منظمة الصحة العالمية والحكومة الإيطالية تتصدران جهود مكافحة سوء التغذية في اليمن

twinsكان أحمد وقائد، وهما توأمان يبلغان من العمر شهرين من محاظة إب، يعانيان من سوء التغذية الحاد الوخيم. وقد تم إسعافهما لتلقي العلاج في مركز تغذية علاجية مدعوم من قبل منظمة الصحة العالمية بصنعاء. وتحسنت حالتهما الصحية بعد أسبوع من العلاج.

تفاقمت الأوضاع وبات الفقر والجوع والأمراض يهدد حياة الأطفال في اليمن، حيث يعاني حوالي مليوني طفل يمني من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك ما يقرب من 320,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، 10% منهم معرضون لمضاعفات طبية حادة بيما يتهدد خطر الموت 90٪ من هؤلاء في حال لم يتلقوا العلاج اللازم.

يعاني أحمد وقائد، وهما توأمان يبلغان من العمر شهرين من محافظة إب، من سوء التغذية الحاد الوخيم. وقد تم إسعافهما لتلقي العلاج في مركز تغذية علاجية مدعوم من قبل منظمة الصحة العالمية بصنعاء.

وتقول هناء، والدة التوأمين: "تسبب المرض في فقدان أحمد وقائد للوزن بشكل كبير، ولم أعد قادرة على إطعامهما. اضطررنا للسفر إلى صنعاء لأنه لا يوجد مركز تغذية علاجية في إب"،

مثل مئات الآلاف من الأسر اليمنية، يكافح والدا أحمد وقائد من أجل الحفاظ على أطفالهما بمأمن من الحرب وبعيدًا عن الموت والجوع والأمراض نتيجة للأزمة الراهنة.

وتضيف هناء: "تخرج زوجي من الجامعة. ومع ذلك، فإن كل جهوده للعثور على وظيفة ذهبت أدراج الرياح. اضطررنا للعودة إلى القرية للعيش مع عائلة زوجي، لأننا لم نعد نستطيع تحمل تكاليف العيش في صنعاء"

"بالكاد نتحمل تكلفة الطعام، ولا يمكننا تحمل تكلفة العلاج لزوجي الذي تعرض لحادث أدى إلى انفتاق في فقرات العمود الفقري".

ويزيد في تفاقم الأوضاع تفشي الأمراض بما في ذلك الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، والتي ما زالت تشكل تهديداً للصحة العامة في اليمن، بالإضافة الى خطر انتشارجائحة كوفيد 19 في أنحاء اليمن.

ويقول صلاح الشوف، اختصاصي التغذية والصحة في مركز التغذية العلاجية الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية: "يتأثر الجهاز المناعي بسوء التغذية، خاصة لدى الأطفال، مما يجعلهم عرضة للأمراض المعدية بما في ذلك كوفيد 19".

ويضيف: "نحن نعمل على توفير الدعم المنقذ للحياة لهؤلاء الأطفال وندعم مقدمي الرعاية لهم بالوجبات والاستشارات وتوفير مستلزمات علاج سوء التغذية".

إضافة إلى الهزال الشديد أصيب أحمد بفتق. وكان بحاجة إلى البقاء لفترة أطول في مركز التغذية العلاجية حتى يتعافى ومن ثم تمت إحالته لتلقي العناية الطبية والجراحية.

قامت منظمة الصحة العالمية أيضاً بدعم الأسرة من خلال تقديم الحليب العلاجي والأدوية والدعم المالي لرسوم النقل، كما تكفلت بتغطية كافة التكاليف المتعلقة بالفحوصات المخبرية والسريرية.

بدأت علامات التحسن بالظهور بعد أسبوع كامل من العلاج. تقول هناء: "سوف أحضر جلسات توعية حول الرضاعة الطبيعية والنظافة الشخصية، حيث أن التوأمين ما زالا في فترة الرضاعة. يجب أن أتعلم طرق الرضاعة الطبيعية المناسبة. ستساعدني هذه الجلسات على العناية بأطفالي بشكل أفضل".

تم نقل انتصار، البالغة من العمر ثلاث سنوات، إلى مستشفى الصداقة بعدن إثر اصابتها بضعف شديد وسوء التغذية الحاد الوخيم وإسهال مائي. وكانت أسرة انتصار اضطرت للنزوح من محافظة تعز الى عدن بسبب النزاع الدائر بالرغم من شح الموارد وانخفاض الدخل.

وأصيبت والدة انتصار بصدمات نفسية بسبب النزاع ولم تعد قادرة على رعاية أطفالها، بن فيهم الطفلة انتصار.

ويعاني مئات الآلاف من اليمنيين من مشاكل نفسية نتيجة للضغوط النفسية والجسدية التي سببها انعدام الأمن والنزوح وانعدام الأمن الغذائي.

وتقول أخت انتصار البالغة من العمر أربعة عشر عامًا: "أنا من يقوم برعاية أختي انتصار وأشقائي الآخرين".

تقوم منظمة الصحة العالمية بشراء وتوزيع حقائب علاجية مخصصة للأطفال ومراعية للنوع الاجتماعي للحفاظ على كرامة الأمهات وتقليل العبء المالي على أسر الأطفال أثناء قبول الأطفال في مراكز التغذية العلاجية.

يقول إميليو سيارلو، رئيس العلاقات المؤسسية والاتصال بالوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي: " تُعد الصحة حقا وشرطا وفرصة للتنمية، وهي تمثل أولوية بالنسبة لوكالة التعاون الإيطالي، تتفرع منها المساواة بين الجنسين وحقوق القُصّر وذوي الإعاقة".

ومكنت المساهمات السخية من حكومة إيطاليا والمانحين الآخرين منظمة الصحة العالمية من تقديم الدعم لـ 90 مركزاً للتغذية العلاجية في اليمن، بما في ذلك 37 مركزا تم إنشاؤها مؤخراً. وتم في الفترة الممتدة من 2019 إلى يونيو 2020علاج 17,831 طفلاً مصابا بسوء التغذية الحاد الوخيم في مراكز التغذية العلاجية التي تدعمها منظمة الصحة العالمية.

وتقول الدكتورة فريما كوليبالي زيربو، رئيسة فريق التغذية في مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن: "بفضل شراكات مثل هذه، انخفض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية الحاد من 3.6% في عام 2017 إلى 2.1% في يونيو 2020".