بدأ برنامج شلل الأطفال في جيبوتي الترصُّد البيئي في عام 2021 لاستكمال ترصُّد الشلل الرخو الحاد وتعزيز الكشف عن فيروسات شلل الأطفال.
لم تسجل جيبوتي أية حالات إصابة بشلل الأطفال منذ عام 1999. وعلى الرغم من إعلان خلو جيبوتي من شلل الأطفال في عام 2002، إلا أن هناك فاشيات لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات من النمط 2 في بلدان أخرى في الإقليم، مما يؤكد المخاطر التي يتعرض لها جميع الأطفال في القرن الأفريقي.
واكتُشف فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 من خلال الترصُّد البيئي في موقعين منفصلين في الفترة من 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 إلى 27 شباط/ فبراير 2022، واستجاب البلد بإطلاق جولتين من حملة التطعيم الوطنية باستخدام لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النمط 2 في شباط/ فبراير وآذار/ مارس 2022، واستفاد من كل جولة أكثر من 150,000 طفل دون سن الخامسة.
وفي كلتا جولتي الحملة، قضى 378 فريقًا من أفرقة التلقيح المتعددة التخصصات - يتألف كل فريق منها من قائم على التطعيم ومُسجّل ومسؤولين عن التعبئة الاجتماعية ومشرفين - تلقوا تدريبهم من خبراء اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية خمسة أيام في التجول في كل حي وإجراء زيارات من منزل إلى منزل في مدن جيبوتي وفي المناطق النائية من أجل الوصول إلى كل طفل وتلقيحه.
ومن خلال تنفيذ هذه الحملة، تحمي وزارة الصحة الجيبوتية جميع الأطفال داخل حدودها من هذا المرض.
ومع حدوث فاشيات لفيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 في اليمن والصومال والسودان وفي أنحاء القرن الأفريقي الأوسع نطاقًا، ومع التنقلات الجماعية المنتظمة للسكان داخل جيبوتي وعبر حدود البلد على حد سواء، يعمل برنامج شلل الأطفال مع حكومة جيبوتي للتخفيف من هذه المخاطر.
رفع مستويات المناعة لدى الفئات السكانية المُعرَّضة للخطر
يُمثّل بناءُ المناعة أحد الجوانب الرئيسية لتخفيف المخاطر. وجيبوتي بلد صغير يبلغ عدد سكانه ما يزيد قليلًا عن مليون نَسَمة، منهم 129,393 طفلًا تقل أعمارهم عن 5 سنوات. وعلى الرغم من أن بعض أهالي جيبوتي من الرعاة أو البدو أو غيرهم من الرُّحَل، فإن أكبر الفئات السكانية المُعرَّضة للخطر في جيبوتي هي تلك التي تمر عبر البلاد أثناء تنقلها في جميع أنحاء القرن الأفريقي وعبر البلدان التي تشهد سريان شلل الأطفال.
ولدى جيبوتي برنامج قوي للتمنيع الروتيني، يُنَفَّذ من خلال نظام الصحة العامة في البلد. وأصبحت جيبوتي ثاني بلد في الإقليم يستخدم اللقاح الفموي الجديد المضاد لفيروس شلل الأطفال من النمط 2 في شباط/ فبراير 2022، عندما نَفَذَّ البلدُ الجولة الأولى من حملة التطعيم الوطنية. ونُفِّذَت الجولة الثانية في الأسبوع الأخير من آذار/ مارس 2022.
ترصُّد شلل الأطفال في جيبوتي
في عام 2018، وبينما كانت وتيرة كل من فاشيتي فيروس شلل الأطفال من النمط 2 وفيروس شلل الأطفال من النمط 3 المتلازمتين في الصومال تتسارعان، استهدف البرنامج الإقليمي لشلل الأطفال دعم ترصُّد الشلل الرخو الحاد في جيبوتي، وبدأ البرنامج تدريبًا إضافيًا للعاملين الصحيين في جميع أنحاء البلاد. وأعقَبَ التدريبَ تكثيفُ الدعم بما في ذلك من خلال توزيع أدوات الإعلام والتثقيف والتواصل والمذكرات المساعدة لرفع مستوى ترصُّد الشلل الرخو الحاد والحفاظ عليه. واليوم، يوجد في جيبوتي 33 موقعًا لم يبُلغ فيها عن حالات إصابة، ويجري فيها الترصُّد السلبي، و77 موقعًا للإبلاغ النشط يجري فيها الإبلاغ عن حدوث حالات إصابة.
وفي 1 آب/ أغسطس 2021، بدأ برنامج شلل الأطفال الترصُّد البيئي في مدينة جيبوتي للكشف عن الفيروس حتى في غياب حالات شلل الأطفال البشرية. وفي تموز/ يوليو 2021، قاد خبراء تقنيون على المستوى الإقليمي دورات تدريبية في الفصول الدراسية وتدريبًا ميدانيًا لجامعي البيانات لضمان توافر المهارات المناسبة، ولا سيّما حول استخدام معدات الوقاية الشخصية والحفاظ على سلسلة التبريد العكسية مع انتقال العينة من الموقع إلى مختبر معهد البحوث الطبية في كينيا في نيروبي.
ويجري جمع البيانات في موقعين، هما أرهيبا، في مقاطعة جيبوتي، ودودا، في مقاطعة أرتا، على بُعد 12 كيلومترًا من مركز مدينة جيبوتي. وكلا موقعي التجميع جزء من شبكة الصرف الصحي المغلقة.