مصر

طفلٌ يتلقى التطعيم خلال الجولة الأولى من حملة الاستجابة لشلل الأطفال في مصر التي استهدفت 16.6 مليون طفل دون سن الخامسة في عام 2021طفلٌ يتلقى التطعيم خلال الجولة الأولى من حملة الاستجابة لشلل الأطفال في مصر التي استهدفت 16.6 مليون طفل دون سن الخامسة في عام 2021

كانت آخر حالة مؤكّدة لفيروس شلل الأطفال البري في مصر قد أُبلِغ عنها في عام 2004، وأُعلِن خلو البلد من شلل الأطفال في عام 2006. وتأتي أولى البَيّنات على الإصابة بفيروس شلل الأطفال من الرسومات الفرعونية على الآثار المصرية منذ 3000 عام، ومنذ ذلك الحين أصاب المرض الملايين من الأطفال المصريين بالشلل.

وقد قُضِيَ على فيروس شلل الأطفال البري في مصر من خلال الجهود الدؤوبة لتمنيع كل طفل من خلال سبع جرعات في إطار جدول التمنيع الروتيني، علاوة على جرعاتٍ إضافيةٍ من خلال نشاط تكميلي منتظم. ولكن فاشية فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في عام 2021 أظهرت أنه حتى البلدان التي لديها برامج قوية للتمنيع الروتيني مُعرَّضة لخطر فيروسات شلل الأطفال.

الاستجابة لسريان فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2

في أيلول/ سبتمبر 2020، جاءت نتيجة اختبار عينة بيئية أُخذَت من أحد مواقع جمع العينات في الجيزة إيجابية لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2. ومنذ ذلك الحين، جاءت نتيجة اختبار العشرات من المستفردات من جميع أنحاء البلاد إيجابية لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2، مما يشير إلى استمرار سريان الفيروس في مصر. ومع مرور الوقت، تظهر المستفردات التي تم التقاطها عددًا متزايدًا من التغيرات في النوكليوتيدات، مما يشير إلى أن الفيروس ينفذ إلى أجسام الأطفال ويتحوّر مع مرور الوقت.

ويُعَدُّ عدم وجود حالات إصابة بشرية بشلل الأطفال المسبب للشلل حتى الآن أمرًا جيدًا: فهذا يعني أن الفيروس لم يُصِب حتى الآن سوى الأطفال الذين يتمتعون بمناعة قوية، أو أن الفيروس المنتشر ليس مُسببًا للشلل حتى الآن، أو كلا الأمرين. ولكن مسار العمل كان واضحًا بالنسبة لبرنامج مكافحة شلل الأطفال في مصر، الذي نظم أيامًا وطنية للتمنيع من أجل رفع مستويات المناعة لدى جميع الأطفال في مصر - سواء المصريين أو أفراد المجموعات السكانية المهاجرة الكبيرة والمتنقلة في مصر - من أجل وقف الفيروس قبل أن يقابل طفلًا يفتقر إلى الحماية الكافية فيُصيبه بالشلل.

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2021، كانت مصر أول بلد في إقليم شرق المتوسط يستخدم اللقاح الفموي الجديد المضاد لفيروس شلل الأطفال من النمط 2، وهو عبارة عن إصدار الجيل القادم من لقاح شلل الأطفال الفموي أحادي التكافؤ من النمط 2 الحالي، ويوفر الوقاية نفسها ضد العدوى بشلل الأطفال ويضمن سلامة الاستعمال، إلا أن بنيته الجينية أكثر استقرارًا، وهو ما يقلل من احتمالات تسبُّبه في حدوث فاشيات للمرض في المستقبل إذا لم يستمر الحفاظ على مناعة عالية لدى السكان.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، أصبح اللقاح الفموي الجديد المضاد لفيروس شلل الأطفال من النمط 2 أول لقاح يُصرَّح به ضمن قوائم منظمة الصحة العالمية للقاحات المستعملة أثناء الطوارئ. ومنذ ذلك الحين، أُعطي اللقاح أكثر من 100 مليون مرة، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2021، أقر فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع - وهو فريق مستقل من الخبراء العلميين يقدم المشورة إلى المنظمة بشأن اللقاحات والتمنيع - نجاح نهاية فترة الاستخدام الأولي للّقاح الفموي الجديد المضاد لفيروس شلل الأطفال من النمط 2.

ترصُّد شلل الأطفال في مصر

لدى مصر نظام واسع النطاق وجيد الأداء لترصُّد شلل الأطفال يتألف من ترصُّد الشلل الرخو الحاد من جانب العاملين الصحيين في جميع أنحاء البلد، والترصُّد البيئي لجريان مياه الصرف الصحي.

كما أن مصر تفي دائمًا بالمعيارين الدوليين لترصد شلل الأطفال، حتى أثناء تفشيه، فمعدل الشلل الرخو الحاد غير الناجم عن شلل الأطفال يبلغ عادة ثلاثة (المعيار الدولي اثنين أو أكثر)، وعادةً يكون معدل كفاية البراز في أعلى الثمانينات (المعيار الدولي 80%).

ويجري تنفيذ الترصد البيئي في مصر منذ عام 2000، ويتلقى العاملون دورات تدريبية وتنشيطية منتظمة. ويعمل ستة وأربعون موقعًا لجمع البيانات في 27 محافظة في البلد، ويوجد موقع واحد على الأقل في كل محافظة. وتعمل المواقع على أساس الجمع الشهري، ولكن منذ بداية فاشية عام 2021، ينتقل أي موقع يجمع عينة إيجابية من فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2 إلى الجدول الزمني الذي يقتضي جمع البيانات مرتين شهريًا.