الخبراء في شلل الأطفال متفاؤلون ولكنهم يحذرون من إمكانية عودة المرض من جديد
27 كانون الثاني/يناير 2015 | بيروت— يبدو أن استجابة التمنيع الطارئة لمدة 12 شهراً عبر منطقة الشرق الأوسط قد أوقفت فاشية شلل الأطفال التي بدأت في سوريا والعراق، وذلك وفقا لاجتماع خبراء الصحة المنعقد في بيروت.
إن الفاشية، التي أصابت بالشلل 38 طفلاً على الأقل في سوريا والعراق، وأثارت المخاوف من حدوث وباء كبير، قد حفزت على استجابة غير مسبوقة لتمنيع أكثر من 27 مليون طفل عبر ثمانية بلدان. والفاشية في سوريا – التي امتدت إلى العراق في أوائل 2014- قد وقعت بسبب ورود فيروس شلل الأطفال من باكستان.
والآن مر عام واحد على ظهور آخر حالة مؤكدة للفيروس في سوريا، وتسعة أشهر على ظهور آخر حالة في العراق، برغم استمرار الصراع والنزوح الجماعي لسكان المنطقة. ويقول الخبراء إن هذا الإنجاز الرائع كان نتيجة لجهود هائلة والتزام أبدته الحكومات والعاملون في مجال الصحة، والآباء والأمهات لضمان أن يحصل أطفالهم على اللقاح.
"في الظروف العادية، يمكن أن نقول أنه تم إيقاف هذا الوباء،" هكذا قالت ماريا كاليفيس، "المديرة الإقليمية لمنظمة اليونيسيف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا". وأضافت "ولكن نظراً للصراع الدائر، فإن اليونيسيف وشركاءها لن يدخروا وسعا لضمان استمرار حصول الأطفال على الوقاية التي يحتاجون إليها ضد هذا المرض الرهيب".
إن الخبراء الذين حضروا الاجتماع الإقليمي لاستعراض شلل الأطفال في بيروت في 26-27 كانون الثاني/يناير، قد حذروا من أن استمرار العنف الذي يجتاح سوريا والعراق، يزيد من خطر عدم إمكانية وصول فرق التلقيح إلى بعض الأطفال بانتظام. ويقولون إنه نظراً للفجوات في التغطية باللقاحات، وفي ترصد الحالات الجديدة، فإن هناك ضرورة لمزيد من حملات التمنيع على مدى الأشهر المقبلة.
"هذا ليس وقت الاسترخاء،" هكذا قال كريس ماهر، مدير برنامج القضاء على شلل الأطفال ودعم حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية. وأضاف "على الرغم من النجاح الذي حققناه حتى الآن، فإننا نواصل العمل مع الحكومات والسلطات المحلية ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية للتأكد من الوقاية التامة لجميع الأطفال ضد شلل الأطفال في جميع أنحاء الإقليم، بمن فيهم الذين يعيشون في المناطق الأكثر تأثراً بالصراع."
وقد تم وضع خطة استجابة للأشهر الستة المقبلة في اجتماع بيروت الذي حضره فرق من الخبراء من "وزارات الصحة" من سوريا، والعراق، والأردن، ولبنان، ومصر، وتركيا، وغزة والضفة الغربية، وإيران وخبراء شلل الأطفال من منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض، ومنظمة الروتاري الدولية، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس. وسوف تركز الخطة على تعزيز تقديم خدمات التمنيع الأساسية، وتحديد الأطفال والمجتمعات المحلية الذين لم يمكن الوصول إليهم بسبب الصراع أو نزوح السكان.
إن الاجتماع قد ضم طائفة واسعة من الشركاء المحليين والدوليين، ومن ضمنهم "منظمة الروتاري الدولية"، والذين يعملون مع السلطات الصحية المحلية عبر الشرق الأوسط لتحفيز الاستجابة لمقتضيات الفاشية مع مواصلة إذكاء الوعي ودعم حملات التوعية وتأمين الأموال اللازمة ودعم أعمال المكافحة من أجل وضع حد لإنهاء شلل الأطفال أينما كان موجوداً" هكذا قال رئيس اللجنة الفرعية الدولية لنادي الروتاري، مايكل جزار.
وفي حين يجري الآن مواصلة تكثيف خطط الطوارئ لضمان الوصول إلى جميع الأطفال باللقاح، وتعزيز ترصد هذا المرض، يقول خبراء منظمة الصحة العالمية واليونيسيف إن السبيل الوحيد لحماية الأطفال نهائياً عبر الشرق الأوسط هو وقف انتقال الفيروس من البلدان التي لا يزال انتقال الفيروس متوطناً فيها – وهي باكستان وأفغانستان.
للاطلاع على المزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
أيما سايكس
موظفة الاتصالات – شلل الأطفال
مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط
رقم الهاتف: + 962 7 9141 8368 (جوال)
البريد الإلكتروني:
سيمون انجرام
الرئيس الإقليمي للاتصالات، اليونيسيف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
رقم الهاتف: +962 79 590 4740 (جوال)
البريد الإلكتروني:
ملاحظة للمحررين:
لقد مكنت المساهمات السخية من الجهات المانحة من النمسا، وشيلي، ووزارة التنمية الدولية، وإستونيا، وألمانيا، ولوكسمبورغ، والنرويج، وعمان، ومنظمة الروتاري الدولية، وجمعية الهلال الأحمر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للأمم المتحدة، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من الاستجابة لمقتضيات الفاشية في الشرق الأوسط وتطعيم أكثر من 27 مليون طفل ضد شلل الأطفال عبر ثمانية بلدان من خلال 56 نشاطاً تكميلياً للتمنيع منذ التأكد من وقوع الفاشية.
وذكر رؤساء برامج التطعيم من ثمانية بلدان في الاجتماع الاستعراضي، أن وزراء الصحة كانوا قد أعلنوا أن الفاشية هي حالة طارئة إقليمية للصحة العمومية بعد اكتشاف الحالات المؤكدة في تشرين الأول/أكتوبر 2013، وأن هذا الإعلان قد مكّن من تقديم استجابة سريعة ومنسقة. وأشادوا بالعاملين الصحيين من جميع البلدان، والذين يعملون في بعض الأحيان في خطر كبير عبر خطوط الصراع السياسية من أجل حماية أطفال الإقليم، وقدموا الشكر للشركاء الدوليين لدعمهم المستمر. ونظراً للوضع في سوريا والعراق، والنزوح السكاني المتكرر عبر الإقليم، وانخفاض المناعة في المجالات الرئيسية، واستمرار انتقال شلل الأطفال في باكستان، فأكدوا على أن خطر استيراد الفيروس مرة أخرى لا يزال عالياً ولا تزال عواقبه خطيرة. ولا سيما في مناطق الصراع حيث تنهار الخدمات الصحية، وأكدوا على ضرورة استمرار أنشطة الترصد والتلقيح ضد المرض مما يسمح بتحقيق استجابة قوية.