الصومال

Polio priority country Somalia

يقع الصومال في القرن الأفريقي ويبلغ عدد سكانه نحو 15.8 مليون نسمة، وقد صُنِّف على أنه بلد يواجه حالات طوارئ من المستوى 3، الأمر الذي يتطلب استجابةً كبيرةً من منظمة الصحة العالمية. ويتعافى الصومال من عقودٍ من الصراع، والصدمات المناخية المتكررة، وتفشي الأمراض، وانتشار الفقر على نطاق واسع. وقد أدت الصدمات المناخية العديدة على مدى العقود الثلاثة الماضية، مثل حالات الجفاف والفيضانات المتكررة، بالإضافة إلى الصراع المديد، إلى إضعاف النظام الصحي في البلد.

وعلاوة على ذلك، ضربت جائحة كوفيد-19 نظام الرعاية الصحية الهش في البلد على نحو غير مسبوق، مما فرض مستوى عالٍ للغاية من الضغط على الخدمات القائمة التي تقدمها السلطات الاتحادية أو الإقليمية أو المحلية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وفي حين أن جائحة كوفيد-19 أدت إلى تفاقم مواطن الضعف وأثرت سلبًا على تقديم الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلد بوجهٍ عام، لا يزال برنامج شلل الأطفال عنصرًا أساسيًا لنظام الرعاية الصحية في البلد، وأسهم إسهامًا كبيرًا في تقييمات المخاطر، وتقديم التطعيم، وتقييم احتياجات المجتمع للاستجابة لجائحة كوفيد-19.

شلل الأطفال في الصومال

لم يُكشَف عن حالات إصابة بفيروس شلل الأطفال البري في الصومال منذ عام 2014، وفي عام 2020، حصلت القارة الأفريقية على إشهادٍ على الخلو من فيروس شلل الأطفال البري. ولكن لا تزال سلالات أخرى من شلل الأطفال تهدد الأطفال في الصومال، حيث دمرت الصراعات والفقر وأزمات المناخ البنية الأساسية الصحية.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، أُعلِنَ عن فاشية لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2، وبعد ثلاثة أشهر فقط، أُعلِنَ عن فاشية لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 3 في شباط/ فبراير 2018. وقد أُعلن عن كلتا الفاشيتين عقب الكشف عن معزولات من مواقع الترصد البيئي في منطقة بنادير.

وأُعلن عن وقف فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 3 بنجاح في آذار/ مارس 2021 (بعد 30 شهرًا من اكتشاف آخر سلالة من شلل الأطفال) بعد إصابة سبعة أطفال بالشلل (كان أحدهم مصابًا بعدوى مصاحبة بفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمطين 2 و3). ومع ذلك، لا يزال البلد يستجيب لفاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 حتى آذار/ مارس 2022، مع إصابة 25 طفلًا بالشلل منذ عام 2018، وهي أحدث حالة اكتُشِفت في كانون الثاني/ يناير 2022. وبالمثل، اكتشف البلد 52 معزولة من فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2 من مواقع العينة البيئية؛ وجُمعت أحدث عينة إيجابية لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2 في 23 أيار/ مايو 2021. ووفقًا للوائح الصحية الدولية، تُصنَّف الصومال على أنها دولة موبوءة بعدوى فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 مع وجود خطر محتمل للانتشار الدولي.

ولا يزال الصومال يواجه تحدياتٍ أمنيةٍ مديدةٍ، مما يؤدي إلى صعوبة في إيصال اللقاحات إلى الأطفال الضعفاء. ونتيجة لذلك، تواصل سلسلة سراية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 نموها، لا سيّما في جنوب الصومال ووسطه. وهناك أيضًا بَيّنات على وقوع حوادث متعددة من الانتشار الدولي إلى إثيوبيا وكينيا.

برنامج شلل الأطفال في الصومال

كان برنامج شلل الأطفال في الصومال مساهمًا رئيسيًا في تعزيز نظام الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الصحية، بما في ذلك ترصُّد الحصبة وغيرها من الأمراض والبرنامج المُوسَّع الأوسع نطاقًا للتمنيع. وفي أنحاء كثيرة من الصومال، يُعد العاملون في مجال مكافحة شلل الأطفال من أشهر العاملين في مجال الرعاية الصحية وأكثرهم بروزًا في المجتمع المحلي، ويعتمدون على علاقات طويلة الأمد لتقديم خدمات رعاية صحية تتجاوز نطاق مكافحة شلل الأطفال بكثير.

إن إيصال لقاح شلل الأطفال إلى كل طفل هو السبيل الوحيد لرفع مستويات المناعة بحيث لا يجد فيروس شلل الأطفال مكانًا يذهب إليه في الصومال، حيث لا تزال مناطق جغرافية شاسعة وسكانها يتعذر الوصول إليها من الخارج. وتسعى منظمة الصحة العالمية جاهدة، بالمشاركة مع الأطراف المعنية في المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال وغيرهم من الأطراف، إلى الوصول إلى جميع الأطفال من خلال مفاوضات الوصول مع شيوخ العشائر على مستوى المجتمع المحلي. ويهدف البرنامج إلى إيصال اللقاح إلى كل طفل يستحق التطعيم، ويشمل ذلك أطفالًا من بين 2.9 مليون نازح داخلي و31000 لاجئ وطالب لجوء.

ترصُّد شلل الأطفال في الصومال

يوجد في الصومال نظام فعّال لترصُّد الشلل الرخو الحاد، ويكمّله الترصُّد البيئي. وتتألف شبكة ترصُّد الشلل الرخو الحاد من مسؤولين معنيين بشلل الأطفال على مستوى المحافظات والمناطق، وعاملين صحيين يتولون إجراء الترصُّد الفعّال والترصّد غير النشط بالمشاركة مع القطاعين الصحيين العام والخاص.

وفي المناطق التي يتعذر الوصول إليها، يعتمد البرنامج على شبكة من المتطوعين القرويين في مجال شلل الأطفال، والعاملين المجتمعيين الذين تتمثل مهمتهم في البحث عن الشلل الرخو الحاد، وتثقيف الناس بشأن شلل الأطفال، وتيسير جمع عينات البراز واستقصاء الحالات. ويؤدي المتطوعون القرويون عملًا بالغ الأهمية في مجال ترصُّد الشلل الرخو الحاد في المناطق التي قد يكونوا هم الوحيدون الذين يؤدون هذا العمل فيها، إلا أن نطاق عدم إمكانية الوصول إلى هذه المناطق في جزء كبير من جنوب ووسط الصومال يجعل من الصعب الثقة الكاملة بجودة الترصُّد هناك.

وقد أُنشِئ نظام الترصُّد البيئي لأول مرة في مقديشو في عام 2017، وجرى توسيعه كل عام ليشمل المواقع الحالية البالغ عددها 16 موقعًا ميدانيًا في جميع أنحاء البلد.

وعلى الصعيد الوطني، يفي الصومال دائمًا بالمعيارين الدوليين لترصد شلل الأطفال، حتى أثناء تفشيه، فمعدل الشلل الرخو الحاد غير الناجم عن شلل الأطفال يبلغ عادة 4.4 (المعيار الدولي ثلاثة أثناء تفشي المرض)، وعادةً يكون معدل كفاية البراز حوالي 96% (المعيار الدولي 80%). إلا أن معدل الشلل الرخو الحاد غير الناجم عن شلل الأطفال يقل عن ثلاثة في ستة من أصل 18 مقاطعة، كما أن هناك فجوات واضحة على مستوى المديريات، الأمر الذي يثير القلق.