يحتل إقليم شرق المتوسط الموقع الثاني من حيث ارتفاع معدّلات الوفيات بسبب التصادمات على الطرق
29 تشرين الأول/أكتوبر 2013 - تشهد اليوم الدورة الستون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إطلاق "التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2013، دعم عِقْدٍ من العمل". ويقدِّم هذا التقرير أحدث المعلومات حول أوضاع السلامة على الطرق في جميع بلدان العالم، ومما يزيد من أهميته أنه يحدِّد الأساس لمتابعة ورصد الجهود المتواصلة خلال عِقْدٍ العمل من أجل السلامة على الطرق 2011 – 2020.
ويقدم التقرير معلومات حول 182 بلداً، منها 19 بلداً من بلدان إقليم شرق المتوسط، ويعيش في البلدان التي يعرض التقرير أوضاعها 99% من سكان العالم أو ما يقرب من 6.8 مليار نسمة.
والمعلومات التي يقدمها التقرير بالغة الأهمية، ومنها أن 28 بلداً فقط، يعيش فيها 7% من سكان العالم، لديها قوانين شاملة لأحكام السلامة على الطرق، تتصدَّى لعوامل الخطر الرئيسية الخمسة، وهي تناول المسكرات مع القيادة، والسرعة، وعدم استخدام خوذات الدراجات النارية وأحزمة الأمان والمقاعد المقيِّدة لحركة الأطفال. ويشير التقرير، إلى جانب تدابير أخرى، إلى ضرورة تسريع وتيرة تغيير القوانين من أجل تحقيق هدف عِقْد العمل من أجل السلامة على الطرق، والذي تبنته الأمم المتحدة للفترة 2011 – 2020، ويتمثَّل بإنقاذ حياة 5 ملايين شخص.
ويتضمَّن التقرير أيضاً معلومات مفادها أن 88 بلداً قد تمكَّن خلال الفترة بين 2007 و2010 من تقليص عدد الوفيات على الطرق، مما يثبت أن إجراء التحسينات أمر يمكن القيام به، إلا أن التقرير يعرض أيضاً أن عدد الوفيات على الطرق قد زاد في نفس الفترة في 87 بلداً؛ وهكذا يبقى العدد الإجمالي للوفيات على الطرق مرتفعاً إلى حدٍ لا يمكن قبوله أو السكوت عليه، إذ يصل إلى 1.24 مليون شخص كل عام.
أما ما يتعلق بإقليم شرق المتوسط، فتشير البيانات إلى أن هذا الإقليم يشهد أكثر من 10% من الوفيات بسبب التصادمات على الطرق، وأنه يحتل الموقع الثاني بين أقاليم منظمة الصحة العالمية الستة من حيث ارتفاع معدلات الوفيات بسبب هذه التصادمات ؛ إذ يأتي موقعه مباشرةً بعد الإقليم الأفريقي. ثم إن البلدان المتوسطة الدخل في الإقليم تتحمل ما يزيد على 85% من مجمل الوفيات على الطُرُق فيه، أما بلدان الإقليم المرتفعة الدخل فتصل فيها معدّلات الوفيات على الطرق إلى ضعف ما لدى البلدان المرتفعة الدخل في الأقاليم الأخرى، مما يوضِّح مدى خطورة مشكلة الإصابات بسبب التصادمات على الطرق في جميع بلدان الإقليم، بغض النظر عن مستوى الدخل فيها.
ويتضمَّن التقرير تحذيرات أكثر خطورة؛ فالشباب في الأعمار المنتجة هم الأكثر تضرُّراً بالتصادمات على الطرق؛ إذ إن ما يقرب من 60% من الذين يلقون حتفهم نتيجة هذه التصادمات هم من المجموعة العمرية بين 15 و44 عاماً، كما أن 75% منهم من الذكور، وفي ذلك ما يتماشى مع أحدث المعلومات حول العبء العالمي للأمراض لعام 2010، والتي توضِّح أن التصادمات على الطرق هي السبب الأول للوفاة بين من هم في عمر 15 – 29 عاماً في الإقليم.
ومن بين مجمل ضحايا التصادمات على الطرق في إقليم شرق المتوسط، نجد أن 45% منهم من مستخدمي الطرق الأكثر تعرُّضاً للمخاطر ، فالمشاة هم الأكثر تأثراً، يتلوهم راكبو الدراجات النارية والدراجات الهوائية، ورغم ذلك فإن عدداً قليلاً من البلدان لديه سياسات وطنية وبيئات مواتية لتشجيع المشي وركوب الدراجات الهوائية أو لفصل مسارات مستخدمي الطرق عن بعضها.
إن القوانين الناظمة لعوامل الخطر الرئيسية موجودة في معظم بلدان الإقليم، إلا أنها في غالب الأحيان غير شاملة، وبعيدة عن التنفيذ لأحكامها، مما يقلِّل من فعاليتها. ورغم أن معظم البلدان لديها نُظُم للرعاية بعد حدوث التصادمات على الطرق؛ فإن تلك النُظُم بحاجة للتقوية من حيث جوانب تقديم الرعاية للمصابين وإعادة تأهيلهم.
إن التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2013 هو التقرير الثاني في سلسلة من التقارير تهدف إلى تقديم تحليل واقعي لمدى تنفيذ البلدان لعدد من التدابييعرض هذا التقرير بعض القضايا الأخرى ذات الأهمية مثل معايير سلامة المركبات، والتفتيش على البنية الأساسية للطرق، والسياسات المتصلة بالمشي وركوب الدراجات، وجوانب متصلة بنُظُم الرعاية السابقة للوصول إلى المستشفى. كما يوضِّح التقرير أيضاً ما إذا كانت البلدان لديها استراتيجيات وطنية تتضمَّن أهدافاً يمكن قياسها لتقليص عدد الوفيات وعدد الإصابات الوخيمة على الطرق.
يمكن الحصول على المزيد من المعلومات بالاتصال بـ:
وحدة الإعلام والاتصالات
وحدة الوقاية من العنف والإصابات والعجز