باريفا هاشمي تتحدث عن رحلتها أثناء مشاركتها في البرنامج الوطني لمكافحة شلل الأطفال في جمهورية إيران الإسلامية
8 آذار/ مارس 2022 - كان ذلك في عام 1991، وكانت باريفا هاشمي قد بدأت لتوّها العمل في المركز الصحي لمقاطعة سمنان في جمهورية إيران الإسلامية. وكان يومها يبدأ من طلوع الفجر وينتهي أحيانًا في وقتٍ متأخرٍ من الليل. وكانت تمضي ساعات في السفر في ظروف طقس قاس وطريق شاق إلى مناطق بعيدة عن سمنان. واضطرت في كثير من الأحيان إلى البقاء لفترة أطول في المكتب للإبلاغ عن حالات شلل الأطفال الجديدة في البلاد.
وبوصفها أمًا، لم يكن ابتعادها عن طفليها الصغيرين لفترات طويلة أمرًا سهلًا، لكنها كانت تعرف أن عليها تقديم هذه التضحية من أجل تحقيق حُلمٍ مهم. فقد انضمت إلى برنامج شلل الأطفال وهي تتطلع إلى اليوم الذي يتمتع فيه كل طفل في العالم بجسدٍ صحيّ. وبوصفها خبيرة في الوقاية من الأمراض ومكافحتها، فقد جعلت مهمتها البحث عن الأماكن التي يكمن فيها فيروس شلل الأطفال ودعم فرق شلل الأطفال في الاستجابة في الوقت المناسب.
وأبلغت جمهورية إيران الإسلامية عن آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري فيها في عام 1997. وخلال الفترة التي قضتها في البرنامج الوطني لشلل الأطفال، عملت باريفا هاشمي على تعزيز نظام ترصُّد الأمراض في البلد. ولم يكن إنجاز هذا العمل سهلًا. وتشترك جمهورية إيران الإسلامية في 921 كيلومترًا من الحدود البرية مع أفغانستان و959 كيلومترًا من الحدود البرية مع باكستان - وهما البلدان الوحيدان اللذان يتوطن فيهما شلل الأطفال. وبسبب حركة الناس، ظلت احتمالات وفادة الفيروس مرتفعة.
وتوضح باريفا قائلةً: "يتطلب هذا الوضع أقصى قدر من الدقة في ترصُّد المرض والتطعيم. وكان علينا أن نتأكد من جمع جميع العينات والإبلاغ عنها في الوقت المناسب، ومن تطعيم كل طفل. وهذا يعني بذل جهد إضافي بالسفر عبر الجبال والصحاري للوصول إلى كل طفل، بغض النظر عن محل ميلاده".
وجرى على الفور الكشف عن جميع حالات الشلل الرخو الحاد لدى الأطفال دون سن 15 عامًا، والإبلاغ عنها، وأخذ عينات منها من خلال نظام ترصد شلل الأطفال. وهذه الجهود المتضافرة التي بذلها الفريق بأكمله هي التي ساعدتهم على استئصال شلل الأطفال من البلد.
وقد مضى 20 عامًا تقريبًا منذ إعلان خلو البلد من شلل الأطفال.
وبالنسبة لباريفا الهاشمي، فإن العمل في مجال شلل الأطفال لا يقتصر على مجرد الترصُّد في الوقت المناسب. لكنه يعني المشاركة مع المجتمعات المحلية لتثقيفها بشأن آثار فيروس شلل الأطفال التي تسبب الشلل وتهدد الحياة.
وقالت باريفا: "لم يكن كثير من الناس على علم بما يمكن أن يسببه فيروس شلل الأطفال لصحة أطفالهم. ويسرني أنني تمكنت من التحدث إلى الآباء عن مخاطر هذا الفيروس وتشجيعهم على تطعيم أطفالهم. ولم تكن المهمة سهلةً كما يبدو؛ فقد كنا فريقًا قويًا من الخبراء في مجال الوقاية من الأمراض ومكافحتها، وكان لدينا رؤية نصبو إلى تحقيقها.
وقد تقاعدت باريفا هاشمي في عام 2015 لكنها لا تزال ملتزمة بالقضية. فهي تتابع عن كثب عمل وزارة الصحة والتعليم الطبي وشركاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال. ونظرًا لخبرتها الواسعة في هذا المجال، كثيرًا ما يستشيرها الزملاء للاستفادة من خبرتها التقنية.
وتتمنى أن تحقق حلمًا آخر الآن بأن ترى اليوم الذي يصبح فيه إقليم شرق المتوسط، والعالم بأسره، خاليين من شلل الأطفال.
وفي حين أبلغت جمهورية إيران الإسلامية عن آخر حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النمط 1 لديها في عام 1997، حافظ البلد على وجود شبكة ترصُّد يقظة، لا سيّما في المناطق المتاخمة لأفغانستان وباكستان حيث اكتُشفت معزولات لفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات في البيئة. وبالإضافة إلى ذلك، يواصل البلد تنفيذ حملتي تطعيم على الصعيد الوطني كل عام تصلان إلى نصف مليون طفل، من بينهم أطفال غير إيرانيين.