سوريا

طفل يتلقى لقاح شلل الأطفال خلال الحملة الوطنية للتمنيع ضد شلل الأطفال التي اختُتِمَت في آذار/ مارس 2021، والتي وصلت إلى 2.5 مليون طفل دون سن الخامسة في جميع المحافظات السورية البالغ عددها 14 محافظة، بما في ذلك المناطق شديدة الخطورة في شرق الفرات، ومخيمات اللاجئين والنازحين داخليًا، والمناطق البدويةطفل يتلقى لقاح شلل الأطفال خلال الحملة الوطنية للتمنيع ضد شلل الأطفال التي اختُتِمَت في آذار/ مارس 2021، والتي وصلت إلى 2.5 مليون طفل دون سن الخامسة في جميع المحافظات السورية البالغ عددها 14 محافظة، بما في ذلك المناطق شديدة الخطورة في شرق الفرات، ومخيمات اللاجئين والنازحين داخليًا، والمناطق البدوية

وفي عام 1999، ظنت سوريا أنها شهدت آخر حالة للإصابة بفيروس شلل الأطفال البري. وقد ضمن التمنيع الروتيني القوي، الذي يُقدَّم من خلال نظام الرعاية الصحية العامة في البلد، حصول الأطفال على اللقاحات التي يحتاجون إليها لمكافحة شلل الأطفال. ولكن في تشرين الأول/ أكتوبر 2013، تأكد وجود شلل الأطفال في سوريا مرة أخرى.

وكانت فاشية فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1، التي حدثت في عامي 2013 و2014 بسبب وفادة سلالة من فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 المنتشر في باكستان، قد تسببت في إصابة 35 طفلًا بالشلل في عام 2013، وطفل واحد في كانون الثاني/ يناير 2014. ولم يحصل معظم الأطفال المصابين على التطعيم ضد شلل الأطفال، وبالتالي لم يتمكنوا من مكافحة الفيروس.

وقد أدت استجابةٌ منسقةٌ من وزارة الصحة السورية ومنظمة الصحة العالمية واليونيسف، شملت حملات متزامنة على مستوى الإقليم، إلى وقف انتقال فيروس شلل الأطفال ورفع مستويات المناعة. وعلى الرغم من تعقيدات التنفيذ، فقد تمكنت 10 حملات وطنية في سوريا من الوصول إلى 2.9 مليون طفل دون سن الخامسة، كما جرى تعزيز نظام ترصد شلل الأطفال في البلد على جميع المستويات.

الاستجابة لسريان فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2

في حزيران/ يونيو 2017، أُبلِغ عن حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في محافظة دير الزور شرق سوريا، مما أكَّد اندلاع فاشية أخرى لشلل الأطفال. وستؤدي الفاشية في نهاية المطاف إلى شلل 74 طفلًا، وكانت آخر حالة شلل تسببت فيها في 21 أيلول/ سبتمبر 2017. وكما هو الحال مع الفاشية السابقة، كان من عوامل الخطر الشديدة الأهمية وجود سكان لم يحصلوا على التمنيع وكانت فرص حصولهم على الرعاية الصحية دون المستوى الأمثل، وانتهت الفاشية من خلال الجهود المتواصلة لتطعيم كل طفل بلقاح شلل الأطفال الفموي بشكلٍ متكرر، على الرغم من التحديات المحيطة بالحصول على اللقاح والصراع الدائر.

ترصُّد شلل الأطفال في سوريا

يوجد في سوريا نظام قوي لترصُّد الشلل الرخو الحاد. وتُجمَع عينات البراز وتُرسَل إلى مختبر شلل الأطفال الوطني المعتمد من المنظمة في دمشق لتحديد ما إذا كانت العدوى بفيروس شلل الأطفال هي سبب الشلل. وبلغت مؤشرات الترصد الغايات العالمية لعام 2019، إذ بلغ معدل اكتشاف الحالات الجديدة أكثر من 3 حالات لكل 100000 طفل دون سن 15 عامًا.

كما تُجري سوريا ترصُّدًا بيئيًا واسع النطاق في 16 موقعًا في 13 محافظة. وفي حين أن وزارة الصحة السورية مسؤولة عن تدريب موظفي الترصُّد والإشراف عليهم وإدارتهم، فإن المنظمة تقدم الدعم المالي للنقل، والحوافز اللازمة لجمع تلك العينات وتحليلها في الوقت المناسب، ولبناء القدرات.

المختبر الوطني لشلل الأطفال في دمشق

يُنفِّذ المختبر الوطني لشلل الأطفال في دمشق العزل الفيروسي لفيروس شلل الأطفال وتمييز الأنماط الفرعية داخل النَمَط الواحد من أنماط الفيروس، فضلًا عن تحديد المتواليات الجينية. ونجح المختبر في اجتياز عملية الاعتماد السنوية التي تجريها المنظمة، مؤكدًا رسميًا أن المختبر لديه القدرة على الكشف عن فيروسات شلل الأطفال البرية والمشتقة من اللقاحات التي قد تكون موجودة في العينات السريرية والبيئية، والتعرّف عليها والإبلاغ عنها فورًا، ولديه كذلك الإمكانات اللازمة لذلك. وقد مَوَّلت المنظمة جميع الإمدادات والمعدات التي يحتاج إليها المختبر الوطني لشلل الأطفال، ودعمت بناء قدرات كبار موظفي المختبر من خلال حلقات عمل داخلية وخارجية، بالتنسيق مع المكتب الإقليمي للمنظمة في القاهرة.