يحجمون عن طلب الحصول على خدمات الرعاية الصحية نتيجة الشعور بالوصمة كما أنهم لا يرغبون بالكشف عن الأشخاص المخالطين لهم. إننا ندور في حلقة مفرغة، فالفيروس ينتشر ونحن لا نستطيع معرفة المصابين أو المخالطين لهم، الأمر الذين يحول دون متابعة وضعهم الصحي. كما أن الأعداد المتزايدة من المرضى المصابين تشكل ضغطا هائلا على النظام الصحي في البلاد، الذي لا يستطيع بالفعل تحمل أعباء العمل العادية ".
تدعم منظمة الصحة العالمية جهود السلطات الليبية لزيادة عدد الاختبارات الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد بإعتبار ذلك أمر أساسياً في الكشف عن الفيروس وتوفير الرعاية الصحية للمصابين. وسيساعد ذلك أيضاً في توفيرالحماية للأشخاص المخالطين المصنفين كفئات عالية الخطورة للإصابة بالمرض ولاسيما كبار السن أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو من ظروف صحية خاصة و الحؤول دون إصابتهم بالمرض.
ويستمر المكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية في ليبيا و منظمة اليونيسف بالعمل عن كثب لإزالة الوصمة فيما يخص مرض كوفيد-19 وتوضيح أن الفيروس يمكن أن يصيب أي شخص وفي أي مكان. كما تعمل منظمة الصحة العالمية واليونيسف على تطوير رسائل تثقيفية حول تدابير الحماية الشخصية البسيطة والفعالة والتي يمكن للسكان القيام بها لحماية أنفسهم والآخرين من المرض.
وإختتمت السيدة هوف بالقول: "من المعلوم أن هناك دائمًا الكثيرمن عدم الوضوح بشأن الفيروسات المكتشفة حديثاً . ولكن، على الرغم من ذلك، فإن مرض كوفيد -19 يمكن التحكم فيه، وليس نهاية الحياة. سيتعين على العالم أن يتعلم التعايش مع هذا الفيروس المستجد لبعض الوقت. وتستمر منظمة الصحة العالمية في تقديم المشورة التقنية بشكل وثيق للسلطات الليبية في جهودها لاجراء الإختبارات للكشف عن الفيروس وتتبع المخالطين وتوفير الرعاية الصحية للمصابين بهذا المرض و وقف انتشاره.
جدير بالذكر، أن منظمة الصحة العالمية قد طلبت 22.3 مليون دولار أمريكي للاستجابة لـجائحة كوفيد -19 في ليبيا. وقد تلقت حتى الآن ما يزيد قليلاً عن 2.3 مليون دولار أمريكي من المساهمات الموقعة. و تتقدم منظمة الصحة العالمية بالشكر لجميع الجهات المانحة المساهمة حتى الآن.