باكستان

A young boy is vaccinated in Maraghzar Colony, Lahore. Photo credit: Syed Mehdi Bokhariصبي صغير يتلقى التطعيم في مستعمرة مراغزار، لاهور. حقوق الصورة: سيد مهدي بخاري

باكستان أحد بلدين لا يزال يتوطن فيهما شلل الأطفال. ويُشكّل البلدان المتجاوران باكستان وأفغانستان كتلةً وبائيةً واحدة.

وعقب عودة ظهور عدد من الأطفال المصابين بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 في عام 2019، أبلغت باكستان عن حالة واحدة فقط من الفيروس في عام 2021. كما انخفضت نسبة العينات البيئية الإيجابية. وقد حقق البرنامج نتائج مماثلة في الماضي ولكن الانخفاض الكبير الحالي في عدد الفيروسات الموجودة في البيئة فريدٌ من نوعه.

وأصيب ثمانية أطفال بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في عام 2021، وهو ما يمثل انخفاضًا كبيرًا مقارنةً بالعدد الذي سُجِّل في عام 2020 وكان يبلغ 135 طفلًا. وتركزت فاشية عام 2020 في المناطق ذات التغطية المنخفضة بالتمنيع الروتيني والغياب الطبيعي للمناعة. كما تفاقم انخفاض مستويات المناعة بسبب تردي أوضاع المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في المجتمعات المحلية، وارتفاع معدل انتشار سوء التغذية.

Cases of WPV1 and cVDPV2 in Pakistan, 2021-2025

وتُقدِّم منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، الدعم التقني لبرنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان على المستوى الاتحادي ومستوى المقاطعات والمناطق، بما في ذلك دعم الترصُّد، وإدارة سلسلة التبريد، وتدريب أكثر من 300000 من العاملين في الخطوط الأمامية ومديري الصحة، والإبلاغ وإدارة البيانات، والعمليات، والاتصالات.

وقد سافر مجلس مراقبة شلل الأطفال إلى باكستان مرتين في عام 2021، في حزيران/ يونيو وتشرين الثاني/ نوفمبر. وزار الوفدُ المواقعَ الميدانية، واطلع على عمل البرنامج واجتمع مع العاملين في طليعة جهود استئصال شلل الأطفال. وأحاط الوفد بما أحرزته حكومة باكستان وشركاؤها من تقدُّمٍ مُبهرٍ وما أبدوه من التزامٍ لوقف سريان فيروس شلل الأطفال البري.

الاستجابة للسريان المزدوج لفيروس شلل الأطفال البري من النمطين 1 و2

يعكف البرنامج على توظيف العاملين في مجال مكافحة شلل الأطفال من نفس المجتمعات المحلية المتضررة من فيروس شلل الأطفال، فضلًا عن ابتكار أدوات مُحسَّنة لتقييم احتياجاتهم وتلبيتها وذلك من أجل الوصول بشكلٍ أفضلٍ إلى الفئات السكانية الشديدة التعرض للخطر. ويجري إدماج أنشطة مكافحة شلل الأطفال في البرامج الاجتماعية ذات الأولوية لتقديم حزمة شاملة من الخدمات الأساسية للمجتمعات المحلية وتحسين مناعة السكان. ويجري أيضًا إدماج الخدمات الصحية الأساسية في حملات التطعيم مع برنامج إحساس (Ehsass)، وهو برنامج الدعم الاجتماعي الرائد في باكستان، لتعزيز قيمة برنامج شلل الأطفال في المجتمعات المحلية من خلال تلبية احتياجاتها الصحية بطريقة أكثر شمولًا.

واستنادًا إلى البيانات الوبائية، يعكف البرنامج باستمرار على إعادة تحديد تركيزه الجغرافي لضمان وقف انتقال العدوى. وفي عام 2021، وَجّه البرنامج تركيزه إلى المناطق المُعرَّضة للخطر، بما في ذلك المستودعات الرئيسية، ووسط باكستان، وجنوب خيبر باختونخوا. وتعمل شبكة واسعة من مسؤولي التعبئة الاجتماعية مع قادة المجتمعات المحلية في هذه المناطق لتحديد الأسباب الجذرية للتردد في أخذ اللقاح، ومكافحة المعلومات المغلوطة، ومعالجة حالات رفض التطعيم.

ولتهيئة بيئة مواتية، يواصل البرنامج إقامة تحالفات مع الأفراد والمجتمع المدني والقطاعين العام والخاص، بما في ذلك الرابطة الطبية الإسلامية في باكستان، والرابطة الباكستانية لطب الأطفال، ومجلس الكريكيت الباكستاني، وعدة مؤسسات لإشراك الشخصيات المؤثرة الرئيسية في تعزيز التطعيم ضد شلل الأطفال.

وفي عام 2021، عُقدت أيام وطنية للتمنيع في كانون الثاني/ يناير وآذار/ مارس وأيلول/ سبتمبر وكانون الأول/ ديسمبر، واستهدفت أكثر من 40 مليون طفل دون سن الخامسة في كل جولة. ونُفذت أيضًا أنشطة التطعيم التكميلي في مواقع مستهدفة في حزيران/ يونيه وآب/ أغسطس وكانون الأول/ ديسمبر. وتلقى موظفو الخطوط الأمامية المعنيون بشلل الأطفال تدريبًا شاملًا على بروتوكولات كوفيد-19 والتدابير الوقائية التي اتُّبِعَت خلال الزيارات المنزلية والميدانية والتطعيم.

ترصُّد شلل الأطفال في باكستان

يتمتعُ نظام ترصُّد شلل الأطفال في باكستان، من القرى النائية إلى أكبر مدن البلد، بالقدرة على الكشف عن فيروس شلل الأطفال أينما وجد.

ولا يزال ترصُّد الشلل الرخو الحاد أداةً أساسيةً لاستئصال شلل الأطفال في باكستان. وفي حين أن المعيار العالمي هو حالتان على الأقل من حالات الشلل الرخو الحاد غير الناجمة عن شلل الأطفال لكل 100000 نَسَمة دون سن الخامسة عشرة، فقد ارتفع هذا المعدل في باكستان بانتظامٍ من 6.8 في عام 2015 إلى أكثر من 13.4 في حزيران/ يونيو 2021. ويُكمَّل نظام ترصُّد الشلل الرخو الحاد بالترصُّد البيئي الذي يساعد على اكتشاف فيروس شلل الأطفال في أماكن وجوده بأشكالٍ مختلفة مثل مياه الصرف الصحي. وتمتلك باكستان أكبر شبكة ترصُّد بيئي في العالم، حيث يوجد 65 موقعًا استراتيجيًا في 44 منطقة في جميع أنحاء البلد.

ويواصل المختبر المرجعي الإقليمي اختبار عينات البراز والعينات البيئية لضمان الكشف عن الفيروس في الوقت المناسب. ويجري اختبار ما يزيد في المتوسط على 800 8 عينة من البراز و350 عينة بيئية كل ثلاثة أشهر.

وأُجرِيت مراجعة خارجية للترصُّد في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 لتقييم نظام الترصُّد في باكستان على نحوٍ مستقلٍ. وخلص المراجعون إلى أن النظام قادرٌ على الكشف عن أية سراية لفيروس شلل الأطفال، مشيرين إلى ضرورة أن يظل البرنامج متيقظًا جدًا إزاء المستوى المتدني التاريخي لاكتشاف الفيروس في البلد. ويعمل المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، ومركز شلل الأطفال التابع للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، ومنظمة الصحة العالمية في باكستان معًا لوضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات التي انتهت إليها المراجعة.

برنامج استئصال شلل الأطفال في باكستان